بعد معاناة ابنته من مرض نادر.. «محمود» يُنقذ أرواح الدم النادر

تخيل أن هناك عائلات وأسر تقضي أيام وشهور للبحث عن فصيلة دم نادرة مشابهة لدم ابنتهم أو أهلهم، معاناة يعيشها أصحاب الدم النادر قبل إجراء عمليات جراحية، حالات تنتظر لأطول فترة ممكنة لأنقاذ اروحها، فمن الممكن أن تكون عملية نقل الدم بسيطة ولكن تعد أزمة كبيرة لأصحاب الدم النادر لأنها تستغرق الكثير من الوقت ما ينعكس بالسلب والخطورة على حياة المريض.
معاناة استطاع حلها دكتور«محمود الشريف» شاب في منتصف الثلاثينات وحاصل على درجة علمية في التحاليل الطبية وخريج كلية علوم من أبناء محافظة الشرقية، على إنقاذ الحوامل ومرضى الحوادث والأمراض المستعصية أصحاب الدم النادر على إيجاد دم ذات فصيلة المريض من خلال إنشاء مبادرة "الدم النادر".
بدأ محمود في هذه المبادرة بالصدفة عندما أتت حالة على وشك الولادة إلى المستشفى وكانت من أصحاب الدم النادر فكان من الصعب الحصول على الدم بشكل سريع، وبعد معاناة من البحث عن فصيلة الدم ولحسن الحظ كان "محمود" ذات فصيلة الحالة وتم إنقاذها ومن هنا جأءت الفكرة
يروي محمود لـ "الطريق" عن بداية المبادرة والتي عرضها على بعض الجروبات والصفحة الشخصية له على "فيسبوك" واسمها "مبادرة لله" وكان متكفل بـ 100 تحليل مجاني، و الأجر رمزي لتكلفة الأدوات والخامات للأعداد الكبيرة، تضمنت العديد من الجمعيات الخيرية في هذه المبادرة بمبالغ رمزية.
وكان هناك العديد من التعليقات الناقدة والتشكيك في عدم مصداقية العمل الخيري الذي يفعله، ولكن لم يتوقف رغم الانتقادات وبدأ في ترتيب وتحديد الفصائل المتشابهة ووضعها بأرقام الهاتف والعنوان، وبدأ في نشر الفصائل المتوفرة بالمعمل على الجروبات وإعطاء القائمة الخاصة للمتبرع للمريض للتواصل معه والذهاب أحد المستشفيات ليتم عملية التبرع.
رزق الله "محمود" بابنه تعاني من مرض نادر في المخ متلازمة تسمى بـ أبير، وكانت تحتاج إلى عملية في عمر شهر، عندما بدأت العملية تفاجأت بطلب دم طازج لنجاح العملية ولكن الحمد الله كانت لدى قوائم المتبرعين وبالصدفة اتفاجأت بمتبرع ذات الفصيلة يعمل معه بمعمل التحاليل.
لا أحد يعرف قيمة هذا الدم النادر وصعوبة الحصول عليه غير الذي مر بذات التجربة الأليمة، ومازالت المبادرة تنجح ويزيد متبرعيه رغم اعتراض العديد من الأشخاص حول توفرها بدون أموال، وحتى وصل البعض للتبرع لبنك الدم من خلال تحديد قوائم للشوارع محددة بحيث يكون لكل مكان أو شارع رصيد خاص وكوبونات لصرفها.
يتمنى "محمود" بتعميم هذه المبادرة حتى تصل إلى كتابت فصيلة الدم على البطاقة أو رخصة القيادة، موضحا أن كل هذا يتم تحت أشراف المستشفيات وليس العيادات الخاصة.
اقرأ أيضا: خاص | «بعد واقعة سحل سيدة عين شمس».. عقوبة رادعة تنتظر المحرض على الاعتداء