الطريق
الجمعة 28 يونيو 2024 06:08 صـ 22 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

علي حامد الخرشة: جزء ثان من روايتي ”حفار القبور” قريبا

الروائي علي محمد
الروائي علي محمد

فازت روايته بجائزة روايات مصرية للجيب، وطبعت وأصبحت بيست سيلر، هو الروائي الأردني علي محمد حامد الخرشة، والذي تحدث في حواره مع «الطريق» عن المسابقة والفوز والنشر في مصر، والعديد من الأمور الأخرى التي تجدونها في الحوار التالي.

فازت حفار القبور بجائزة كبيرة في مصر وهي جائزة روايات مصرية للجيب.. كيف ترى هذا الفوز وأثره علي انتشار الرواية؟


قبل أن أتكلم عن شعوري بالفوز دعنا أخبرك بما تعنيه لي روايات مصرية للجيب وكيف كنت أتابع صفحتهم على الفيس بوك خلسة بشوق شاعر يقف على أطلال محبوبته.


وكنت شاعرا عاشقا.. قد وقع في حب ما يكتبه الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق، كنت أبحث عن النبع وعرفت أن روايات مصرية للجيب كانت نقطة انطلاق الدكتور أحمد خالد توفيق.. وذات يوم قرأت اعلان المسابقة فاشتركت بروايتي حفار القبور وكنت وقتها حالما، لا متسابقا، يجازف بحلم حياته برواية لا يعرف رأي القراء بها، بقدر ما يعرف أنها محظوظة، ولم تخيب حفار القبور ظني، فوجدتها تصل للقائمة الطويلة ثم القصيرة، ثم كانت فرحتي الكبرى حين اتصلت بي الأستاذة نوال مصطفى تدعوني للحفل الكبير.


لم يسبق لي أن زرت مصر، فكانت زيارتي الأولى لمصر بمثابة الجائزة الأولى و فوز الرواية هو الجائزة الثانية أما نشر الرواية في الشركة العربية الحديثة فكان الجائزة الثالثة.


هل تتخيل يا صديقي أن الماكينات العملاقة التي كانت تزمجر بصوت عال وهي تطبع الكلمات التي كتبها أحمد خالد توفيق هي نفسها من تتأمل مخطوط روايتي المتواضعة وهي تهز رأسها إذا جاز التعبير تقول: لا بأس أيها الحالم المسكين سنطبع روايتك.. لكن حذار أن تفسد الأمر.. يجب أن تكتب ما يثير حماسنا للعمل والا فالويل لك.


الرواية باعت عدد لا بأس فيه داخل مصر وذلك يعود لشهرة الدار ولرغبة القراء بقراءة الروايات الفائزة.. وأظن ما كتبته الكاتبة المبدعة الأستاذة شيرين هنائي على ظهر الرواية كرأي لجنة التحكيم، ساهم أيضا بإقبال القراء عليها.

يظن الكثيرون أن هناك جزء ثان من الرواية لما لها من نهايات مفتوحة وشخوص يمكن ان تستمر؟


وأنا أضم صوتي إلى صوتهم وأظن أن هناك جزء ثاني للرواية.

كما أضم صوتي للأغلبية التي تقول إن الرواية انتهت ولا داعي لأجزاء أخرى، والحقيقة أنني أنتظر ردود أكثر على الرواية وأسمع أراء وتجارب أكثر، وبعدها ستجد الجزء الثاني يكتب نفسه بنفسه، أو يقف معتذرا لي ويقول لي (ربنا يسهل يا عم ).

تستخدم السخرية كوسيلة لرؤية وفي نفس الوقت للترويح اثناء القراءة، كيف تري هذا؟


خير جليس في الزمان كتاب، ولو سألتك وسألت أي واحد يمر في الشارع، مع من تحب أن تجلس وتتسامر؟ مع من هو جاد لا يضحك للرغيف الساخن؟ ام مع صاحب النكتة، سيكون الجواب صاحب النكتة، أنا لا أنكر أن الجلوس مع صديقنا العبوس ليس له فائدة، فقد يكون قد حصل على ثلاث جوائز استحقاقية في الطب واكتشف ثلاث طرق علاجية على الأقل لمرض الزحار الأميبي، لكني أفضل الجلوس مع الدكتور نضال طبيب الوحدة واضحك ملئ شدقي وهو يصف اعراض الكورونا بأسلوبه الكوميدي الرائع. لذلك ستجد كل كتاباتي الروائية والمسرحية والقصصية لها ذات الطابع الكوميدي الساخر.

بالرغم من استخدامك بعض المفردات الأردنية التي شرحت معناها لكنها لم تقف عائقا أمام القارئ؟


لنفهم لماذا كانت الرواية مغرفة بالمصطلحات الأردنية العامية على أن أكشف عن سر وتاريخ الرواية، رواية حفار القبور كتبتها في شهر رمضان من عام ٢٠١٩ كمسلسل يومي على صفحة الفيس بوك، وكان الغرض أن أتسلى أنا واصدقائي المتابعين لحسابي الشخصي. وكان الحوار أكثر من تعرض لهذا الخلط بين العامية والفصيح أو لنقل لغة تقريبية تجعل من الحوار أقرب للواقع حوار يفهمه اصحابي الصائمون قبل الأذان بساعة،
ثم كيف سنجعل الدكتور المتعلم والمعلم الثقف يحكون بطريقة مختلفة عن مزارع بسيط او رجل بدوي، كان ذلك ما فعله أدباء كبار مثل نجيب محفوظ ويوسف السباعي، وكاتبي المفضل أحمد خالد توفيق، وأنا أسير على خطاهم.


استخدام التقنيات الحديثة في الرواية يضفي علي الحدث زمنا حاليا مثل الفيس بوك ورسالة مصطفي حفار القبور لايمن ياسين؟


لا نستطيع أن نتنكر لمعطيات الزمن الحديث.. وما كان مبالغ فيه قبل عام أو عامين أصبح طبيعيا في الوقت الحاضر. كما أصبحت فكرة التواصل على وسائل التواصل الاجتماعي هي الأمر الطبيعي. والاعتماد على وسائل التواصل القديمة من هاتف ورسائل ورقية هو الأمر المبالغ فيه. أضف أننا في رواية حفار القبور ننتقل بين الأزمنة فكان من الضروري إبراز معطيات كل حقبة زمنية

في النهاية ما هو العمل الذي تعكف عليه الان؟


أنا الآن عاكف على متابعة رواية حفار القبور من نشر وتوزيع ومن اراء للقراء. ما زالت حفار القبور نبتة صغيرة تحتاج للمزيد من الاهتمام وحتى تغدو شجرة ثابتة. أستطيع أن أجلس تحتها لأفكر بغرس شجرة أخرى...
وحفار القبور تشبه المعجزة. تشعر أنها تتصرف ككائن مستقل عني. وأشعر أنها إذا جاز التعبير (مرزوقة) فهي الرواية الناجية من إغلاق حسابي القديم على الفيس بوك من أصل ثلاث روايات.. كتبت بشهر واحد ودققت ونسقت بأربعة أيام...فازت بمسابقة محلية. ثم بجائزة عربية...
وهناك مشروع لترجمتها للغة الفرنسية إذا شاء الله وتمت الأمور على خير...وأشعر أنها ستصل لمكان بعيد...
لسبب واحد فقط... أنها مرزوقة