الطريق
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:44 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الغربية يتابع معدلات الإنجاز بملف التصالح والمرحلة الثالثة من الموجة الـ23 وزير الثقافة يشهد فعاليات النسخة الثانية من ”ملتقى العاصمة لفنون الطفل” بساحة دار الأوبرا المصرية محافظ الغربية يتابع رصف شارعي البروة والتأمين الصحي بمركز ومدينة بسيون 1224 مستفيدا من قافلة تنموية شاملة لجامعة القاهرة بقرية المعتمدية بالجيزة حسين لبيب يحيل عضو مجلس إدارة الزمالك للتحقيق بعد تجاوزات داخل النادي أحمد حجازي يكشف تفاصيل جديدة حول استبعاده من منتخب مصر: ”لم أقدم أي اعتذار” قبل عرضه بالسينمات.. طرح البوستر الرسمي لـ فيلم عاشق عايدة محى الدين تشارك فعاليات مؤتمر قمة مجموعة البريكس بروسيا إفتتاح 13 معرض ”أهلاً مدارس” بالبحيرة حتى الآن لتوفير المستلزمات الدراسية صفاء حسن تحرز الميدالية البرونزية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس محافظة البحيرة تبدأ مرحلة التقييم للمشروعات الخضراء الذكية لتصعيد 18 مشروع متميز للمنافسة في المبادرة الوطنية التطورات جديدة بشأن مستقبل محمد صلاح مع ليفربول.. التفاصيل

الذهب في قبضة الجن.. «الطريق» تكشف سر المقبرة الملعونة وحكاية كنز تحرسه العفاريت في «ننا» ببني سويف

المقابر الفرعونية الملعونة في إهناسيا ببني سويف
المقابر الفرعونية الملعونة في إهناسيا ببني سويف

"الجن يحرس كنز المقبرة".. داخل إحدى القرى النائية ببني سويف لؤلؤ الصعيد، بين سطور الحضارة الفرعونية القديمة لأسرة إهناسيا، نجد أسطورة القدماء المصريين ولعنة الفراعنة، التي بدورها تحمي ممتلكات الأجداد في قرية "ننا"، ومن ثم أصبحت مقبرة للملكة نفسها، حيث أعدت أراضي تلك القرية لتكون مقر الحياة الأبدية لها.

ومن هنا جعلت الملكة هذه الأراضي مقبرتها الخاصة والتي تميزت باحتوائها على ذهب وأموال وثروات، لتأمر السحرة بأن يضعوا الجن حرسًا لمقبرتها، التي شيدت على مساحة كبيرة تصل إلى ما يقرب من فدان، حسبما تنص الأسطورة القديمة.

اتجهت صحفية "الطريق" إلى قرى ومراكز بني سويف وصولًا إلى تلك المقبرة، لتجد منزلًا كبيرًا شيد على أراضي مقبرة الملكة، مكون من طابقين لصاحبه الحاج "م. ر"، والذي سمح لنا باختراق جدران المنزل لكشف المستور تحت أراضيه.

التقينا بابنة صاحب المنزل والتي تدعى "ف.م" فتاة في العقد الثاني من عمرها، لتروي لنا ما شهدته عينيها من أمور مرعبة، وما أصاب ثروة جدتها التي راحت ضحية لعنة الفراعنة في يوم ما حسبما قالت.

لعنة الفراعنة في منزل ببني سويف

قالت "ف.م"، إن منزلهم مبني على مقبرة الملكة، ليكون مقر الدخول إلى عرين الملكة تحت أنقاض غرفتين من المنزل، حيث كانت تمكث الفتاة في إحدى الغرفتين، لترى الجحيم بعينيها يتجسد لها في أحلامها ، حيث أسد يتجول حول منطقة تستقر بها الفتاة، وتتوالى تلك الأحلام منذ صغرها، وتتطور الأحداث ويتبدل الحال لتشاهد الدماء الغزيرة في أحلامها، التي استمرت لمدة عامين.

وتابعت الفتاة خلال حديثها لـ"الطريق"، أنه في نهاية المطاف بعد أن وصل الخوف والزعر لذروته، قررت مصارحة أهلها بما يحدث معها وتقص تفاصيل الأحداث التي تعيشها لوالديها، ومن ثم تقوم الأم بدورها "هنجبلك شيخ يقرأ عليكي".

وواصلت الفتاة العشرينية، أنها التقت بالشيخ المختص وبدأ في تلاوة بعض آيات القران الكريم عليها، ليؤكد لها أن ما تشاهده في أحلامها هو حارس المقبرة "الجن" يتجسد لها بهيئة الأسد، والمنطقة التي يتجول بها هي المنطقة التي تحمل في طياتها كنز الملكة.

الجن يحرس كنز الملكة

وعلى الفور انتفض الوالد متعجبًا لما يحدث مع ابنته: "كنت بشوف نفسي وأنا بمشي في مكان عادي فجأة ألاقي نفسي في مقابر"، ليرد عليه الشيخ بأن إهماله وعدم اهتمامه لتلك الأمور جعل حارس المقبرة "الجن" يمل منه ويتجه إلى ابنته.

ليقص الوالد "م. ر" لـ"الطريق"، ما حدث مع والدته بسبب تلك المقبرة، حيث أنها كانت سيدة أرملة في العقد التاسع من عمرها، لديها ثروتها من المال والذهب، والتي بتفكيرها الأمي كانت تختزنه تحت أرض المنزل.

وبعد وفاة الأم بدأ صاحب المنزل "م.ر" بالبحث عن ثروة والدته، ليصل به الأمر أنه أزال الطبقة الأولى من أرضية المنزل، لكنه حصد الخيبة في النهاية ولم يجد شيئًا.

أسطورة تحولت لحقيقة

وعندما ضاق به الحال قص حكايته مع أحد أصداقئه، ليقترح عليه فكرة حضور أحد الشيوخ معارفه ليكشف المستور،علمًا بأن هذا الشيخ "ص. م" لا يتقاضى المال.

وأوضح "م .ر": "الشيخ جه البيت عندنا ودخل كل الغرف.. وعند أوضة معينه حدد نقطة تحت الأرض"، ليؤكد أن هذا المكان تواجد الأموال والذهب التي دفنته السيدة العجوز على حياة عينها، واصفًا الطريقة وكأنه يعود بالزمن إلى الوراء سنوات طويلة: "كانت حاطة الفلوس والذهب القلة.. والفلوس داخلة في الـ 80 ألف جنيه.. والذهب بيمزه حاجة زي الفرعة.. وهي عبارة عن عقد كبير ملئ بالذهب".

ومن منطلق النقطة التي حددها الشيخ بدأوا بالبحث، ولكن بعد أن كادوا أن يصلوا إلى وجهتهم، تفاجؤا بتغير موضع الذهب والمال.

وعقب المزيد من البحث أفاد الشيخ بأن وجود الذهب مع المال دفع حارس المقبرة بأخذ تلك الثروة واعتبرها جزء من المقبرة، لتنتهي هنا رحلة البحث التي استمرت لأيام عديدة، بعد أن حدث الكثير من الأمور المرعبة لأصحاب المنزل وساكنيه.

أثار إهناسيا عكس المخيلات

وتعليقًا على علاقة الآثار بمدينة إهناسيا، قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن أراضي إهناسيا التابعة لبني سويف تتميز بوجود الآثار والرموز الأثرية العظيمة التي تعبر عن مدى التاريخ، ولكن ليس كما هو في مخيلة المواطنين.

وأكد وزيري في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن وجود الآثار سواء كانت في إهناسيا أو غيرها من المدن فهي ملك البلاد ولا يصح التصرف فيها بأي شكل من الأشكال إطلاقًا.

وتابع الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن وجود الآثار وتوزيعا في باطن مركز إهناسيا، ليس بالشكل الذي يظنه الأهالي، لافتًا إلى أن ما يتداوله البعض من وجود لعنة فراعنة في إهناسيا ليس له أساس من الصحة.

خرافة لعنة الفراعنة

ومن جهته كشف الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري المتخصص في علم المصريات والمفتش بوزارة الآثار، حقيقة وجود لعنة الفراعنة، قائلًا: "مفيش حاجة اسمها لعنة فراعنة.. ومجرد شيء خيالي ووهم حول المقابر الأثرية".

وأوضح عامر لـ"ألطريق"، أن تداول فكرة لعنة الفراعنة الغرض منه ترهيب وتخويف اللصوص من الاقتراب نحو المقابر الأثرية، مشيرًا إلى الكلمات والجمل السرية المدونة على المقابر الأثرية التي تثير رعب كل من يحاول الاقتراب منها.

وأكد الخبير الأثري، أنه لا يوجد جن يحرس المقبرة، مشيرًا إلى علم السحر الذي كان يعتمد عليه لدى المصريين القدماء، ولكن لم يتم تسخير أي جن لحراسة مقبرة أحد الملوك، "لو كان في جن مكناش اكتشفنا آثار بلدنا".

ضعف الشخصية والتفكير الخرافي

أما بشأن ما شهدته الفتاة من دماء وأسود ولعنة الفراعنة، فقد أوضح الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن الإنسان خلق ضعيفًا، لذلك عندما تصيبه مشكلة أو أزمة كبيرة فإنه يحاول الإلتحاق بقوة أكبر منه نظرًا لضعف شخصيته، مشيرًا إلى ما فعله أهل هذا المنزل والاستعانة بشيخ لحسم ما شهدته الفتاة.

وأضاف هندي لـ"الطريق"، أن السلوك النفسي في تلك الحالة يكون ضعف وعجز لمواجهة الحقائق والتحول الهستيري، حيث الوساوس التي قد تصيب عقله وتجعله يتخيل أشياء غير حقيقة ولا علاقة لها بالواقع، وبالتالي يكون قابل للإيحاء والاعتقاد أن الأمر متعلق بالمس والدجل والشعوذة والتفكير الخرافي

العلاج الوهمي والإيحاء

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى البيئة وثقافة المجتمع التي تربى فيها أصحاب المنزل، التي قد تكون لها علاقة بمعتقدات السحر والشعوذة والوهم وترهيب العقول والتى بدورها أثرت عليهم، لذلك يلجأوا إلى أشخاص معينة ملتحفين بالدين لفك السحر والأعمال.

ولفت الأنظار نحو ما أقره هذا الرجل المدعي بأنه "شيخ ورجل دين"، موضحًا أنه نوع من العلاج الوهمي، حيث الاعتماد على الإيحاء والذي بدوره يعتمد على فسيولوجية الجسم وإشارات العقل، وأحيانًا يكون العلاج بالإيحاء له فائدة وأحيانًا أخرى يكون معتمد على المصلحة المادية "سبوبة".

تخاريف لا تجوز شرعًا

ولا يمكن الحديث عن الجن والدجل والشعوذة دون الاستناد إلى رأي الدين الرأي القاطع، فقد علق الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، قائلًا إن هذه الأمور ما هي إلا تخاريف وهلاوس ولا يجوز تصديقها.

الجن يعيش ويموت

وأكد كريمة في تصريحات لـ"الطريق"، أن اعتماد العقل على أمور الدجل والشعوذة حرام شرعًا وترفضه الشريعة الإسلامية، ولا يجوز ترويج تلك الخرافات للحفاظ على العقول البشري، لأن النفس أمارة بالسوء.

وأشار إلى المعتقد الدارج بأن المقابر الأثرية يحرسها الجن، موضحًا أن هذا غير صحيح لأن الجن خلق من مخلوقات الله عز وجل أحياء ويموتون مثل البشر ، مستندًا لقوله تعالى: "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون".

اقرأ أيضًا: هنا يعيش الأحياء في أحضان الموت.. سكان عالم القبور يروون حكاياتهم مع العفاريت والسحر وقوانين «الترب»