عالم أزهري: من قصر في أول رمضان فعليه العودة فيما تبقى حتى ينال الأجر

أيام قليلة ويفارقنا شهر رمضان الكريم، والذي مضى سريعا على قلوب محبيه، اجتهد فيه من أعد نفسه له جيدا وقام بعمل برنامج له للمحافظة على كل ثانية في الطاعة والتقرب إلى الله تبارك وتعالي، وخاب فيه من لم يجهز نفسه لاستقباله ببرنامج لطلب المغفرة والعفو من الله، فضيع أيامه في السهر واللهو ومشاهدة البرامج والمسلسلات التافهة والجلوس على المقاهي، فمثل هؤلاء لم يحمدوا الله على أن بلغهم رمضان.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع هؤلاء العودة في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم ؟
في هذا السياق قال الدكتور إبراهيم أمين من علماء الأزهر الشريف، إنه يجب عل كل إنسان بلغه الله شهر رمضان أن يشكر الله وأن يثني عليه وأن يحمده قولًا وعملًا.
العشر الأواخر فرصة يجب اغتنامها
وأضاف "أمين"، في تصريح خاص "للطريق"، أن من كان ملتزم ببرنامج وضعه من أول رمضان فهو فرح به ومسرور، لأنه أنجز ما جعله في برنامجه، لكن من لم يعمل برنامجًا للقراءة والتدبر والتذكر ولإعادة صياغة أخلاقه مرة أخرى وإعادة حساباته، فقد فاته خيرًا كثيرًا، ولكن هؤلاء يمكنهم العودة في تلك الأيام العشر الأخيرة من رمضان من باب "أن تأتي متأخر خير لك من أن لا تأتي"، فهي فرصة يجب اغتنامها في تلك الأيام العشر الأخيرة من رمضان والتي فيها ليلة القدر والتي هي خير عند الله من ألف شهر، فهي خيرية مفتوحة لانعرف مقدارها ولا سقفها.
برنامج حازمًا للعشر الأواخر
وأكد الدكتور إبراهيم أمين، على كل إنسان أن يتدارك ما فاته فما لا يدرك كله لا يترك كله، فيجب إعداد برنامجًا حازمًا في هذا الأسبوع لعله يدرك ما فاته، برنامجًا لليله ولنهاره، وبرنامجا لنفسيته فيجلس مع نفسه يحاسبها ويقيم نفسه خلال أيام الشهر الكريم ويتابع برنامجه ويدرك ما قصر فيه.
مشاركة الأسرة في أعمال الخير
وأوضح "أمين"، أن من التزم ببرنامجه خلال الشهر الكريم والذي وضعه لنفسه لعدم تضيع وقته إلا فيما يرضي الله عز وجل، فعليه أن يضيف ويزداد عليه أكثر وأكثر، فقد كان شعار النبي عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر "أنه يحيى الليل كله ويوقظ أهله ويشد مآزره كناية عن الاجتهاد في تلك العشر الأواخر"، وعلينا جميعا أن نلتزم بسنته عليه الصلاة والسلام، وأن نوقظ أهلنا حتى ننال جميعًا الخير والثواب، وأن لا نضيع تلك الفرص من أيدينا.
المحافظة على الليالي الوترية
وتابع الدكتور إبراهيم أمين، أنه يجب علينا جميعًا أن نستغل تلك الأيام المباركة المتبقية من الشهر الكريم في الذكر والتسبيح وقراءة القرآن ومحاولة تفعيل ما يقرأ فإذا قرأ عن الكرم يحاول أن يكون كريم، وإذا قرأ عن الزكاة يحاول أن يخرجها قبل انتهاء موعدها، وإذا قرأ عن التسامح يحاول أن يكون مسماحًا مع من يتعامل معه فيفعل القرآن الكريم في سلوكياته وأخلاقه ويحاول أن يحافظ على الليالي الوترية خاصة ليلة القدر ويحافظ على غيرها لأننا لا نعرف ما هو التعبد الذي سيرضى الله علينا به قل أو جل صغر أو كبر، وعلينا أيضا المحافظة على قيام ليلة العيد أيضًا فإنها تحيي القلب يوم تموت القلوب.