الطريق
السبت 5 أكتوبر 2024 10:24 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

باحث سياسي: عودة القيادات السنية إلى العراق هدفه تحجيم «الحلبوسي»

شهد العراق عودة قيادات سنية بارزة اختفت قسرًا من الساحة السياسية، لعدة سنوات، لتعاود الظهور في وقت تعاني فيه البلاد من انسداد سياسي، مع تعثر عملية تشكيل الحكومة الجديدة، واختيار رئيس للجمهورية.

-

مؤخرًا عاود القيادي العشائري السني علي حاتم السليمان الذي شكل في السابق المجلس العسكري لثوار الأنبار، استقبال المؤيدين له بمضيفه في مدينة الرمادي والظهور في بغداد، بعد أن كان يتوعد باقتحامها في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وإسقاط حكومته.

علي حاتم السليمان قال في تغريدة على تويتر "لم نأتي إلى بغداد تحت أي غطاء سياسي أو صفقة" وذلك بعد ما أثير عقب إعلان نوري المالكي أنه سهل عودة قادة سنة إلى العراق للمحاكمة، لكن في الوقت نفسه لا يكف السليمان عن مهاجمة حلفاء الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشكل مباشر وغير مباشر، مؤكدًا أنه لا توجد قيادات سنية حالية يمكن التعويل عليها، مبديًا رفضه لما أسماه عمليات "التطبيع".

طارق الهاشمي، شخصية سياسية سنية بارزة، شغل منصب نائب رئيس الجمهورية، أعلن في تصريحات صحفية مؤخرًا بعد غياب لعامين عن الإدلاء بأي تصريحات، عن استعداده للعودة إلى العراق و"المثول أمام القضاء" وفقًا للدستور.

سبق ذلك عودة وزير المالية الأسبق رافع العيساوي ومثوله أمام القضاء، الذي قضى بتبرئته من عدة قضايا وأوقف تنفيذ بعض الأحكام بحقه، فيما اعتبره البعض صفقة سياسية واضحة.

يأتي الحديث عن عودة القيادات السنية العراقية، مع انزعاج الكتل السياسة المشكلة لـ "الإطار التنسيقي" الذي يضم الأحزاب السياسية القديمة، من التحالف الثلاثي المعروف باسم "إنقاذ وطن" والذي يضم تحالف السيادة السني بقيادة رئيس البرلماني محمد الحلبوسى ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر من جهة، والحزب الديمقراطي الكردستاني من جهة أخرى، والكتلة الصدرية صاحبة الأغلبية البرلمانية التي تسعى لتشكيل حكومة أغلبية وطنية من جهة ثالثة.

وهناك خلاف بين الإطار التنسيقي وتحالف "إنقاذ وطن" على المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وتشكيلة الحكومة، فضلا عن الموقف من التدخلات الخارجية خاصة إيران التي تدين بالولاء لها الأحزاب الشيعية، وتركيا التي تحاول إقامة علاقات مع القيادات السنية الحالية، حيث زارها مؤخرًا الخنجر والحلبوسي والتقيا بالرئيس أردوغان.

تحجيم محمد الحلبوسي

الباحث السياسي العراقي، الدكتور إحسان الشمري وهو أستاذ في جامعة بغداد، ورئيس مركز التفكير السياسي في العراق، يقول إن المستفيد من عودة القيادات السنية إلى العراق في الوقت الحالي، ليس من يحاول تحجيم محمد الحلبوسي كرئيس البرلمان، لكن المستفيدون هم من لا يريدون أن يكون القرار السني بيد شخصية واحدة، حيث أن تعدد الزعامات ستحقق لهم الاختراق المطلوب.

د. إحسان الشمري

الحلبوسي حظى بولاية ثانية في مجلس النواب، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ عام 2003، بدعم من الحلفاء الجدد الذين يسعى إلى رد الجميل لهم.

يضيف الشمري: الصراع السياسي بين "الإطار التنسيقي" و"إنقاذ وطن" يجعل الإطار هو المستفيد الأكبر من عودة القيادات السنية لأخذ دورها السياسي في الأنبار بالشكل الذي يحجم من دور محمد الحلبوسي ويجعل من القيادات السنية العائدة ورقة ضغط.

رئيس مركز التفكير السياسي في العراق يقول: لا أتوقع عودة جميع الشخصيات السنية في الوقت الحالي، ويلاحظ أن هناك اختيار نوعي للقيادات السنية العائدة -شخصيات قوية مناوئة للحلبوسي-، مثل علي حاتم السليمان الذي له ثقل عشائري في الأنبار، وكذلك وزير المالية الاسبق رافع العيساوي، أما البقية الذين ليس لهم تأثير كبير فلن يتم النظر في طلب عودتهم في هذا الوقت.

اقرأ المزيد: باحث كردي: مواد بالدستور العراقي تسبب قلقًا في كردستان

موضوعات متعلقة