الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 04:08 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الإنترنت ومواقع التواصل.. سلاح المتطرفين لاستقطاب الشباب العربي

التطرلف والإرهاب
التطرلف والإرهاب

"الإنترنت أخطر سلاح في يد الجماعات المتطرفة".. هذا ما أكدته دراسات بحثية كشفت عنها صحيفة "فورين بوليسي" البريطانية ومجلة "إنترناشونال ريفيو"، والتي نوهت إلى وجود قوة ضاربة أقوى من السلاح في يد المسلحين، معتبرة أن الشبكة العنكبوتية قد تهدد مستقبل الأجيال القادمة.

سلاح الإنترنت

الدراسة التي نشرتها "فورين بوليسي و"انترناشونال ريفيو"، أكدت أن الجماعات والتنظيمات المتطرفة لا تقتصر أهدافها على مجرد فرض السيطرة على أجزاء بعينها، فهي تريد استقطاب الشباب في المنطقة العربية، وتعمل على ترسيخ أفكارها في عقولهم، وذلك اعتمادًا على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الذي وصفت بالسلاح الأخطر الذي يستلزم القضاء عليه نهائيًا.  

الحالة النفسية

وأوضحت الدراسة، أن الجماعات الجهادية تعتمد وبشكل أساسي على استراتيجية مختلفة تماما، فهي لا تحاول أن تحقق أهدافها من خلال ممارسة عمليات القتل في الأراضي التي تفرض سيطرتها عليها، فهي تلعب على وتر الحالة النفسية للشباب.

نقاط الضعف

فالجماعات الجهادية تستخدم الشبكة العنكبوتية عن الشباب في المنطقة العربية، لتعرف أبرز الأزمات التي تواجههم في بلادهم من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وبناءًا عليه تتمكن من تحديد نقاط الضعف التي يعانوا منها، وبعد ذلك تبدأ خططهم بمحاولة التودد لهؤلاء الشباب وإقناعهم بمعاناتهم من ظلم كبير داخل مجتماعتهم، وأن انضمامهم سيساعدهم على استرداد حقوقهم التي سلبت منهم، وبعد أن يتأكد التنظيم من أن الشباب باتوا في جعبتهم وتحت طوعهم يتم تشكيكهم في كافة المعتقدات الدينية التي تربوا عليها.

فوائد الإنترنت

وكشفت الدراسة عن السبب الذي يجعل الجماعات الجهادية تعتمد على الإنترنت في تجنيد الشباب، فهو سهولة استغلاله بما يضمن لهم عدم الكشف عن هويتهم، وبالتالي يكون من السهل استقطاب الشاب بسهولة فإذا عرف أن من يحاول التودد إليه، ينتمي لأيا من الجماعات المسلحة أو مؤمن بأفكار متطرفة سيبتعد عنه.

داعش

أهداف التنظيمات المتطرفة

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعميد معهد الدراسات العربية الأسبق الدكتور أحمد يوسف، قال: إن الحديث عن استخدام المتطرفين للإنترنت كوسيلة استقطاب للشباب، صحيحة بنسبة 100%"، موضحا: "الأزمة تكمن في أن هذه التنظيمات لم تتوقف أهدافها عند مجرد توجيه عمليات عنف ضد المدنيين، لكنهم أرادوا إسقاط المنطقة العربية واستهدف أنظمة بعينها، وهو ما حدث بالفعل عام 2014 في العراق، وباتت تحت وطأة تنظيم داعش، لتمتد بعد ذلك إلى سوريا.

ذكاء المتطرفين

وأضاف "يوسف" في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، أن هناك حقيقة يستلزم الاعتراف، ولابد من إيجاد وسيلة لمواجهتها، خاصة أن المتطرفين يتمتعون بذكاء شديد، وأن نظرتهم وأفكارهم أبعد ما تكون من مجرد توجيه هجمات إرهابية أو عمليات عنف.

الدكتور أحمد يوسف

اقرأ أيضا: أمن العراق يلقي القبض على إرهابي ويدمر نفقًا لداعش في جبال بادوش

الشباب المستهدف

وتابع "أن التنظيمات المتطرفة تستهدف وبشكل مقصود الشباب الذي يسيطر عليه الشعور بالقهر والتهميش وضعاف الثقافة، وأنه طالما يوجد نسبة كبيرة من الشباب يشعرون بالقهر والظلم والتهميش، فسيكون من السهل خداعهم وفرض سيطرة التنظيم الإرهابي على تفكيرهم، ولا بد من التصدي لهم، وعدم السماح بتسلل أفكارهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

التطرف
 

خطورة مواقع التواصل الاجتماعي

من ناحية أخرى، يرى اللواء محمد عقل عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البرلمان، أن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باتوا يشكلون خطورة غير عادية على الشباب في المجتمعات العربية، مشيرا إلى أن التكنولوجيا وفي بداية الأمر كان يتم توظيفها بشكل إيجابي لكي تكون في صالح البشرية.

وأوضح "عقل" في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، "في بداية الأمر كان يتم الاعتماد على كل أشكال التكنولوجيا الحديثة من أجل مساعدة الشباب في التعليم، لكن مع الأسف الشديد، أصبح يتم استخدامها بصورة خاطئة".

عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في البرلمان، أردف: "ليس من المستبعد أن تستغل التنظيمات الإرهابية أمثال "داعش"، الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لإلحاق الأذى بالبشرية وبالشباب".

اقرأ أيضا: ”مكافحة الإرهاب العراقي” يعلن امتلاكه قاعدة بيانات كاملة لبقايا عناصر تنظيم ”داعش” الإرهابي

الدور العربي

وعن كيفية التصدي لتلك الأزمة، نوه اللواء محمد عقل، "ينبغي على مباحث الإنترنت وضع قيود على استخدام هذه الصور من التكنولوجيا الحديثة"، مشيرا إلى أن الأزمة تتعلق بالأقمار الصناعية، التي تتحكم فيها التنظيمات المتطرفة والقادرة على التعامل معها بما يخدم مصالحها.

جدير بالذكر أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، أكد خلال فاعليات منتدى شباب العالم الذي عُقد في شرم الشيخ 2019، أن "داعش" الإرهابي لم يمت إلا ظاهريا فقط، وأن خطورته تكمن في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.