عاجل/ عاصفة ديكساميثازون المناعية.. سلاح ذو حدين في مواجهة كورونا

مرة أخرى ظهر عقار جديد ليثير الجدل حول إمكانية مواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت بريطانيا أن عقار ديكساميثازون الرخيص والمتوافر بكثرة في أسواق الأدوية العالمية، أدى إلى خفض معدل الوفيات بواقع الثلث وسط مرضى تم وضعهم تحت أجهزة التنفس الصناعي، كما أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات بـ20 في المئة وسط المصابين الذين يحتاجون إلى الأكسجين.
وأكد علماء بريطانيون أنه كان بوسع العقار أن ينقذ عددا يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف شخص ببريطانيا، لو تم استخدامه في مرحلة مبكرة من انتشار الوباء، وأنه العقار الوحيد الذي أثبت قدرته على تقليل نسبة الوفيات بشكل كبير حتى الآن، معتبرًا إياه إنجاز مهم.
استشاري مناعة تحذر: لابد من تجربة ديكساميثازون على عدد أكبر.. واستخدامه عشوائيا يدمر المناعة
الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشاري المناعة، قالت إن ديكساميثازون هو نوع من أنواع الكورتيزون التي تستخدم كمضادات التهابات، ويمكن استخدامه في المرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية مفرطة تحت إشراف الطبيب.
وتابعت ل،"الطريق" أن فيروس كورونا المستجد ربما يسبب للمصاب به ما يسمي بـ"العاصفة المناعية" أي أنه يسبب نشاط زائد لجهاز المناعة لمواجهة الفيروس فيؤدي إلى تورمات في الحويصلات الرئوية ما يتسبب في مشاكل تنفسية كبيرة للمصاب بالفيروس.
وأشارت إلى أن ديكساميثازون يستخدم كمثبط ومهبط للمناعة حتى يؤثر على العاصفة المناعية ويمنع الدخول في مراحل متأخرة، إلا أنه لابد من تجربته على عدد أكبر من المصابين بالفيروس حتى يمكن القطع بفعاليته في مواجهة آثاره.
وشددت عبدالوهاب على ضرورة عدم استخدام ديكساميثازون إلا تحت إشراف الأطباء، وعدم استخدامه في الحالات البسيطة والمتوسطة، لأنه في الأساس من الممكن أن يا=تسبب في غضعاف جهاز المناعة حال استخدامه بشكل عشوائي ودون وجود مشاكل تنفسية كبيرة.
استشاري طب وقائي: مصر تستخدمه منذ بداية الأزمة.. ويساهم في تقليل عدد الوفيات
من جانبها، أكدت الدكتورة أماني محمود، استشاري الطب الوقائي، أن ديكساميثازون يستخدم في بروتوكول علاج كورونا في مصر بالفعل منذ بداية الأزمة وفي كثير من الدول مثل السعودية لعلاج الحالات الحرجة التي تواجه مشاكل تنفسية شديدة.
اقرأ أيضًا بـ 5 جنيه.. علاج متوفر يمثل ثورة على فيروس كورونا
وأضافت لـ"الطريق" أنه لا يستخدم في الحالات الخفيفة أو المتوسطة، حيث يستخدم في الحالات الحرجة التي أظهرت تحاليلها وجود عاصفة مناعية، حتى يقلل من النشاط المناعي في العاصفة التي تزود من نشاط الفيروس، فيمنع الدخول في مراحل متقدمة من المرض ويقلل حالات الوفيات.
وأشارت إلى أن الدول التي انتبهت منذ البداية لاستخدامه للحالات الحرجة قللت كثيرًا من أعداد الوفيات الناتجة عن الفيروس لفعاليته في الحالات الحرجة.