كوريا الجنوبية.. تجربة نمو اقتصادي قائمة على الفن

اتخذت القيادة الكورية الفن سبيلًا للانطلاق للتأثير العالمي، وخلق قوة ناعمة كورية جديدة مُتمثلة في الفن والثقافة الكورية، لتحقيق غايات اقتصادية وسياسية أشمل وأهم، وكان لها ما أرادت خلال 30 عامًا من التخطيط والإنجاز.
انطلاقة الفن الكوري الجنوبي "الهاليو"
في البَدْء كان الانفتاح الكوري الجنوبي على العالم، وإتاحة السفر للخارج لجميع أفراد الشعب الكوري بعد أن كان محظورًا ومُحددًا، وبعد الأزمات المالية المتتابعة التي تعرضت لها كوريا، أرادت تنويع مصادر دخلها وتأمين اقتصادها على كافة الأصعدة، فكان الفن طريق آمن لتحقيق توسع اقتصادي دون مخاطر تُذكر وللانطلاق ألغيت القوانين المُقيدة للإنتاج الفني الكوري.
واتجهت كوريا الجنوبية للتوسع الفني في الصين، وحققت نجاحات مُذهلة ونسب مشاهدات للأعمال الفنية الكورية، غير مسبوقة ما تسبب في إطلاق مُصطلح "الهاليو" الذي يعني الهوس بالفن الكوري الجنوبي، وأصبح الإنتاج السينمائي الكوري إنتاجًا نوعيًا حتى إن فيلم "Parasite" حقق أربع جوائز أوسكار.
فريق "BTS"، الغنائي الكوري، غزى العالم أجمع تقريبًا حتى بلدان الشرق الأوسط المختلفة ثقافةً ولغةً، وصل لها فريق "BTS"، حتى إن نجاحاته في أوروبا وأمريكا ضمنت له أكبر مبيعات غنائية على مستوى العالم.
الحكومة والفن في كوريا
تم تخصيص ما يزيد عن 6 مليارات دولار أمريكي كميزانية لوزارة الثقافة الكورية، وتأسيس 40 مؤسسة ثقافية كورية لنشر الفن والثقافة الكورية، وتخصيص صندوق مُتخصص لتنمية صادرات الفن والثقافة الشعبية الكورية، وتتكفل الدولة الكورية قُرابة ثُلث تلك الميزانية والبقية تتحمله الشركات والمستثمرين الكوريين.
إسهامات الفن الكوري في الاقتصاد
بلغت صادرات البلاد الثقافية نحو 12.3 مليار دولار أمريكي، والعوائد التي يحققها الاقتصاد الكوري من وراء نشاطات فريق "BTS" وصلت إلى 9 مليارات دولار، وبلغت الزيادة المحققة في نسبة السُياح الأجانب 55.3% مقارنة بالأعوام السابقة.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على النسيان.. 4 ممارسات تجعل ذاكرتك أقوى