مباحثات لندن.. تعليق ناري من الكرملين على مفاوضات أوكرانيا

في ضربة موجعة للجهود الدولية الرامية إلى احتواء الأزمة الأوكرانية، أعلن الكرملين، وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، أن اجتماع لندن المرتقب لبحث سبل وقف إطلاق النار لم يُعقد، بسبب ما وصفه بفشل الأطراف في تقريب وجهات النظر.
المناخ السياسي
وأكدت مصادر روسية رسمية أن الفجوة لا تزال واسعة بين مواقف موسكو وكييف، مشيرة إلى أن المناخ السياسي المحيط بالمفاوضات ما زال مشحونًا بالتوترات والاتهامات المتبادلة، ما حال دون انطلاق أي مسار تفاوضي فعلي في العاصمة البريطانية.
وكان من المقرر أن يشهد اجتماع لندن مشاركة ممثلين رفيعي المستوى من أوكرانيا ودول غربية، بهدف التباحث حول إمكانية التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق نار شامل وغير مشروط، تمهيدًا لفتح قنوات حوار سياسي شامل، إلا أن الخلافات العميقة بين الجانبين أطاحت بهذه الآمال.
ووفقًا لما أعلنه الكرملين، فإن الموقف الأوكراني لا يزال متعنتًا، ويُصر على شروط يعتبرها الجانب الروسي "غير واقعية"، في حين تتهم كييف موسكو بوضع عراقيل متعمدة أمام أي تقدم محتمل نحو السلام.
من جانبها، لم تُصدر الرئاسة الأوكرانية حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن فشل عقد الاجتماع، وسط حالة من الترقب في الأوساط الدبلوماسية، حيث كانت الأنظار متجهة إلى لندن باعتبارها محطة مفصلية في مسار البحث عن مخرج للأزمة المتصاعدة.
المحاولة الدبلوماسية
ويرى مراقبون أن انهيار هذه المحاولة الدبلوماسية يعكس حجم التعقيد الذي يحيط بالصراع، الذي دخل عامه الثالث دون بوادر حقيقية لإنهائه، في ظل تمسك كل طرف بمطالبه القصوى، واستمرار الدعم الغربي العسكري لكييف، مقابل تشدد روسي في الميدان والسياسة.
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه معاناة المدنيين على جانبي النزاع، مع تصاعد العمليات العسكرية، وغياب أي أفق واضح لحل سلمي يضع حدًا لنزيف الحرب الذي لا يزال مستمرًا.
وفي ظل هذا الفشل الجديد، تبدو فرص العودة إلى طاولة المفاوضات أبعد من أي وقت مضى، ما يطرح تساؤلات جادة حول مستقبل الوساطات الدولية، وقدرة المجتمع الدولي على كسر الجمود السياسي والعسكري المحيط بالأزمة الأوكرانية.