متى القلب يصيبه الغفلة؟ الدكتور علي جمعة يوضح

كتب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، منشورًا عبر صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن أحوال القلب مع الله، من غلظة ورقة، ومن إبصار وعمى، ومن سقامة ومرض.
وقال الدكتور علي جمعة: "إن قلوب البشر ليست واحدة؛ فهناك قلب قد يصيبه العمى، لا يرى من الحقيقة شيء؛ قال سبحانه وتعالى: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِى فِى الصُّدُور}، وقد يكون القلب قاسيًا يملؤه الغلظة قال عز وجل: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}".
وذكر أن هناك القلب السقيم المريض، الذي يملؤه الحقد، والغل، والحسد، وكره الغير، ولا يُدرك من المعروف شيء، فيكون منبعًا للآثام، وقال عز وجل عن أصحاب هذه القلوب: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}، وحذرنا الله من إتباع هذا الصنف من الناس.
وأشار إلى أن الله أراد لنا قلوبًا سليمة، رقيقة، وأن يحيى قلب المؤمن ويُبصر، فيدرك حقيقة الله، لما فيها من جمال، وحينها يكون قلبًا منبعًا للطاعات، فكان قلب رسولنا الكريم رقيقًا، حنونًا، لذلك لا يفلح إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
وتابع الدكتور علي جمعة: "قلوبنا مكشوفة لله، يعلم ما بها، حتى لو حاول الإنسان الكذب، والخداع، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ}، بل قلوبنا ملك لله يُقلبه الله كما شاء، فنحن لا نملك من قلوبنا شيء؛ لأن الله يَحُولُ بين المرء وقلبه، فيُّصرفه كما شاء سبحانه".
ونبه أن القلب يُصيبه الغفلة، باتباع هوى النفس، ومعاندة أوامر الله، ومعادات نبيه صلى الله عليه وسلم، والمؤمن القوي من يخاف على قلبه من التقلب والغفلة، فيكون دائم التوبة إلى الله ليُدخل النور قلبه، و يَحيي فؤاده، فيَقبِل على ربه سبحانه وتعالى {مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ}.
اقرأ أيضًا: سُنن صلاة الجمعة.. وأفعال النبي الكريم قبل الصلاة