لماذا نرى النجوم عندما نغمض أعيننا؟

هل سبق لك أن أغمضت عينيك ورأيت بقعًا ضوئية أو ومضات تشبه النجوم؟، وهذه الظاهرة تُعرف باسم الفوسفين، وهي رؤية الضوء في غياب الضوء الخارجي.
من خلال منشور عبر حسابه على إنستجرام، شرح طبيب "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية الدكتور سرمد مزهر مضمون دراسته التي عمل عليها تحت إشراف عدد من كبار الباحثين البريطانيين، وأطلق عليها "أضواء الليل في ذاكرتي: الحنين".
واعتبر أن رؤية النجوم وومضات النور عند إغلاق العيون أمر طبيعي جداً، وليست نوعاً من الهلوسة، بل ظاهرة يطلق عليها علمياً "فوسفين"، وهي ظاهرة علمية تحدث عند الضغط بلطف على الجفون المغلقة، أو أثناء لحظات بداية النوم، أو عند التعرض المفاجئ للضوء خلال التواجد في مكان مظلم.
وأردف: "غالباً ما تعيدنا رؤية الفوسفين إلى الطفولة، وهو الوقت الذي كنا فيه فضوليين ومندهشين بشكل طبيعي من التجارب البسيطة والساحرة".
كما أن الرؤى الحية من الألوان وأنماط الضوء التي تظهر خلف الجفون المغلقة أن تأسر خيال الطفل وتسعده بسهولة، مما يخلق انطباعاً دائماً بالذهول، من خلال الدخول إلى عالم العقل الغامض.
أعجوبة الطفولة
بالنسبة للكثيرين، ترتبط تجربة رؤية الفوسفين بلحظات من الاسترخاء والسلام، فالاستلقاء مع إغلاق العينين، والشعور بالمد والجزر اللطيف للأضواء الملونة، غالباً ما يكون مصحوبًا بشعور بالهدوء والسكينة.
وغالباً ما تكون هذه اللحظات الهادئة مثيرة للحنين، وتذكرنا بالوقت الذي كانت فيه الحياة أبسط وأكثر راحة، من هنا تأتي الومضات التي تريح رؤية العين من خلال انبعاثات العقل، وفقاً لدارسة الدكتور مزهر.
الارتباط بالأحلام
كما يربط الدكتور "الفوسفين" بعالم الأحلام والعقل الباطن، ما بين الانتقال من اليقظة إلى النوم، الذي يتميز بهذه الأنماط المضيئة، والتي تمثل "بوابة لطيفة إلى عالم الأحلام".
وخلص مزهر إلى أن تذكر مرحلة التحول من اليقظة إلى النوم يمكن أن يثير شعوراً بالحنين إلى التجارب الغامضة والساحرة لمناظر أحلامنا.
أصل الكلمة العلمية
ذكر موقع "أن دي تي في" الهندي أن تعبير "فوسفين" مُستمد من اليونانية، حيث "فوس" تعني "ضوء"، و"فين" معناه "إظهار".
وبالنسبة للكثيرين ترتبط بالحنين والذكريات، ويرى 75% من الناس هذه الأضواء عند النوم خلال طفولتهم، فيما لم يتوصل الباحثون حتى اللحظة إلى تفسير دقيق لأسباب هذه الحالة