هل يستطيع البنك المركزي حل مشاكل المستثمرين في شهرين؟.. خبير اقتصادي يُجيب

تأثرت الصناعة المصرية خلال السنوات الماضية، بعدة أزمات اقتصادية محلية وعالمية كانت أخرها الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها تأثر الاقتصاد الوطني بجائحة كورونا التي حجمت التجارة الدولية بشكل شبه كامل لمُدد زمنية كبيرة، وعلى المستوى المحلي أهملت الدولة ورجال الصناعة التوسع الرأسي في الصناعة والذي يوفر خامات تصنيع محلية الصنع، واعتمدوا على استيراد تلك الخامات بالكامل من الخارج، كما أن كثير من المُصنعين ركزوا جهدهم على استيراد المنتج النهائي من الخارج وبيعه للمستهلك مباشرة وتحولوا إلى مجرد تُجار أو سماسرة لعدة عوامل، أهمها كما قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي "للطريق"، المعوقات التي تُقابلهم في الملفات الضريبية، والتعاملات الجمركية الغير مُيسرة، وارتفاع تكاليف التشغيل من كهرباء وغاز ومياه كانت السبب الرئيسي وراء ذلك التوجه.
وأضاف "عبده"، أن حل مشكلات المستثمرين لا يُمكن أن يتم في شهرين، وأن تلك المدة يجوز أن يُحل فيها أزمات أفراد وليست دول، خاصةً لو كانت دولة بحجم مصر.
وعن الحلول المُفترضة لحل الأزمات المتتالية التي تواجه المستثمرين يؤكد الخبير الاقتصادي على التالي:
- توفير العملة الأجنبية في السوق المصري ولن يكون ذلك إلا عبر تنشيط فعلي لمصادر الدخل الدولارية كتنشيط السياحة والتي تأثرت كثيرًا بالحرب الروسية الأوكرانية، وهما الدولتين التي تعتمد عليهما السياحة المصرية بنسب تُقارب 34%.
- دعم الصناعة بكل قوة وتسهيل إجراءات إنشاء المصانع، وإعفائها من جزء مقبول من الضرائب كعامل مُحفز على بدء العمل
- يجب التحول بشكل كامل تجاه الاقتصاد الإنتاجي والمُوجه بالتصدير.
- تذليل العقبات أمام المُصدرين وتحفيزهم بحزمة من الإجراءات والتسهيلات، والنظر لنشاطهم بأنه مصدر مهم للعوائد الدولارية.
وأردف رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن على حسن عبدالله مُحافظ البنك المركزي الاستعانة العاجلة بالكفاءات الاقتصادية التي لها تاريخ من النجاحات في شتى المجالات الاقتصادية، ولعل استعانته بالخبير الاقتصادي والمصرفي هشام عز العرب رئيس بنك CIB السابق، كانت لها أثر واضح على قراراته الأولى بزيادة حد الإيداع والصرف للشركات والأفراد، ما أعطى مؤشر جيد على توجه الاقتصادي الدعم للمستثمرين.
كان الرئيس السيسي قد وجه الحكومة ومحافظ البنك المركزي، بتذليل جميع العقبات التي تواجه المستثمرين في الفترة القادمة خلال افتتاحه لبعض المشروعات القومية، وقال السيسي إنه على البنك المركزي حل تلك المشكلات خلال شهرين على الأكثر.
اقرأ أيضًا: اقتصاديات المطر كنز السماء المُهدر.. كيف تستفيد مصر منه؟