الطريق
الإثنين 21 أبريل 2025 11:02 صـ 23 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الحق مشوارك.. سيولة مرورية عالية بمحافظتي القاهرة والجيزة سلسلة غارات جوية إسرائيلية عنيفة جنوبى لبنان انطلاق معرض الربيع التشكيلي في الكويت بمشاركة عربية ودولية اليونان تئن تحت وطأة الغلاء.. الأسعار تشتعل وسط أزمة اقتصادية خانقة نجوم الطرب بالأوبرا تتألق فى احتفالية أعياد الربيع وزير التموين يقرر تخفيض أسعار الدواجن المجمدة والبيض بمناسبة أعياد الربيع وشم النسيم في العريش.. وزارة الثقافة تطلق ملتقى سيناء الأول لفنون البادية احتفالا بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء فيديو| اتهامات متبادلة بين موسكو وكييف حول خرق وقف إطلاق النار الهش إسرائيل تعيش حالة من التوتر الداخلي وتحذيرات من ”اقتتال يهودي يهودي” شاهد| عرض تفصيلى: أمريكا والهند.. محطات الهدوء والتوتر وسط أجواء مشحونة تجاريًا.. واشنطن تستقبل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولى والدة إمام صلاة التراويح الكفيف بالجامع الأزهر تبكي على الهواء في ”الستات مايعرفوش يكدبوا”

الروائي سمير الفيل: أتحول لمحارب شرس في محنة التوقف

قال الروائي سمير الفيل، إنه يكتب منذ عام 1969 بشكل منتظم، ميفًا أنه لم يتوقف سنة كاملة، لكن مرت به أوقات عصيبة حين كان يتعرض لمحنة تجمد الأصابع، ألا يطاوعه القلم، فيشعر كأنه شخص معلق في الفراغ.

وأضاف في تصريحٍ لـ «الطريق» أن بداياته كانت شعرية، حيث أنجز خمسة دواوين ، ثم تحول مجال اهتمامه إلى فضاء القصة القصيرة بالتحديد منذ عام 2001 وقد أثمر مشوار الكتابة 22 مجموعة قصصية، بدأها بمجموعة «خوذة ونورس وحيد»، واستمر حتى عمله الأخير «قهوة على الريحة».

وأشار الفيل إلى أنه بعد إصدار مجموعته القصصية الخامسة « دفتر أحوال» توقف لأسابيع، ولم يعد لديه مساحة للعطاء، حيث حزن لهذا الأمر كثيرًا، مؤكدًا أنه توصل إلى حل واقعي ومفيد، وهو العودة إلى تجربة الجندية حيث انخرط في الكتيبة 16 مشاة وكانت تعسكر قرب شط قناة السويس وتحركت مرة للمحسمة ومرة أخرى إلى تبة الشجرة بسيناء، فكتب عن التجربة بروح مستبشرة، مستعيدًا نصاعة تلك الأيام التي امتدت لعامين 1974 إلى عام 1976، بما فيها فترة التعليم الأساسي على مدفع الهاون 82 مم، بناحية المعادي وعن المجموعة كتب جورج جحا تقريرًا لوكالة أنباء رويتر ، موضحا أن المجموعة عالجت الجهد العسكري في الزي المدني، يقصد من خلال البعد الإنساني.

واستكمل الروائي رحلته قائلًا: تعرضت لتلك المحنة مرة ثانية فقد عصاني القلم، ولم يعد يطاوعني في تسطير قصصي، فجلست أفكر عما يجب فعله، وتوصلت إلى حل مختلف، حيث الذهاب إلى مرحلة مهمة من حياتي، عملت خلالها في محل بيع أحذية، فقد وقع تحت سمعي وبصري أحداث لصقت بالذاكرة، كانت تنتظر فقط تحويلها من مشاهد في الذاكرة إلى نسيج سردي يضج بالحياة، وصدرت مجموعة «صندل أحمر».

وأوضح الأديب أنه يتعرض أحيانًا لمحنٍ أخرى مثل موت قريب له، أو سفر رفيق رحلة الكتابة، وربما قلاقل روحية يعرفها كل من يقترف الكتابة فيلوذ حينها بالأماكن التي شهدت طفولته كما كان الحال في المثلث الشهير : رأس البر، عزبة البرج، دمياط. وهو مثلث بحري بامتياز ، وظف المكان فيه لانتزاع لقطات حية من الواقع فكانت مجموعة «هوا بحري».

حيل مختلفة لمواجهة قفلة الكتابة يتبعها الروائي سمير الفيل

ويشير الروائي سمير الفيل إلى أنه يواجه هذا السكوت المريب، والصمت السري، والذي نسميه أحيانا «قفلة الكتابة» كل مرة بحيلة تختلف عن سابقتها، فبعد توقفه عن النشر لثلاث سنوات وجد نفسه يخوض مغامرة الكتابة القصصية الموجزة جدا في ثلاث مجموعات صدرت في عام واحد. المجموعات هي: «الأبواب»، و«جبل النرجس»، و«حمام يطير»، وحصلت «جبل النرجس» على جائزة الدولة التشجيعية للأدب، بينما حصلت مجموعة «حمام يطير» على جائزة يوسف أبو رية في القصة القصيرة، وكان هذا دافعًا كبيرًا له لمواجهة «قفلة الكتابة» بالكتابة.

ويتابع قائلًا: كنت قد خرجت إلى المعاش في العام 2011، وتوفر لي مادة سردية كثيفة من مجالسة الناس والسماع لأحاديثهم ورؤية الشارع الدمياطي يموج بالحركة، لذا فحين تعرضت إلى« قفلة الكتابة» عام 2018 حشدت طاقتي لانتزاع موضوعات قصصي من السائرين في الشوارع والمتسكعين في الحدائق وأصحاب الحرف الذين أُغلقت محالهم، لقد توصلت إلى طريقة بدت لي مشوقة وغريبة وهي أن أتناول قصص هؤلاء وعثراتهم بعد التحولات العميقة في منظومة القيم المصرية فكتبت مجموعة فارقة هي«أتوبيس خط 77» وحازت على جائزة ساويرس فئة كبار الكتاب عام 2020.

ويختتم حديثه مع «الطريق» قائلًا: أتصور أنني حاولت التمرد على أنماط كتاباتي القديمة، الكلاسيكية فقررت عمدًا عدم العودة للكتابة دون اجتراح أفق جديد للنص، وبعدها حاولت الرجوع فوجدت الأبواب موصدة، فلا القلم يستجيب لي، ولا أنا أملك جسارة الكتابة بالقوة ودون رضا، استمرت الحالة حوالي ستة أشهر ، كنت جريئا هذه المرة وقمت باقتحام «حرم الكتابة» عنوة، كتبت سطورًا ثم مزقت الورقة، كتبت سطورا أخرى وعاودت التمزيق وفي مرة ثالثة طوحت بالأوراق من البلكونة.

ويضيف: وقفت أتأمل الكائنات وهي تفتتح يومًا جديدًا واستعدت حادثا وقع في طفولتي وهو هروب طائر زينة من قفص أسرة ثرية كنت أوصل لها ملابس حاكتها أمي. كتبت القصة بحماس شديد، وتداعت ذكريات طفولة دافئة كان عنوان القصة«شارع التبليطة». أجلس الآن مطمئنًا أمام شاشة الكمبيوتر ، مجهزًا مائة حيلة وحيلة لإنقاذ الذات من خطر التوقف وانسداد الأفق، لا أراه الله أحدًا من أصحاب الحرفة الصعبة: الأدب.

اقرأ أيضا http://أنا قادم أيها الضوء.. كتاب جديد للصحفي الراحل محمد أبو الغيط