الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 11:38 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
عرض الشيخ صلاح التيجاني وخديجة خالد صاحبة البوست المنشور على النيابة اليوم تاريخ العلاقات المصرية السعودية والروابط القوية من التعاون السياسي والاقتصادي وزير النقل يصدر تعليمات برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع خطوط السكك الحديدية الصناعة: غداً السبت لقاء «الوزير» مع المستثمرين الصناعيين بمحافظة سوهاج أسعار صرف العملات مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة نصائح مهمة من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية ضمن مبادرة ”بداية” ارتفاع أسعار الذهب اليوم الجمعة في مصر وكيل ”التعليم” بالدقهلية يشكر القيادة السياسية على دعم منظومة التعليم الأرصاد تعلن موعد انتهاء الموجة الحارة عبد الباسط حمودة عن بداياته: عبد المطلب اشترالي هدوم.. وعدوية جرّأني على الغناء بيان عاجل من وزارة الصحة والسكان حول إصابة 63 مواطن بنزلة معوية بأسوان نائب محافظ الدقهلية يستقبل رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة ومساعد وزيرة البيئة للمرور علي نقاط تجميع قش الأرز

مائة عام من الازدهار!.. المشروع القومي لبناء مقر الحكم العباسي يستغرق 4 سنوات فقط

العصر الذهبي للإسلام في دولة الخلافة

بغداد.. المدينة الحصينة تحتضن أول عاصمة إسلامية بمشاركة آلاف العمال

أحمد أمين: اليونانية والهندية والفارسية والعربية.. 4 ثقافات شكّلت العصر العباسي الأول

«الجهشياري»: كتّاب الوزراء كانوا يحملون على كراسي مجنحة لحفظ مكانتهم

د. شمس الدين الجلالي: اهتمام غير مسبوق بالتنمية الزراعية وإصلاح الري واستخراج المعادن والتبادل التجاري

مائة عام من التوسع والامتداد والفن والأدب والاغتيالات والازدهار الذى لم تشهد العصور الإسلامية له مثيلًا!.

مائة عام من حكم العباسيين فى عصرهم الذهبى، حيث تنشأ أساطير ألف ليلة وليلة واحدة تلو الأخرى من قصور بغداد الفخيمة، إلى مجالس الفرس وفنونهم وطباعهم، وبلاط السلاطين وحكايات رجال الملك والأمر والنهى، وحيث تنشأ دولة كبرى لا تنتهى إلا بعد خمسمائة عام.. هى الدولة العباسية.

نقف الآن على أعتاب العصر العباسى الأول، وبينما ينشغل الجند فى حروبهم الخارجية مع الروم، ينشغل أبوجعفر المنصور ووزراؤه حديثو العهد بالوزارة والسياسة فى بناء عاصمة ستصمد كما الصخر فى وجه الأعداء، والزمن، والجغرافيا والتاريخ، سيبنى العباسيون أولى عواصمهم فى بغداد.. وما أدراكم ما بغداد وقصورها وخططها ودروبها.

أمضى العباسيون 13 عامًا بلا عاصمة للملك حتى بنوا بغداد. أدركوا المخاطر التى تحيط بدولتهم الناشئة، والتى استهدفت تقويض حكمهم بوابل من الثورات والحروب والفتن والنزعات الدينية والعرقية، وعمدوا إلى صدها خارجيًا بالمواجهة المباشرة، وداخليًا ببناء قاعدة عسكرية محصنة وقاعدة اجتماعية ومعمارية فاتنة لتلائم سيادة الأسرة العباسية حديثة العهد بالحكم.

لكن لماذا بغداد وليست البصرة أو الكوفة أو حتى دمشق أو مصر؟.

لايزال أهل دمشق شديدو الحماس لبنى أمية والدولة الأموية، ينتظرون اليوم الذى يعودون فيه للحكم، ودمشق عربية خالصة الطابع والبيئة بعيدة عن بلاد فارس مصدر قوة العباسيين، لذا اتجهت مصالح أبوجعفر المنصور وأعوانه ناحية الشرق حيث بغداد.

الكوفة والبصرة مدينتان كبيرتان، عريقتان، وأهلهما أول من استقبلوا الإسلام بعد الفتح، لكن أهل الكوفة يميلون بطبعهم إلى على بن أبى طالب، وللتشيع والثورات، أما البصرة فتقع فى جنوب العراق ولا تصلح عاصمة بحكم موقعها.

بينما تقع بغداد بالقرب من بلاد فارس، الموالية للعباسيين. يقول الدكتور فاروق عمر فى دراسته «طبيعة الدعوة العباسية»، جاء بناء بغداد متوافقًا مع رغبة العباسيين فى الاحتفاظ بالسلطة، والتخلص من الطالبيين، والانتقال إلى مرحلة الحكم العباسى الصرف، واتخاذ سياسة تهدف لإقامة تحالفات جديدة فى مجتمع تجمعه ثقافات مختلفة، فى وقت يتحول فيه الإسلام من التنظيم القبلى إلى التنظيم السكنى المستقر، تتوافر فيه شروط الاستقرار السياسى والاجتماعى.

وبغداد محصنة عسكريًا بالطبيعة والجغرافيا، فلا يمكن الوصول إليها إلا عبر قنطرة أو جسر، وإذا قطعت الجسور وخربت القناطر لا يصل إليها العدو، ونهرا دجلة والفرات يجريان حول المدينة، البعيدة عن الحدود البيزنطية مما يجعلها آمنة من غارات البيزنطيين.

 

مقر الحكم

العام هو 145 هجرية، ويحتشد الآن ألوف مؤلفة من العمال والصناع والنجارين والحدادين والحفارين فى العمل، ويشرف على البناء عدد هائل من المهندسين، حتى انتهوا من مشروع جعفر المنصور القومى فى ظرف 4 سنوات فقط.

بنى المهندسون المدينة مستديرة، تحيطها أسوار مزدوجة تؤلف حلقتين متتابعتين، وهذا اتجاه جديد فى فن بناء المدن الإسلامية، ويبدو أنه قد تأثر ببناء بعض المدن الفارسية القديمة مثل همذان.

ويظهر الأثر الفارسى فى تخطيط المدينة بوضوح، ويشهد على ذلك ضخامة وفخامة قصر الحكم، أو قصر الخلد والإيوان، ثم إن فكرة الاستدارة وحصر بيوت السكان فى أحياء منفصلة يمكن غلقها ليلًا وحراستها بصورة دقيقة، يشير إلى السلطة المطلقة المتأثرة بالفرس والتى تتعارض مع سماحة الإسلام وبساطة الأمويين وعصرهم، كما يقول المؤرخ العراقى عبدالعزيز الدورى.

اكتمل البناء وأصبحت بغداد حصنًا منيعًا، يتكون من ثلاثة عناصر معمارية شديدة البهاء والتحفز: التحصنات والأسوار الخارجية والمنطقة السكنية الداخلية.

وضم وسط بغداد المدينة قصر الخليفة والجامع وقصور أولاده ودواوين الحكومة، ولم يكن يسمح لأحد بركوب الخيل أو غيرها من الدواب داخل المدينة إلا الخليفة نفسه.

 

عصر النهضة

ازدهرت المدن العراقية واحدة تلو الأخرى. يذكر الدكتور شمس الدين الجلالى فى دراسته «تاريخ الخلافة العباسية» أن هذا العصر ظهر فيه توسع عمرانى كبير خاصة فى بناء المدن، حيث نشأت مدن سامرا والرصافة والهاشمية والرافقة، ورفادة وغيرها.

هل وقفت النهضة عند حدود الجدران والشوارع والطرق؟.

أظن أن ملامح التطور بدت واضحة المعالم فى كل ركن من أركان الدولة العباسية وقتها: ظهر الاهتمام بمشاريع التنمية الزراعية والصناعية، وأصلحت طرق الرى وأقيمت الجسور والقناطر وحفرت الأنهار، واستخرجت المعادن، كما ظهرت صناعة المنسوجات والعطور والورق والصابون والزجاج، وازدهرت الحركة التجارية، ووصل التجار المسلمون إلى الصين والفلبين وبلاد الفرنجة وإفريقيا وروسيا، كما أنشئت المصارف ووسائل تبادل الأموال.

تطورت الحركة العلمية فى هذا العصر بصورة مذهلة، حتى انتشرت فى منتصف القرن الثانى ظاهرة تدوين العلوم الإسلامية تدوينًا منظمًا ومرتبًا، كما توسع العلماء فى الرحلات بين المدن والأقاليم والأمصار. وشجع خلفاء هذا العصر الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية.

تقدم الإيرانيون آنذاك بخطى ثابتة فى نشر ثقافتهم وأسلوب إدارتهم، وبرزت أسر فارسية كبيرة كان لها دور كبير فى تولى المناصب الإدارية والدواوين، كأسرة بنى سهل وأسرة البرامكة، كما طغت التقاليد الفارسية على حياة الناس، وظهر تأثرهم بالأساليب الاجتماعية الفارسية فى الأعياد والمواسم والدور والطبخ والملبس.

 

الثقافة للجميع

أقف الآن عند مفترق طرق: هل أنحاز للأدب العباسى بحكم قراءاتى المتواضعة وشغفى به؟ أم أبدو فى موقف الباحث المتجرد ـ وأنا لست كذلك ـ فأروى بغير تحيز ما جرى فى هذا العصر بصورة حيادية؟.

سأختار حلًا آخر، وأنتقل معكم مجددًا إلى الباحث الإسلامى الكبير أحمد أمين فى كتابه «ضحى الإسلام»، وهو يرسم صورة واضحة للغاية للمشهد الثقافى آنذاك.. يقول صاحب الأيادى البيضاء على التاريخ الإسلامى: انتشرت فى هذا العصر أربع ثقافات، كان لها الأثر الأكبر فى عقول الناس، وأعنى بها الثقافة الفارسية واليونانية والهندية، إضافة إلى العربية بالطبع، كما كان هناك ثقافات دينية، أهمها اليهودية والمسيحية والإسلام.

أصلت الثقافة الفارسية لمنصب الوزير، وأصقلته لأبعد مدى، حتى إن الوزير كان يشترط أن يمتلك قدرة كتابية رفيعة، فالعرب كانوا أهل فصاحة لسانية أكثر منهم أهل بلاغة كتابية، وكان للوزراء أعوان يسمون «الكتّاب»، ولولاة الأقاليم «المحافظين» ورجال الدولة كتّاب أيضًا. وكانت طائفة الكتاب تؤلف وحدة على رأسها الوزير، معتمدة ولها كفايتها وبلاغتها.

تميز الكتّاب عن غيرهم بأن لهم فرسًا، وكراسى محمولة على الأعناق. يروى «الجهشيارى» مثلًا أن الفضل بن سهل «أحد كتّاب عصره» كان يجلس على كرسى مجنح، ويحمل فيه إذا أراد الدخول على المأمون، فلايزال محمولًا حتى تقع عين المأمون عليه، فإذا وقعت وضع الكرسى ونزل عنه مترجلًا.

ثم يأتى دور الترجمة فى تعريف العرب المسلمين بأحوال الفرس، فترجم عبدالله بن المقفع كتاب «خداينامه»، الذى سمى «تاريخ ملوك الفرس»، ثم «كليلة ودمنة»، وترجم جبلة بن سالم كتابين فى سير الفرس، وترجمت كتب «أفستا» الذى يعتبر النص المقدس للديانة الزرادشتية، ثم كتاب «هزار أفسانه»، ومعناه ألف خرافة، وهو أصل من أصول «ألف ليلة وليلة»، وكتب «خرافة ونزهة» و«الدب والثعلب» و«روزبه اليتيم» و«النمرود» وغيرها.

بل نرى قومًا من العرب تعلموا الفارسية وأتقنوها، ووجدوا فيها من الغذاء ما لم يجدوه فى العربية، فعكفوا على كتبها يتدارسونها ثم يخرجون أدبًا عربيًا فيه معانى الفرس وبلاغة العرب.

تسربت العادات الفارسية بين الناس فى ذلك الزمن، فالناس يحتفلون بعيد النيروز كالفرس قديمًا، ومجالس الغناء واللهو والشراب هى مجالس الفرس. والفضل بن سهل وزير المأمون يحتال حتى يقنع المأمون بتغيير السواد بالخضرة، ويكتب إلى جميع العمال أن يجعلوا أعلامهم خضراء، والخضرة هى لباس كسرى والمجوس.

والفرس من قديم الزمان ميالون إلى الإفراط فى الشراب والغناء، حتى وصفهم هيرودوت بالإمعان فى الشراب والغلو فيه وتصريفهم شؤون الدولة وهم سكارى.

استقرت الدولة العباسية ومعها استقر الفرس، يملؤون الجو غناء وصخبًا ونبيذًا ولهوًا وترفًا، ورأينا رجالهم فى كل فن من هذه الفنون قادة رأى، فإبراهيم الموصلى وابنه إسحاق ينشران اللهو الظريف والغناء الحلو، ويعلمان الجوارى ويقدمان للناس المثل فى حياة الإسراف فى تحصيل اللذائذ.

وبشار بن برد الفارسى يفتح باب التهتك على مصراعيه، سار شاعرًا فى العراق لا غزل يروى إلا غزله، ولا مغنية تتغنى إلا بشعره، ويأتيه النساء فى بيته فيأخذن عنه الشعر.

ويقول مالك بن دينار عن بشار: «ما شىء أدعى لأهل هذه المدينة (البصرة) إلى الفسق من أشعار هذا الأعمى».

ويقول واصل بن عطاء: «من أخدع حبائل الشيطان وأغواها لكلمات هذا الأعمى الملحد».

ويقول بشار: «عسر النساء إلى مياسرة»، فيشجع الفتيان على الإمعان فى مغازلة النسوة والإلحاح فى الطلب.

 

الهنود قادمون

فتح قادة الدولة العباسية وأولهم أبوجعفر المنصور «كابل» الهندية، ثم «كشمير»، واتصلت العلاقات التجارية بين السند والمملكة الإسلامية فكان يأتى منها العود والسكر والغاب الهندى.

وما إن تم الفتح حتى بدأت الحركة العلمية، فكان بعض الفاتحين أنفسهم من العلماء، ومن ناحية أخرى ينشط الموالى «غير العرب» الذين جلبوا من الهند، وجاؤوا إلى الأقطار الإسلامية كغنيمة فى الحرب وتم توزيعهم على الجند، ينبغ منهم ومن أولادهم الشعراء وعلماء اللغة.

ومن هؤلاء الشعراء يبرع «أبوعطاء السندى» حتى يصبح شاعرًا كبيرًا، وإن كان فى لسانه لكنة شديدة، وكان يقول «مرهبًا» بدلًا من مرحبًا، و«هياكم الله»، و«سيطان» على الشيطان، حتى اضطر أن يتخذ له غلامًا ينشد شعره خشية أن ينشد بلسانه. ومن هؤلاء الشعراء يسطع نجم «ابن الأعرابى» وكان علمًا من أعلام اللغة والأدب والشعر.

اندمج الهنود إذاً بين المسلمين، واعتنق كثير منهم الإسلام، وتعلموا علمًا إسلاميًا عربيًا، ونبغ بعضهم فيه، ويروى الجاحظ اشتهار أهل السند بحسن تدبير المال حتى «لا ترى بالبصرة صيرفيا إلا وصاحب كيسه سندى».

أثر الهنود أيضًا فى الثقافة الإسلامية بالفلسفة الهندية، المستقاة فى كثير من جوانبها بالدين، وعرف المسلمون لأول مرة ظاهرة «التناسخ»، التى يروى عنها البيرونى أن الأرواح لا تموت ولا تفنى وأنها أبدية الوجود، لا سيف يقطعها ولا نار تحرحها ولا ماء يغصها، ولا ريح تيبسها ولكنها تنتقل من بدن إلى بدن، كما يستبدل البدن الملبس بالآخر، وتترقى النفس فى الأبدان المختلفة كما يترقى الإنسان من طفولة إلى شباب إلى شيخوخة، ذلك أن النفس طواقة إلى الكمال، تشتاق إلى العلم بكل شىء، وهذا يحتاج إلى زمن فسيح.. وعمر الإنسان قصير.

 

اليونان.. كنز لا يفنى

الآن نصل إلى اليونان، وهنا يقول أحمد أمين: «وضعنا أيدينا على كنز لا يفنى، وثروة لا تقدر، وغنى عظيم فى كل ما ينتجه العقل والعاطفة والذوق، فى الفلسفة والرياضة والفلك والعلوم الطبيعية والحياة والطب والأدب والتاريخ والسياسة وفى الفنون الجميلة».

فكيف تعامل قادة الدولة العباسية مع اليونانيين؟.

يظهر هنا أنهم اتخذوهم علماء مساعدين فى الطب، وتأثر العرب بهم فى علم الكلام والتصوف، كما كان لهم أثر كبير فى الفلسفة الإسلامية.

اختلط الجنس العربى باليونانى الرومانى، فقد كان هؤلاء الرومان يعيشون بين سمع العرب وبصرهم، ولهم عادات وتقاليد وأفكار وآراء فى نظم الحكم، ولهم فنون من غناء وتصوير، فكان العرب يقتبسون من ذلك الكثير، ليس عن طريق الدراسة المنتظمة، ولا عن طريق البحث العلمى، وإنما بالمشاهدة والنظر والحديث.

اقتبس المسلمون من الروم بعض غنائهم، وكان موضع الاقتباس هو الشام، فيقول فى صاحب كتاب الأغانى عن شخص يدعى ابن محرز أنه «سقط إلى فارس فأخذ غناء الفرس، وإلى الشام فأخذ غناء الروم، فتخير من نغمتهم ما تغنى غناءه».

أما الكلام عن الرقيق والعبيد فيطول، كان الكثير منهم من الروم، وكان الرقيق من غلمان وجوار فى قصور الخلفاء والأغنياء والشعراء والعلماء، فكان للمأمون جوار روميات، ولأبى تمام الشاعر غلام رومى. وكان للرشيد جارية رومية اسمها «خرشى».

على هذا النحو عاش العرب فى العصر العباسى الأول، فى حياة يغلب عليها الطابع «الكوزموبولويتان».. يملؤلها الصخب والشعر والفلسفة، والأهم، الاندماج مع الآخر.