الطريق
السبت 5 أكتوبر 2024 10:35 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«فورين أفيرز:» هل تستغل كوريا الشمالية الأزمة الأوكرانية وتعزز ترسانتها النووية؟

أرشيفية
أرشيفية

• البيئة الجيوسياسية الدولية في الوقت الراهن مواتية لكوريا الشمالية لكي تقوم بإجراء تجارب للصواريخ الباليستية، ومن المستبعد موافقة موسكو وبكين على أي عقوبات إضافية قد تُفرض على كوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي.

• يتعين على الإدارة الأمريكية تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، إذا اتخذت فقط خطوات قابلة للتحقُّق نحو نزع السلاح النووي.

زادت الأزمة الأوكرانية من إصرار الرئيس الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" على التوسع في الترسانة النووية لبلاده؛ ويرى أنه لو كانت أوكرانيا تمتلك ترسانة نووية، لما جرأت روسيا على القيام بعمليتها العسكرية.

وفي هذا الإطار، أشار التقرير المنشور في مجلة "فورين أفيرز" إلى أربعة أسباب تقف وراء تنامي القلق من إقدام كوريا الشمالية على إجراء تجارب صاروخية أو نووية:

(أولًا): يتمتع نظام كوريا الشمالية بتاريخ حافل من التهديدات الموجَّهة ضد رؤساء كوريا الجنوبية، وبالتالي، يتوقع المقال أن يزداد الأمر خطورة مع فوز (Yoon Seok-youl) في الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية، والذي يتخذ نهجًا أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية.

(ثانيًا): لا يمكن تجاهل التقدم الذي تحرزه كوريا الشمالية فيما يتعلق بتجاربها النووية، فضلًا عن تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي بإمكانها الوصول إلى أهداف في عمق الولايات المتحدة الأمريكية.

(ثالثًا): يحمل هذا العام دلالات رمزية مهمة لرئيس كوريا الشمالية؛ حيث يصادف احتفاله مرور عقد على توليه السلطة، وكذلك الذكرى الثمانين لميلاد والده (Kim Jong Il)، والذكرى 110 لميلاد جده (Kim Il Sung)، وبالتالي، لا يمكن استبعاد إقدام "بيونج يانج" على اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات، أو إطلاق قمر صناعي عسكري باستخدام تكنولوجيا الصواريخ التي تحظرها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أي من هذه المناسبات الوطنية.

(رابعًا): تُعد البيئة الجيوسياسية الدولية في الوقت الراهن مواتية لكوريا الشمالية للقيام بإجراء تجارب للصواريخ الباليستية؛ حيث إن الصين مُنشغلة بالتداعيات السياسية والاقتصادية للأزمة الأوكرانية، فضلًا عن أنه من المستبعد أن توافق "موسكو" و"بكين" على فرض أي عقوبات إضافية على كوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي، وهو ما يُعد دافعًا لكوريا الشمالية للقيام بمزيد من الاستفزازات تجاه الدول المجاورة لها.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن الخيار الواقعي المتاح أمام الإدارة الأمريكية حاليًّا هو احتواء كوريا الشمالية، ويمكن أن يتم ذلك عبر السير في مسارين متوازيين؛ (الأول): قصير الأمد، وينطلق من اتباع "واشنطن" لسياسة أكثر واقعية ومرونة فيما يخص العقوبات؛ حيث يتعين عليها تخفيف العقوبات إذا اتخذت كوريا الشمالية خطوات قابلة للتحقق نحو نزع السلاح النووي، ولكن إذا تمادت في ممارساتها العدائية، فإنه يجب فرض عقوبات اقتصادية صارمة عليها، مثل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران قبل التوصل إلى اتفاق بشأن أنشطة "طهران" النووية عام 2015.

أما المسار (الثاني) فيتمثل في ضرورة الالتزام بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية كهدفٍ طويل الأمد.

وختامًا، أكّد التقرير أنه على الرغم من أهمية اتخاذ الغرب موقفًا حازمًا في مواجهة استفزازات كوريا الشمالية، فإنه من الضروري قيام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية بالتفاوض مع كوريا الشمالية، وذلك لاختبار نواياها بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مؤقتة، يتم بموجبها تجميد البرنامج النووي لكوريا الشمالية، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

اقرأ أيضا: «فورين أفيرز»: هل يمكن التوصل إلى اتفاق جزئي لوقف الحرب في أوكرانيا؟