”جاي تعزي ولا تاكل”.. فتوى بشأن صنع أهل المتوفى طعام للمعزين تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي

تساءل عدد كبير من رواد المواقع التواصل الاجتماع "فيس بوك"، بشأن صنعُ أهل المتوفي الطعام وتقديمُه للمُعَزِّين، معربين عن استياءهم وحزنهم الشديد على أهل المتوفي لما يشعروا به في هذا الوقت وما يحتاجون من المساعدة والمساندة.
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم صنع أهل المتوفي للطعام وتقديمُه للمُعَزِّين، مشيرة إلى أن تقديم الطعام لمن يأتون من أماكن أو بلاد بعيدة للمشاركة في الدفن لا حرج فيه شرعًا لأهل الميت؛ وذلك لحاجة هؤلاء المُعَزِّين إلى الضيافة والكرم.
ونشرت «الإفتاء»، عبر صفحتها الرسمية "فيس بوك" إجابتها عن سؤال، أنه يُسَنُّ أن يصنعه جيران أهل الميت أو الأقارب الأباعد وأن يَكفُوا أهلَ الميتِ مُؤنةَ ذلك، مستشهده في فتواها بما رواه أبو داود في "سننه" من حديث عبد الله بن جعفر – رضي الله عنهما -قال: لَمَّا جاء نَعيُ جعفرٍ قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم:- «اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ».
وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه إذا كان من المستحب أن يُكفَوا مؤنة طعام أنفسهم فَلَأَن يُكفَوا مؤنة إطعام غيرهم أولى وأحرى؛ موضحة أن الإمام ابن العربي المالكي: والحديث أصلٌ في المشاركات عند الحاجة.
وأوضحت دار الإفتاء، أن المكروه إنما هو اصطناع أهل الميت الطعامَ تقصُّدًا لاجتماع الناس عليه من غير حاجة؛ لِما رواه الإمام أحمد ولفظ الحديث له، وابن ماجه بسند صحيح عن جرير بن عبد الله البَجَلي – رضي الله عنه: «كنَّا نعد الاجتماعَ إلى أهل الميت وصنعة الطعامِ بعد دفنِه مِن النياحة».
واختتمت دار الإفتاء، أن تقديم الطعام فى العزاء يحرم إن كان ذلك من أموال القُصَّر أو كان على جهة التباهي والتفاخر والرياء، مستشهدة بقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني": [فَأَمَّا صُنعُ أَهلِ المَيِّتِ طَعامًا للنَّاسِ فمَكرُوهٌ؛ لأَنَّ فيه زِيادةً على مُصِيبَتِهم، وشُغلًا لهم إلى شُغلِهم، وتَشَبُّهًا بصُنعِ أَهلِ الجاهِلِيَّةِ، وإن دَعَت الحاجةُ إلى ذلكَ جازَ؛ فإنَّه رُبَّما جاءَهم مَن يَحضُرُ مَيِّتَهم مِنَ القُرى والأَماكِنِ البَعِيدةِ، ويَبِيتُ عندَهم، ولا يُمكِنُهم إلا أَن يُضَيِّفُوه].
اقرأ أيضا:رئيس الوزراء يتابع موقف تطبيق منظومة الشحن المُسبق