الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 05:40 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عيد ميلاد الزعيم.. هل كان عادل إمام فنان السلطة؟

الفنان الكبير عادل إمام
الفنان الكبير عادل إمام

يحل اليوم الثلاثاء عيد ميلاد الزعيم عادل إمام الذى عشق القمة وعشقته، وحارب وكافح ليكتب اسمه بين كبار المبدعين في الوطن العربي، بعدما عافر في الحياة، فانتصر عليها وانتصرت عليه، لأنه أتى بما لا يستطيع غيره إتيانه، ورغم أنّ أعماله تميزت بالجرأة في الطرح والتمكن في الأسلوب، إلا أن بعضهم حاول اتهامه بأنّه فنان السلطة.

هل كان عادل إمام بوقًا للسلطة؟

ولعل تأثيره الكبير في المصريين جعل بعض النقاد، يتوهمون أنّه كان بوقًا للسلطة فترة حكم الرئيس حسني مبارك، لدرجة أنّ كثيرين ذهبوا إلى أنّه أداة في يد ذاك النظام، في حين أنّ عادل إمام كان من الذين حفوا وتعروا وداسوا على الشوك وتمرغوا في أقصر الأدوار وعاشوا على فتات الجنيهات حتى وجدوا طريقهم وظهروا للجمهور، ومن هنا درس الزعيم الشارع ونجح في التأثير فيه، حتى تربع على عرش الكوميديا ووصل إلى ما لم يصل إليه أحد من الشهرة والنجومية.

عادل إمام يرد بنفسه

ولم يكن الزعيم ليفوت مثل ذلك الاتهام دون أن يكشف الحقيقة كاملة، فجاء رده: «أقول إنّ الذين يتهمونني بالتواطؤ مع السلطة، عليهم أن يشاهدوا مسرحية الزعيم.. أنا لا يمكنني أن أكون مشاكسا ضد طرف يخطئ، ثم أسكت عن طرف آخر يرتكب الخطايا.. أنا واحد من أبناء الشعب.. أنا أعبر عن البسطاء وعن رأيهم وعن فكرهم. إنهم يسكنون أعماقي. يعيشون في داخلي وأشعر أنني أعيش في داخلهم، والشعب هو من دفع تكاليف كل ما أملكه» وفق ما ذكر أشرف بيدس في كتابه «عادل إمام».

ويعتبر عادل إمام، فئة نادرة من الفنانين الذين قالوا كلمتهم للتاريخ وحافظوا على دفء العلاقة مع جماهيرهم والسلطة الحاكمة، ولم ينف تأييده للنظام مبارط، وفي نفس الوقت كان يحشو أعماله بصرخات مكبوتة يطلقها البسطاء آنذاك.

حرفة الكبار

وجسد عادل إمام الكثير من الأدوار التي عبرت عن الفلاح الساذج والفلاح الخبيث، وخط الصعيد، والصعيدي، والفلاح الغشيم، والفلاح الذي يفقد عذوبته في روما، والمتسول والحالم والمحامي الفهلوي ورجل الأعمال الفاسد، والمسؤول، والشاب المحطم، والفنان، والعالم، والنصاب، والزوج الخائن، والزوج الوفي، والطالب البليد، والفنان العظيم، والسجين العاشق، والهلفوت، وصبي السياسي، والسياسي الانتهازي، والضاحك، والحزين، والمنسي، ورجل الشرطة المنحاز للناس، والإرهابي، والإرهابي التائب، والغول، والقس المسيحي، وناقش بحرفة لا يتقنها إلا الكبار كل ما يعاني منه المجتمع المصري.
اقرأ أيضًا: في عيد ميلاد الزعيم.. القصة الكاملة لإهدار دم عادل إمام من جماعة سلفية