ياسر أيوب يكتب: سقوط الفيفا أمام قرارات ترامب

بهدفين تعادلت بهما إيران مع أوزبكستان فى 25 مارس الماضى .. وبهذا التعادل تأهلت إيران رسميا لنهائيات المونديال المقبل 2026 .. لكن فى زمن جديد يقود فيه دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية .. لم أو لن تكفى ملاعب الكرة لتحديد البلدان التى ستشارك فى تلك النهائيات .. فقد طلب ترامب عدم دخول مواطنى 43 دولة للولايات المتحدة منها إيران التى قد لا تشارك فى المونديال الجديد إذا تم إقرار واعتماد طلب ترامب وأصبح واقعا .. وهناك دول أخرى غير إيران مهددة أيضا بعدم المشاركة حتى لو تأهلت كرويا مثل الكاميرون والكونجو الديمقراطية والسودان .. ولم يعد هذا الطلب الرئاسى الأمريكى المفاجىء فى توقيته وتفسيره ودوافعه يمثل أزمة للدول المهددة فقط .. إنما يمثل أزمة أكبر للاتحاد الدولى لكرة القدم ورئيسه إينفانتينو الصديق الرياضى الأقرب للرئيس الأمريكى .. ووقتها سيتعين على إينفانتينو الاختيار الصادم بين أن يبقى صديقا للرئيس ترامب أو يضحى بهذه الصداقة ليبقى فقط رئيسا للفيفا .. فأى دولة تتقدم بطلب استضافة نهائيات المونديال تقدم ضمانات كثيرة منها استقبال أى منتخب يتأهل كرويا حتى لو كان يمثل دولة ليست على وفاق مع الدولة صاحبة الطلب .. وسبق أن تقدمت بهذا الضمان الدول العربية التى طلبت استضافة النهائيات مثل المغرب ومصر وتونس وليبيا وقطر والسعودية وكانت على استعداد لاستقبال المنتخب الإسرائيلى ومسئوليه ومشجعيه أيضا لو تأهل للمونديال .. وبالتأكيد قدمت الولايات المتحدة بهذا الضمان قبل أن تفوز فى 13 يونيو 2018 بحق استضافة مونديال 2026 بمشاركة المكسيك وكندا .. وفى الظروف العادية وقبل دخول ترامب للبيت الأبيض وقراراته الغريبة سياسيا واقتصاديا .. من المفترض أن يهدد الاتحاد الدولى لكرة القدم حكومة الولايات المتحدة بسحب تنظيمها للمونديال باعتبارها لم تلتزم باتفاقاتها والضمانات التى قدمتها .. لكن المؤكد أن إينفانتينو لن يقوم بذلك بعد استسلامه الكامل لترامب وبعد إعلان ترامب ليلة حفل تنصيبه الرئاسى بأنه سيكون الرئيس الحقيقى للفيفا .. وبدلا من ذلك سيسافر إينفانتينو على الأرجح إلى واشنطن محاولا ومتوسلا وراجيا أن يسمح ترامب للدول التى تأهلت أو ستتأهل بدخول الولايات المتحدة حتى لو من باب الاستثناء .. ورغم أن الصين ليست فى قائمة ترامب للدول غير المسموح بمواطنيها بدخول الولايات المتحدة .. إلا أنها تعيش مواجهة أصعب من ذلك حيث قرر ترامب عدم منح تأشيرة دخول أمريكية لكل من يزور الصين مهما كانت بلده وجنسيته .. فقرر اتحاد الكرة فى زامبيا منذ أيام عدم سفر أربع لاعبات مع المنتخب النسائى الزامبى إلى الصين للمشاركة فى دورة دولية ودية هناك حيث تحترف هؤلاء اللاعبات فى أندية أمريكية وقد لا تستطعن العودة للولايات المتحدة مرة اخرى.