المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: تقدم إيجابي نحو الوصول لاتفاق نووي بين الغرب وإيران

في تقرير نشره موقع "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، سلَّط الضوء على المحادثات النووية في "فيينا"، والتي تنبئ بتقدم إيجابي نحو الوصول إلى اتفاق نووي بين الغرب وإيران، ولكنها تحدث في ظل أوضاع عالمية غير مستقرة، تأتي في مقدمتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي كادت تعصف بنجاح الاتفاق النووي المرتقب.
في هذا السياق، لفت التقرير الانتباه إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، التي طالب فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد روسيا بضمانات مكتوبة بأن العقوبات التي يقودها الغرب لن تمس التجارة والاستثمار بين روسيا وإيران. وقد كانت هذه التصريحات بمثابة "مفاجأة" للمفاوضين في فيينا، وسبَّبت ارتباكًا للجميع.
إيران لن تدع الصفقة تنهار
ويرى التقرير أن إيران لن تدع الصفقة تنهار في مثل هذة المرحلة المتقدمة من المفاوضات، خاصة إذا كان السبب هو تعثُّر العملية العسكرية في أوكرانيا، وعلى هذا النحو، سافر وزير الخارجية الإيراني إلى "موسكو" للتخفيف من المخاوف الروسية، ولأخذ وعود من "الكرملين" بأن روسيا لن تقف عائقًا أمام إتمام الصفقة بين إيران والقوى الغربية.
دور إيران السياسي في النظام الدولي
ولفت التقرير الانتباه إلى أنه لا ينبغي تجاهل دور إيران السياسي في النظام الدولي، فمنذ إبرام الاتفاق النووي في عام 2015، يتم تجاهل الأهداف السياسية لإيران على الصعيد الدولي، مع التركيز فقط على الملف النووي الإيراني، باعتباره أمرًا منفصلًا عن الجوانب الأخرى المرتبطة بالجغرافيا السياسية.
تغيُّر النظام الدولي بشكل كبير
وفي ظل تغيُّر النظام الدولي بشكل كبير بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإنه من الضروري متابعة الدور السياسي والدبلوماسي لإيران، خاصة أن السياسة الخارجية الإيرانية نجحت بشكل كبير في إدارة المفاوضات النووية الإيرانية؛ حيث استطاعت أن تجعل المفاوضات محدودة النطاق، بمعنى أنها ركزت فقط على الأنشطة النووية الإيرانية، دون التطرُّق إلى ملفات أخرى، بما في ذلك دعمها لبعض الميليشيات المسلحة في دول المنطقة.
التطلُّع الإيراني نحو صياغة سياسة خارجية متوازنة
وتكمن مخاوف روسيا في سعي إيران إلى موازنة علاقاتها الدولية خلال الفترة القادمة في ظل تزايد عزلة "موسكو"، بينما ترغب روسيا في سحب إيران إلى دائرة نفوذها، ومن هذا المنطلق يرى التقرير أهمية أن يستغل الغرب التطلُّع الإيراني نحو صياغة سياسة خارجية متوازنة في الوقت الحالي، ولذلك، يرى الكاتب أن نجاح المفاوضات في فيينا ربما سيمثِّل إشارة البدء لتعزيز العلاقات بين الغرب وإيران في ظل التحولات التي تحدث الآن في النظام الدولي نتيجة للأزمة الأوكرانية.
توحُّد الموقف الغربي حاليًّا بسبب العملية العسكرية
وختامًا، أكَّد التقرير أنه في ظل توحُّد الموقف الغربي حاليًّا بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإن هناك فرصة حقيقية لتقييم العلاقات مع إيران، وفي هذا الإطار، يتعين على الغرب عدم التركيز فقط على الملف النووي الإيراني، أملًا في إيجاد دور سياسي أفضل لإيران في النظام الدولي الجديد.
اقرأ أيضا: الأزمة الأوكرانية تسلط الضوء على مشكلة النفور من الطاقة النووية