عرب وعالم عرب وعالم

بعد 47 عاما من أكتوبر… فضيحة تهز إسرائيل.. ديان أمر بترك الجرحي الإسرائيليين للموت

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020 02:44 مـ بتوقيت القاهرة

وقعت الضربة الجوية الأولى التي وجهتها مصر قبل 47 عاما في حرب أكتوبر المجيدة بمثابة الصدمة على إسرائيل وعلى الرغم من حساسية الأمر تكشف هيئة أرشيف إسرائيل عن تفاصيل الاجتماع العاصف الذي أجرى داخل مقر مجلس الوزراء الإسرائيلى بعد مرور ٢٥ ساعة فقط على اندلاع الحرب.

دعوة جولدا مائير العاجلة

دعت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير لعقد اجتماع طارئ حضره كلا من: "وزير الدفاع موشيه ديان ورئيس الأركان دافيد بن اليعزر، وعدد من قادة إسرائيل"، وكان ذلك في ظل ما يعانيه القادة من ارتباك شديد، علاوة على روح الهزيمة التي هيمنت عليهم بسبب الحرب.

واستسلم قادة إسرائيل لفكرة الهزيمة وأنهم يعانون من أزمة حقيقية والدليل هو أن ديان وصف يوم السادس من أكتوبر بأنه "يوم القيامة".

ديان تخلى عن جنوده

تخلى موشيه ديان عن جنوده وأمر قواته بالهروب من الجيش المصري والذهاب إلى ما وراء خط المضايق على عمق 30 كيلو متر داخل سيناء وترك زملاؤهم يعانون من جراحهم خلف الخطوط المصرية، واتضح أيضا أن ديان أصيب بحالة انهيار عصبى، وتعرض لضغوط نفسية شديدة، دفعته إلى الجزم بأن كلا من المصريين والسوريين لن يوقفوا الحرب حتى يحرروا فلسطين بالكامل، ويدمروا إسرائيل، ووصف بلاده بأنها "نمر من ورق".

اجتماع بعد 25 ساعة من الحرب

عقد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر عام 1973 في الساعة الثانية و50 دقيقة ظهرا واستمر لساعتين بالضبط، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في كلامه الذي وجهه لجولدا مائير إن الوقت ليس مناسب لمحاسبة أي أحد على الهزيمة التي حدثت، معترفا بعجزه في تقدير قو القوات المسلحة المصرية ووزنه القتالى، مضيفا: "العرب يحاربون هذه المرة بشكل أفضل بكثير مما مضى، ولديهم سلاح كثير، وهم يعطلون دباباتنا بالسلاح الشخصى، ويستعينون بالصواريخ لإقامة مظلة دفاعية يصعب على سلاحنا الجوى تدميرها، وأنا لا أعرف ما إذا كنا قد قمنا بضربة وقائية، فهل كان ذلك سيغير من الوضع بشكل كبير أم لا"، منوها: "كان لدى شعور بأننا سندمرهم فى الطريق، وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة ولم تكن صحيحة، كانت لدينا ولدى الآخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث إذا حاولوا العبور".

انهيار خط برليف

اعترف ديان بانهيار خط بارليف وسقوط حصونه واحدا تلو الأخر، مؤكدا أنه يستلزم الإنسحاب الفوري حتى منطقة المضايق بعمق 30 كيلو متر بعيدا عن القناة ، وترك الجرحى الإسرائيليين داخل المواقع التى سقطت فى الهجوم، قائلا: "لأنه لا يمكننا إنقاذهم يجب تركهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى مواقع أخرى، ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولاً للمواقع الإسرائيلية فليفعل، ومن يريد الاستسلام يستسلم، وعلينا أن نقول لهم إننا لا نستطيع أن نصل إليكم، حاولوا التسلل أو استسلموا".

وبحسب موشيه ديان فإن نتيجة الحرب سوف تؤدي إلى سخرية العالم أجمع من إسرائيل التي سينظر لها على أنها لا تزيد عن نمر من ورق أنهار مع أول هجوم عليه.

مائير ترد

حرصت جولدا مائير على الرد على الصورة البائسة التي جسدها موشيه ديان عن حالة القوات الإسرائيلية، وقالت: " هناك شىء واحد لا أفهمه، لقد فهمت منكم أننا سنبدأ بالهجوم عليهم، تقصد القوات المصرية فور عبورهم القناة، فماذا حدث؟"، فرد ديان : "لقد تحركت دباباتنا فعلا، لكنها تعرضت لنيران المدفعية المصرية الثقيلة، فتحطمت دباباتنا، وطائراتنا لا يمكن أن تقترب بسبب حائط الصواريخ، لقد استخدم المصريون ١٠٠٠ فوهة مدفع لتأمين عبور قواتهم للقناة، ومنعنا من الاقتراب، إنها الطريقة المصرية، والتخطيط الروسى، لا شك أن ما حدث نتيجة ٣ سنوات من الاستعداد".

وفي شرح ديان للموقف العسكري على الجبهتين المصرية والسورية أكد أن العرب يريدون احتلال إسرائيل وأن ما يحدث أشبه بسيناريو يوم القيامة، فردت مائير: "ألن يوقف العرب الحرب؟"، فأجاب ديان: "إنها حرب على وجود فلسطين، إنها الجولة الثانية بعد حرب ٤٨، لن يوقف العرب الحرب، وإذا أوقفوها ووافقوا على وقف إطلاق النار، فإنهم سيستأنفون القتال مجدداً، لقد وصلوا معنا إلى الحرب الوجودية وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فإن هذا الأمر لن يحل شيئا".

تنبؤات بشأن الأردن

وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي للأردن وتوقع أنها ستدخل في الحرب أيضا خاصة وأن هدف العرب من وجهة نظره هو استقلال فلسطين من الاحتلال الصهيوني، قائلا: "لا يمكننا السماح لأنفسنا بالتراخى، هناك حاجة لاستعدادات، على الأقل الحد الأدنى، ويجب علينا أن نفحص الاحتياط، ويجب أن نعد قوة تتصدى لأى محاولة أردنية لاقتحام الضفة الغربية".

وحدثت مشادة بين مائير، وديان، وقيادات الاستخبارات الإسرائيلية، واشتكت مائير من تقارير الموساد التى ظلت تؤكد أن الرئيس محمد أنور السادات لن يجرؤ على دخول الحرب، وأشارت إلى أن جواسيس إسرائيل في مصر أكدوا لها أكثر من مرة على أن السادات على يقين من أن أى حرب يدخلها ضد إسرائيل ستنتهى بهزيمة مصرية.

وقف إطلاق النار والموقف الأمريكي

وردا على تساؤل وجهته رئيسة وزراء إسرائيل جولدا لمائير إن كان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان يقترح أن تطلب إسرائيل وقف إطلاق النار فورا، ويحافظ كل طرف على النقطة التى يقف فيها، فرد الأخير بانفعال: "نحن لا نقف أصلا"، فاقترحت مائير طلب مساعدة من وزير الخارجية الأمريكى هنرى كيسنجر، فوافق ديان، وطلب التوجه إلى الولايات المتحدة لشراء ٣٠٠ دبابة، وكمية معقولة من الطائرات، واختتم " يجب أن نستعد لحرب طويلة كم المعدات والأسلحة لدى المصريين والسوريين ومهما كان تفوقنا العسكري فلن يصمد أمام هذه القوة".

ورثة موشيه ديان

من جانبها أعربت ابنة موشيه ديان عن استيائها الشديد من قرار الإفراج عن هذه الوثيقة خاصة وأنها كشفت أسرار دون حذف أو تعديل وقالت في تصريحات لصحيفة يسرائيل هيوم العبرية إن أبيها لم يكن ليسمح بالتخلى عن جنوده، وتركهم فريسة للمصريين فى سيناء، وللسوريين فى الجولان، واعتبرت قرار النشر محاولة غير مبررة لتشويه والدها.