الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 01:18 مـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

هل يهدد أردوغان مصالح إسرائيل في سوريا؟.. الدكتور طارق فهمي يجيب

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي
في جولة سريعة بين سطور الصحافة الإسرائيلية، وجد إتفاق بين كل من "هآرتس وجيروزاليم بوست ويديعوت أحرونوت" على عرض زاوية محددة وهي ما تشعر به إسرائيل من مفاجأة لم تكن متوقعة على الإطلاق من قبل الرئيس الأمريكي، حينما أصدر قرار بضرورة سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ووفقا لما نوهت عنه الصحافة العبرية، فإن قرار الرئيس الأمريكي لم يكن مدروسًا على الإطلاق، مع الإشارة إلى أن هناك اعتراض إسرائيلي كبير بين مسؤولي الكيان الصهيوني لهذا القرار، علاوة على تخوفات من احتمالية توجيه هجوم تركي على الجولان السوري، أما وفيما يتعلق برئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، فقد أعرب عن رفضه الشديد لدخول القوات التركية لسوريا، مؤكدا أنه لن يُسمح بأي شكل من الأشكال المساس بالمصالح الإسرائيلية في سوريا، وهنا تطرح هذه التخوفات الإسرائيلية تساؤلا هاما وهو، هل من الممكن أن يفكر الرئيس التركي في المساس بمصالح إسرائيل في سوريا بأي شكل من الأشكال، أو أن يفكر في توجيه هجماته المسلحة ضد الجولان السوري؟.
قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم السياسية جامعة القاهرة ورئيس وحده الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، إنه من المبكر جدا الحديث عن احتمالية توجيه أي هجمات تركية ضد الجولان السوري، أو أن الرئيس التركي من الممكن أن يؤثر سلبا على المصالح الإسرائيلية في سوريا، مشيرا إلى أن ما يمكن أن نقوله الآن هو إسرائيل تريد فقط أن تسجل موقفها حيال هذه القضية.
وأوضح فهمي، أن أغلب عمليات تركيا العسكرية تتم في منطقة الشمال السوري، فلا تتم أي عمليات عسكرية تركية في منطقة الجنوب التي تضم :"السويداء والقنيطرة والجولان"، فهذه المناطق تشكل توترًا شديدًا، فالوجود الإسرائيلي مؤمن بشكل كبير، خاصة بعد أن طالبوا من روسيا أن زحزحة قوات حزب الله مسافة تصل إلى حوالي 120 كيلو في الجنوب، وبالفعل استجابت روسيا لمطالب إسرائيل، منوها أن هناك تنسيق كامل حيال هذه النقطة بين كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لذلك من الصعب أن تحدث أي مستجدات في منطقة الجنوب وجنوب غرب سوريا.
ويرى فهمي الأستاذ المحاضر بمعهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أنه وفيما يتعلق بالرئيس التركي، وما إذا كان هناك احتمال أن يمش المصالح الإسرائيلية في قلب سوريا، فهذا أمر مستبعد تماما، لكن هناك عدة نقاط تفكر فيها إسرائيل بعد توغل القوات التركية في سوريا وهذه النقاط هي التي تثير تخوفاتها، وهذه النقاط هي:  تريد إسرائيل أن لا يكون تهديد على تواجدها وانتشارها في الجولان، خاصة بعد أن تمكنت من ضمها، كما أنها تفكر فيما إذا كانت تركيا من الممكن أن تؤثر سلبا على العلاقات التي تربط بين إسرائيل وبعض عناصر المعارضة السورية، لكن فكرة أن يتعرض الرئيس التركي بصورة ما أو بأخرى لمصالح إسرائيل فهذا أمر مستبعد تماما وغير مطروح على الإطلاق.
ونوه فهمي أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان الإسرائيلي، تعني أن إسرائيل تريد أن تحافظ على مكانتها في المنطقة، وتفاهمتها الأمنية مع روسيا، مؤكدا أنه وبرغم الانتقادات التي وجهتها إسرائيل للقرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي، حيث انسحاب قواته من سوريا، لكن هناك تفاهمات عسكرية كبيرة بين واشنطن وإسرائيل تحافظ على تأمين مصالحها العسكرية في سوريا.