بعد المقبرة الفرعونية المقلدة.. ما هي عقوبة تزييف الآثار بقصد الاحتيال؟

أثارت واقعة المقبرة المزيفة في بني سويف جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الأيّام الماضية، وسط تساؤلات حول العقوبة القانونية لتقليد القطع الأثرية بقصد الاحتيال على الآخرين.

ونشرت نشرت الصحيفة الرسمية، في يونيو 2018، القانون رقم 91 لسنة 2018 المتعلق بتعديل بعض أحكام قانون حماية الآثار.

ونصت المادة 43 من القانون، على أنّ "كلّ من زيّف أثرا بقصد الاحتيال يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه".

وأسدلت النيابة العامة الستار عن تفاصيل وحقيقة المقبرة الأثرية المزيفة، التي عثرت الأجهزة الأمنية عليها في محافظة بني سويف، وأثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خلال الأيّام الماضية.

أغرب صيحات النصب

وقالت النيابة العامة، في بيان أمس الجمعة، إنها وجّهت بضبط وإحضار عددا من المتهمين أعدّوا مقبرة وهمية من أجل الاحتيال على الطامعين في الثراء السريع والراغبين في شراء القطع الأثرية، والاستيلاء على أموالهم بالنصب عليهم، بينما وصف وراد مواقع التواصل تلك المقبرة بـ"أغرب صيحات النصب".

وذكرت النيابة، أن المقبرة المزيفة التي تمّ العثور عليها كائنة بأعلى تل في منطقة صحراوية بقرية "الحيبة" في مركز الفشن، كما جرى كشفها عندما تفقد أفراد أمن الحالة الأمنية بالمنطقة، ولما شاهدهم القائمون عليها لاذوا بالفرار بسيارتهم، مما أثار شكوكا حولهم.

محتويات المقبرة

وكشف تقرير لجنة مشكلة من وزارة السياحة والآثار، أنّ المقبرة تأتي بعد حفرة يبلغ عمقها نحو مترين ومغطاة بباب حديدي بالأقفال، وقعب تجاوز الباب تؤدي إلى سرداب يضم 3 غرف تحتوي على تماثيل يشتبه في فرعونيتها، وتبين أن كل الرسومات المنقوشة على جدران الغرف والتماثيل مزيفة (حديثة الصنع) وغير أثرية بالمرة.

ونشرت وزارة السياحة والآثار صورا ومقطع فيديو يظهر معاينة لجنة من خبراء الآثار المقبرة، من بينهم مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أكد أنها حفرة تبدأ بممر يمتد نحو 10 أمتار تحت الجبل، وتبدو وكأنها مقبرة حقيقية لكنها مزيفة.

كنوز المقبرة

وأوضح وزيري، في تصريحات تلفزيونية، أنّ المقبرة المزيفة في بني سويف تضم توابيت مصنوعة من الفايبر وتماثيل من البلاستيك، مع جدران ملونة من خشب الأبلكاش، مرجحا أن ما وصفها بـ"كنوز المقبرة" كانت على وشك البيع بملايين الدولارات بغرض الثراء السريع لكن الأجهزة الأمنية أحبطت ذلك.

وقال مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إنّ الرسومات جيدة جدا من الناحية الفنية واختيار الألوان والتفاصيل، إلا أنه كشف عن كتابات خاطئة بها كالتقاء الملك توت عنخ أمون برمسيس الثالث، على الرغم من أن الفرق بين الأسرتين نحو 500 عام، وهو ما يعتبر دليلا على أنها مزيفة.

القانون لا يحمي المغفلين

وأضاف شاكر، في تصريحات تلفزيونية أمس الجمعة، أن النصابين لو استغلوا ذكاءهم وأموالهم في شيء يصلح للاستثمار كان أفضل لهم كثيرا، موجها رسالة إلى المتعاملين معهم من تجار الآثار قائلا: "القانون لا يحمي المغفلين".

اقرأ أيضا: تفاصيل انتشال جثة مصرية من تحت أنقاض زلزال تركيا