خفايا وأسرار مخطط حزب الله لـ«إسرائيل».. هل استغلات الفصائل اللبنانية نقاط ضعف تل أبيب مما أصبح الاستهداف سهل؟
شهد حزب الله في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في منظومة عملياته العسكرية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على تكبيد إسرائيل خسائر فادحة سواء على مستوى المعدات العسكرية أو في صفوف القوات. وقد استفاد الحزب من تجاربه في النزاعات الإقليمية، خاصة في سوريا، ما أدى إلى تحسين تكتيكاته الميدانية وتعزيز قدراته اللوجستية والتكنولوجية.
منظومة الصواريخ
أبرز جوانب هذا التطور تمثلت في تطوير منظومة الصواريخ، التي أصبحت تمتلك دقة أكبر ومدى أطول، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للعمق الإسرائيلي. كما طور حزب الله شبكة معقدة من الأنفاق والتحصينات الدفاعية على الحدود الجنوبية للبنان، مما يعزز من قدرته على المناورة والحفاظ على استدامة العمليات العسكرية حتى في ظل الضربات الإسرائيلية المكثفة.
القدرات الاستخباراتية
كما عمل الحزب على تحسين قدراته الاستخباراتية، مما مكنه من تنفيذ عمليات دقيقة واستهداف منشآت إسرائيلية حيوية. هذه التحسينات شملت زيادة القدرة على الردع باستخدام وحدات صاروخية متطورة وأنظمة دفاع جوي محلية الصنع، ما أربك الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية التي كانت تعتمد على التفوق الجوي المطلق.
خسائر إسرائيل
نتيجة لهذه التطورات، تكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، سواء على مستوى المنشآت أو في الأرواح، وهو ما دفعها إلى إعادة النظر في سياساتها الدفاعية تجاه الجبهة الشمالية. وتأتي هذه التحسينات في إطار سعي حزب الله للحفاظ على توازن الردع مع إسرائيل، وتعزيز موقفه كقوة مؤثرة في المنطقة.
تحديات إسرائيل وحزب الله
وفي غضون ذلك، تواجه إسرائيل تحديات متزايدة في التعامل مع حزب الله، حيث أصبحت قدراته العسكرية المتطورة تشكل تهديدًا غير مسبوق لأمنها القومي. ورغم تفوق إسرائيل العسكري التقليدي، إلا أن الحزب نجح في إحداث توازن جديد في ميزان القوى، مما جعل إسرائيل تواجه صعوبات في إحكام سيطرتها على جبهتها الشمالية.
العجز الإسرائيلي
أحد الأسباب الرئيسية لعجز إسرائيل في التعامل مع حزب الله هو التطور المستمر في قدرات الحزب الصاروخية. فالحزب بات يمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا للمدن والبنية التحتية الإسرائيلية. ورغم محاولات إسرائيل لتطوير أنظمة دفاع صاروخي مثل "القبة الحديدية"، فإن هذه الأنظمة لا توفر حماية كاملة أمام الهجمات المتعددة والمتزامنة التي يمكن لحزب الله شنها.
الأنفاق والتحصينات
علاوة على ذلك، أسس حزب الله شبكة معقدة من الأنفاق والتحصينات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية، مما يحد من فعالية الغارات الجوية الإسرائيلية، التي كانت تعتمد على القضاء على القدرات العسكرية للحزب من الجو. هذه الأنفاق توفر للحزب حماية وإمكانية نقل الأسلحة والمقاتلين دون الكشف عنهم، مما يعقد عمليات الجيش الإسرائيلي.
تكتيك ميداني
كما أن حزب الله نجح في تطوير تكتيكاته الميدانية والاستخباراتية، معتمدًا على خبراته في النزاعات الإقليمية، وخاصة في سوريا. وقد اكتسب الحزب مهارات متقدمة في التنسيق بين وحداته، وتنفيذ عمليات نوعية تستهدف المواقع الإسرائيلية الحيوية بدقة. هذا التطور يجعل الحزب خصمًا قادرًا على شن هجمات سريعة ومنسقة تعجز إسرائيل عن مواجهتها بشكل فعال.
الموارد الإيرانية العسكرية
يضاف إلى ذلك أن الدعم الإقليمي الذي يحظى به حزب الله، خاصة من إيران، يوفر له موارد مالية وعسكرية متواصلة، مما يعزز من قدراته القتالية. وهذا الدعم يجعل محاولات إسرائيل لعزل الحزب أو إضعافه عن طريق العقوبات أو الضغوط السياسية أقل فعالية.
نقاط ضعف إسرائيل
في المجمل، ورغم التفوق العسكري لإسرائيل على مستوى العتاد والتكنولوجيا، إلا أن حزب الله استطاع استغلال نقاط ضعف في الاستراتيجية الإسرائيلية، مما جعل إسرائيل عاجزة عن تحقيق نصر حاسم عليه أو حتى ردعه بشكل فعال؛ هذا الوضع يثير قلقًا عميقًا داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث يرون في الحزب تهديدًا طويل الأمد يتطلب إعادة النظر في تكتيكاتهم وأساليب مواجهتهم.
تقديرات عسكرية
ومع استمرار التصعيد في المنطقة، تشير تقديرات عسكرية إلى أن حزب الله قد يصبح عاملًا أكثر تأثيرًا في أي صراع قادم مع إسرائيل، خاصة في ظل استمرار تطوير قدراته العسكرية.
