الطريق
الإثنين 21 أبريل 2025 09:56 صـ 23 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة جنوبى لبنان انطلاق معرض الربيع التشكيلي في الكويت بمشاركة عربية ودولية اليونان تئن تحت وطأة الغلاء.. الأسعار تشتعل وسط أزمة اقتصادية خانقة نجوم الطرب بالأوبرا تتألق فى احتفالية أعياد الربيع وزير التموين يقرر تخفيض أسعار الدواجن المجمدة والبيض بمناسبة أعياد الربيع وشم النسيم في العريش.. وزارة الثقافة تطلق ملتقى سيناء الأول لفنون البادية احتفالا بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء فيديو| اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف حول خرق وقف إطلاق النار الهش إسرائيل تعيش حالة من التوتر الداخلي وتحذيرات من ”اقتتال يهودي يهودي” شاهد| عرض تفصيلى: أمريكا والهند.. محطات الهدوء والتوتر وسط أجواء مشحونة تجاريًا.. واشنطن تستقبل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولى والدة إمام صلاة التراويح الكفيف بالجامع الأزهر تبكي على الهواء في ”الستات مايعرفوش يكدبوا” النجمة صابرين ضيفة مها الصغير في ”السهرة” مساء شم النسيم على CBC

حكاية مجلس الدم في قتل ضحية لقمة العيش بالوراق

جريمة قتل
جريمة قتل

كعادته كل مساء غادر "فؤاد" مسكنه قاصدًا رب عمله لاستلام وردية "التوك توك" وانطلق يتجول بين شوارع إمبابة المتاخمة لحي الوراق شمال محافظة الجيزة بحثًا عن رزق حلال يساعده على بلوغ غدٍ أفضل لكن أمرًا كان يحاك له في الخفاء.

رغم ارتفاع دراجات الحرارة -تزامنًا مع الموجة الحارة التي تضرب البلاد- أبا الشاب ذا الـ23 ربيعًا ألا يعود إلى منزله أدراج الرياح عاقدًا العزم على تغطية نفقاته الشخصية دون أن يدري بخلده لبرهة أن يد الغدر ستطوله.

في شارع المعهد الديني بحي الوراق استوقفه شاب عشريني "فاضي ياسطى.. هنجيب حاجة من البيت قريب هنا" اصطحب "فؤاد" الراكب بضمادة يده الزائفة وطلب على إثرها "معلش اطلع شيل معايا الحاجة علشان دراعي مكسور -بخلاف الحقيقة-".

بالعودة إلى مسكن الشاب بجمهورية إمبابة -كما يلقبها قاطنوها- تأخر الوقت ولم يرجع الشاب إلى المنزل كما هو معتاد يوميًا وحاول والده مهاتفته فوجد الجوال مغلقًا فأسرع إلى صاحب المركبة ذات الثلاث عجلات "ابني مرجعش؟" ليصدمه "مش عارف اتأخر ليه حتى تليفونه مش بيجمع".

على بعد خطوات من كورنيش النيل تحديدًا ديوان قسم شرطة الوراق يمكث العقيد مجدي موسى مفتش فرقة مباحث الوراق وأوسيم في مكتبه يراجع أوراق قضية قيد الفحص جنبًا إلى متابعة الحالة الأمنية بالمركزين التابعين للفرقة قبل أن يقطع انهماكه في العمل اتصالا عبر شرطة النجدة بإبلاغ رجل عن تغيب فلذة كبده.

بخبرة السنوات وحس أمني قل ما جانبه الصواب أدرك العقيد مجدي موسى أنه أمام ليلة ساخنة تحمل طابعًا جنائيًا ليوجه ضباط مباحث القسم بجمع التحريات وتتبع خط سير الشاب المبلغ بتغيبه.

انطلق الرائد محمد حربي معاون أول مباحث الوراق لجمع التحريات مستفيدًا من شبكة مصادره القوية وصولا إلى كاميرات مراقبة رصدت الظهور الأخير لـ"فؤاد" رفقة شاب توقف بهما التوك توك أمام عقار.

دقائق معدودة تحول معها الشارع المقصود إلى ثكنة عسريكة يعج بضباط البحث الجنائي لإسدال الستار على القضية اللغز فكان لهم ما أرادوا في النهاية.

جهود البحث والتحري التي أشرف عليها العميد هاني شعراوي رئيس المباحث الجنائية لقطاع الشمال بينت أن شقيقين خططًا لسرقة توك توك الضحية فاستدرجه أحدهما إلى المنزل. ما إن دلف إلى مدخل العقار انقض عليه شقيقه وخنقه بمساعدة صديقهما وتركوا الجثة بالشقة وتوجهوا لبيع المركبة وهاتف القتيل لشراء مواد مخدرة أضحوا تحت رحمتها.

على أطراق المحافظة تحديدا ديوان عام مديرية أمن الجيزة منح اللواء محمد الشرقاوي مدير المباحث فريق البحث الضوء الأخضر لضبط المتهمين بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بعد تقنين الإجراءات.

تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين الثلاثة وأرشدوا عن التوك توك والهاتف ليكشفوا كواليس جريمتهم النكراء أمام اللواء أحمد الوتيدي مدير المباحث الجنائية بالجيزة.

توزعت الأدوار ما بين متهم رئيس خنق الضحية بكلتا يديه وجلس الثاني على جسده لشل حركته "فطسه" قبل أن ينجز الثالث المهمة بخنقه مستخدمًا حزام بنهايته قطعة حديدية.

لوهلة ظن أحد المتهمين أنه سيضلل رجال الشرطة والحيلولة دون كشفهم فأمسك شفرة موس ومزق لوحة أرقام التوك توك حتى لا يتعرف عليها الضباط بل وصل به الحال إلى وضع شريحته الشخصية في هاتف الضحية لكن حنكة الشرطة كشفت المستور وعُثر على جثة المجني عليه بالشقة محل الواقعة بعدما تركها الجناة "قولنا نبيع التوك توك وبعدين نشوف لها صرفة".

"البقاء لله يا حاج.. ابنك مات" خارت قوى الأب لدى علمه بالخبر المشؤوم وتوجه إلى النيابة العامة لإنهاء الإجراءات ومن ثم الحصول على تصريح الدفن واتسلام جثمان فلذة كبده وتشييعع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة أجمع فيها أهالي إملالة على دماثة خلقه "طول عمره جدع ميتعزش على اللي خلقه".