«قهوة على البرميل».. مشروع طالب آداب الإسكندرية تحمل المسؤولية وأصبح نموذجًا لزملائه

ببرميل مصنوع من الصاج والقليل من الرمل، يقف طالب كلية الآداب جامعة الإسكندرية في واحدًا من أشهر شوارع المدينة الساحلية، فاستعان بأدواته التي لم تزد عن عبوات البُن والحليب والأكواب الورقية، وبابتسامة بسيطة راضية يستقبل زبائنه من أصحاب المَحَالّ والعاملين فيها والمارة الراغبين في احتساء القهوة بمذاق مختلف، والذين يأتون إليه خصيصًا من أماكن بعيدة.
"محمود سعيد" شاب إسكندراني وطالب جامعي يبلغ من العمر 20 عامًا، قرر تحمل المسؤولية باكرًا، فلم ينتظر حتى يتخرج ليبحث عن عمل، فبدأ قبل التحاقه بالجامعة في مشروعه الخاص.
تحدث "محمود" لـ "الطريق" قائلًا: "قررت الاعتماد على نفسي منذ انتهائي من مرحلة الثانوية العامة، وقمت بعمل أكثر من مشروع، ولجأت لفكرة مشروع القهوة على البرميل منذ سنتين حتى استطيع الإنفاق على دراستي، وقررت ألا أعمل في أي مكان، وأن يكون لي مشروعي الخاص لشغفي بصنع القهوة".
شاهد أيضًا: أحلى قهوة على البرميل من إيد "محمود".. طالب آداب إسكندرية: بصرف على دراستي من مشروعي
واستكمل قائلًا: "قمت بشراء برميل صاج مُستعمل، وأقوم بإعداد القهوة بوضعها في كمية من الرمل الموضوعة على الصاج، وهي فكرة غير تقليدية نالت إعجاب الكثير، لأن القهوة تأخذ وقتها حتى تنضج، فتسويتها على الرمل أفضل، لأنه يحيط بالكنكة من جميع الجهات".
وتابع: "أحاول قدر الإمكان تنفيذ أفكاري في هذا المشروع بالإمكانات المُتاحة، فلجأت إلى أنصاف الحلول لعدم امتلاكي السيولة المادية الكافية التي تمكنني من تنفيذ كل أفكاري".
وعن العائد من هذا المشروع وكيفية التوفيق بينه وبين دراسته أوضح: "كان العائد من مشروع قهوة على البرميل قليلًا للغاية لقلة الإقبال، أما الآن فهو مرضي بالنسبة لي إلى حد بعيد، وأسعى قدر المستطاع للتوفيق بينه وبين دراستي الجامعية، مثل الكثير من الشباب الذي يدرس ويعمل في وقت واحد".
واختتم: "امتلك الطموح لتطوير مشروعي وتطوير ذاتي وأفكاري، فأنا من وجهة نظري لم أحقق شيئًا حتى الآن، وليس شرطًا أن يكون مشروعي كبيرًا في المستقبل، ولكن من المهم أن يرضيني".