مجدي سبلة يكتب: لماذا تعزف القواعد الشعبية عن الأحزاب

بصراحة شديدة تلاحظ غياب كلمة انا (غضو في حزب كذا) من جانب القواعد وهي ملح الارض "القواعد" في الشارع و القرية و المربع السكني اسمعها فقط أمام لجان الانتخابات في مواسم التصويت من مجموعات يبدوا عليهم أنهم يعملون بمقابل ولا يعملون بقناعة فكرية أو خلفية ثقافية حزبية لم اسمع هذه الجملة من شاب أو شابة أو رجل أو مرأة طبعا السبب عند القدامى أمثالي يرجع إلى غياب امانتى التثقيف والاعلام علاوة على
غياب ( الواقع) في حياتنا الحزبية في اقوالنا واحكامنا ومجالسنا وافعالنا وهذا يعنى غياب الملف الحزبي عند قيادات الصف الأول في الأحزاب الموجودة على الساحة من احزاب مصر حتى عندما يقومون بفاعلية أو تحرك لايترجم كقيمة فكرية وثقافية حزبية على الأرض فهم يجاملون بعضهم
على منصات هذه الفعاليات ويتكلمون بعيدا عن الواقع الذى تعيشه القواعد التى هى تمثل عصب الأحزاب الارض كلامهم يدور حول ادعاء بطولات وسعي وهمى بيروقراطى حكومى لايثمن ولا يغنى من جوع الجميع لايعيش اوجاع الواقع المحيط بدائرته وبيئته ..
والواقع الذى اقصده هو دراسة اى قضية ما يتحدثون عنها اويكتبون فيها أو عمل يقوم به على الطبيعة..مناسبة كتابة هذا المقال انه سألني سائل لماذا تكتب متبنيا الرأى المسكوت عنه في الملف الحزبي في مقالاتك التى نتابعها باهتمام ونقرأها بشغف في قضايا عديدة وتعلن فيها مالم يعلنه الكثيرين .. قلت لاننى عندما اكتب في قضية واحدد عنوانها اكتب بطريقة (الواقع) الميدانى الذى يضفي شواهد ملموسة على ما اكتبه وهى طريقة تعلمناها من فنون التحقيقات الصحفية التى ادعي اننى تميزت فيها في رحلتى الصحفية كنت عندما اتعرض لتحقيق قضية اقوم بتحقيقها على الارض ولابد أن اجمع راى المؤيد والمعارض وانقل راى الخبراء التى تضع حلول لمعالجة ذات القضية وكنت أتعرض للمضارين منها وكنا نطلق عليهم في سرد التحقيق أصحاب المشكلة ** الملف الحزبي هو ملف تعايشت معه تجربة استمرت ٧ سنوات وتعلمت في مدارس الممارسة الحزبية المبنية على قواعد تنظيمية واعلامية وتعلمنا وقتها إعداد تقارير الرأى العام داخل الإقليم ايام التنظيم الحزبي وهنا وجدت نفسي مضطرا للمقارنه مع أحزاب هذه الأيام وجدت ان المقارنة ظالمة لان من يقال عنهم قيادات حزبية في هذه الأحزاب يحتاجون إلى تأهيل وتدريب وتثقيف وايضاالكوادر الحالية خالية تماما من الأدوات ويمارسون بأدوات جديدة بعيدة عن الثقافة والأفكار والبرامج وحتى التسويق الحزبي يعمل من خلال تصفح سريع على فيس بوك دون محتوى وهم غير مؤهلين لارسال رسالة تعبر عن ايدلوجية حزبية الا من رحم ربي ..
ووجدت ان هذا الغياب لأنهم جاءوا للممارسة بدون قراءة للواقع الميدانى الذى يجب جذبه بطرق ثقافية لا بطرق العطايا والمنح
أو المساعدات الاجتماعية لان هذه المنح والعطايا هى أدوار رسمية للجمعيات الخيرية ونحن معها لكن من خلال أبوابها الرسمية ولو ان الحزب يريد جذب عضوياته بهذه الطرق يمكن له يمنحها للجمعيات وهنا تعلن الجمعيات نفسها ان هذا الإنفاق من الحزب "س"او الحزب "ص" مع العلم ان عدم الإعلان في أعمال الخير افضل واجدى من الناحيةالشرعيةالواقع الحزبي المرير يؤكد لنا ولكم عجز الأحزاب عن التحدث باسمها في الشارع والقرية والنجع والعزبة لانجد شاب أو شابة ينطق باسم الحزب وتنظيمه وبرامجه على الأرض لذلك غابت كلمة انا عضو في حزب كذا بين الناس على الأرض ولم نعد نسمعها..