«حوار».. السفير الفلسطيني: إسرائيل تقود حرب ممنجهة على غزة في صورة «إبادة جماعية»

تشتعل المنطقة العربية حاليًا أبان عملية (طوفان الاقصى)، والتي قامت إسرائيل على خلفيتها بقصف عنيف بفسر بـ"إبادة جماعية" لسكان قطاع غزه، حيث أن الوضع يجرفنا إلى حربًا شاملة في المستقبل إن لم تتوقف تل أبيب عن عمليتها العسكرية وتحديدًا العمليات البرية، في هذا الأمر أجرت "الطريق" حوارًا مع السفير" دياب اللواح"، سفير دولة فلسطين في القاهرة.
س: ما هو تقدير الموقف عقب نجاح عملية طوفان الأقصى، والانتهاكات الإسرائيلية؟
ج: واضح أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيلي، والتي يقودها قله من الإرهابيين تمارس أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في غزه بشكل خاص، وفي أنحاء الأراضي الفلسطينية والقدس بشكل عام.
اسرائيل الآن تقود وتمارس حرب إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في صورة إبادة جماعية، وتمارس عقوبات جماعية وتشل الحركة الإنسانية على الأرض وللناس من خلال قطع الكهرباء والمياه، وإغلاق المعابر.
إسرائيل تمارس وقف الأمدادات بكافة أنواعها اللوجستية الطبية والتموينية، وتقوم على ندمير البنية التحتية من مستشفيات ومدارس وطرق وشبكات صرف صحي، كل ما يليق بالحياة في قطاع غزة إسرائيل تقوم بتدميرة، وهذا يتناقض مع القانون الدولي والإنساني.
وبالتالي يشكل انتهاكًا صارخًا لهذه المنظومة الدولية، حيث أنه ممعنه بالمضي قدمًا في هذا الخطة، ووجهت يوم أمس وعلى مدار الأيام القليلة نداءً إلى الناس والقت منشورات ورقية بالطائرات تطالبهم بإخلاء شمال غزه ويتجهوا إلى الجنوب.
هذا يعني أن هناك مليار و100 الف مواطن فلسطيني مطلوب منهم أن يهجروا بيوتهم ويتجهوا إلى الشمال، بينما وهم في طريقهم إلى الجنوب قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف موكب من هذه المواكب.
مما أدي إلى استشهاد 70 فلسطيني، وإصابة حوالي 200، لدينا الآن حوالي 14 الف بين شهيد وجريح، منهم النساء والأطفال الأبرياء والشيوخ، وأيضًا أجنة في رحم أمهاتهم خرجت من بطونهم والقيت على الأرض، وبالتالي نواجه إبادة جماعية وكارثة حقيقة.
نحن نواجة تصعيد عسكري دموي إسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزه، حتة الآن تم تدمير 1500 مبني سكني، يعني تدمير 10,000 وحدة سكانية، وتشريد حوالي مليون و200 الف مواطن فلسطيني، بجانب تدمير مستشفيات القطاع الصحي في غزه.
حيث أن المنظومة الصحية في القطاع على وشك الإنهيار، حيث لا يوجد أمداد طبي، ولا كهرباء، والسولاء المتوفر في مولدات المستشفيات بدء ينفذ، محطة الكهرباء الوحيدة في غزة توقفت عن العمل، كل ذلك في إمعنًا مع سبق الأصرار من قبل إسرائيل.
اقرأ أيضًا: سفير فلسطين يكشف لـ«الطريق» تفاصيل الهجوم على جنين.. وردة فعل المقاومة «حوار»
س: ما هو المطلوب من منظمات المجتمع الدولي لوقف الإنتهاكات الإسرائيلية في غزه؟
ج: نطالب المجتمع الدولي بسرعة التدخل العاجل لمايلي، أولاً: فتح ممرات إنسانية، وثانيًا: إعادة فتح المعابر وخاصًة معبر كارم أبو سالم ومعبر رفح، وأدخال المواد التموينية والطبية والإغاثة لشعب غزه، حيث أن هناك قافلة من مصر الشقيقة طويلة تقف على بوابة معبر رفح بجب دخولها فورًا.
هناك مساعدات إغاثية قد وصلت من بعض الدول العربية الشقيقة والصديقة إلى مطار العريش بأنتظار السماح له بالدخول إلى قطاع غزة، هذه الطلبات يجب تنفيذها في أسرع وقت من أجل أنقاذ المزيد من أهالي غزه الذين يعيشوا في أوقات عصيبة.
المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية بالضغط على حكومة إسرائيل بوقف إطلاق النار والعدوان، وسرعة تلبية مطالب فتح الممرات الإنسانية، وإغاثة أهلنا في قطاع غزه، وإعادة تشغيل القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه، والأمدادات بكافة أنواعها.
بينما نطالب ليس بوقف العدوان فقط، ولكن بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، والذي يحتل أرض دولة فلسطين، وقد حان الوقت وأن الآون بوضع حد لهذا الإحتلال العسكري الإستيطاني الإستعماري الدموي، والذي يرتكب المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضًا: سفير فلسطين يكشف لـ«الطريق»: انعكاسات الأحداث في إسرائيل على الشعب الفلسطيني
س: ما رايك في دور مصر منذ بدء الأنتهاكات الإسرائيلية على قطاع غزه؟
ج: مصر تعمل بكل جهدها من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، وأيضًا أدخال المساعدات الإغاثية، إلا أن إسرائيل هي التي تمانع وتعارض وتغلق معبر رفح، وليس بجديد على مصر أن تقف بجوار شقيقتها فلسطين في المحن.
وبالنسبة لدعوات إسرائيل لأهالي غزه بالهجرة إلى سيناء، هذا الأمر يتناقض مع القانون الدولي والإنساني الدولي، وأيضًا مع إتفاقية جنيف الرابعة، نحن نرفض هذه الدعوات فشعبنا الصامد الآن يتواجد تحت نيران قوات الجيش الإسرائيلي يرفض ذلك.
نحن نقدر تمامًا موقف مصر الشقيقة الكبرى، وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الموضوع، ولذلك نحن نتمسك بوجودنا على ارضنا، وكما قال الرئيس محمود عباس " أبو مازن": نحن لم نغادر أرضنا وسوف نظل عليها، ولم نسمح بلجوء ثاني أو ثالث أو رابع للشعب الفلسطيني.
س: ما ردك على الخطة الموضوعة من الجانب الإسرائيلي لتنفيذ عملية برية لإجتياح قطاع غزه؟
ج: كل السيناريوهات متوقعة، إسرائيل أعلنت الحرب على قطاع غزه، وحشدت كل قواتها النظامية والإحتياط، زأيضًا كافة الأسلحة البرية والبحرية والجوية، كما تصنع إمداد جسر جوي من أمريكا إلى تل أبيب، وسفن حربية أمريكية وبريطانية جاءت إلى البحر الأبيض المتوسط.
كل ذلك يشير إلى أن هناك دمادي من قبل إسرائيل في تنفيذ خطتها، نحن نواجة أيام صعبة ولحظات عصيبة، وأعتقد أن القادم أصعب مما فات، لذلك نحن نحذر وندق نقوس الخطر أمام العالم والمجتمع الدولي ومجلس الأمن بسرعة التحرك لمنع هذه المجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
ما ارتكبتها إسرائل في قطاع غزه خلال أيام، أرتكبته إسرائيل خلال عام في أفغانستان، لذلك نحن تلقي علينا حمم من المتفجرات من الطائرات الإسرائيلية، بستخدام صواريخ حديثة وفتاكة تدمر البيوت والبنية التحتية بأكملها كل هذا أمام شعب أعزل.
س: هل يتم قذف معاقل حركة حماس، أم الاستهداف لكافة المدنيين؟
ج: إسرائيل تستهدف المدنيين بشكل قاطع، ولا يوجد جيوش في قطاع غزه ولا مقاطلين، ولا مواجهات تحدث في شوارع القطاع، وبالتالي الهدف الأهم هو القضاء على أكبر عدد من المدنيين، وتكبيد فلسطين خسائر فادحة فى الأرواح.
على جانب أخر، إطلق إسرائيل القنابل الفسفورية، والذي يمثل خرق أيضًا للقانون الدولي، حيث أن القانون يحظر استخدام مثل هذه الأسلحة الحارقة، والتي تكبدنا خسائر جسيمة فادحة في الممتلكات والأرواح.
س: ما رايك فيما قامت به حركة حماسة في بداية الأمر بعملية طوفان الأقصي؟
ج: أنا لا أيد أن الحديث في هذا الأمر، حيث أنه ميداني يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، ولكن نحن نقول ما قالته القيادة والحكومة والفصائل الفلسطينية، أنه من حق الشعب الفلسطيني الحق المشروع في الدفاع عن نفسه.
ونحن حذرنا مرارًا وتكرارًا بما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية والقدس، وما يقوم به المستوطنين وعصابتهم المسلحة ضد الشعب الفلسطيني، بأن هذه الممارسات العنصرية الإسرائيلية في المسجد الاقصي سوف تجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة.
إسرائيل لا تريد أن تسمع منا، ولا تسمع من أحد وتحديدًا الدول العربية، وكانت توفر الحماية للمستوطنين وعصابتهم المسلحة من أجل ارتكاب جرائهمهم ضد الشعب الفلسطيني، حتي يوم أمس شاهدنا في الخليل مستوطن يقتل فلسطني أعزل تحت مرئة ومسمع قوات الإحتلال، وعلى بعد 5 أمتار ما بيشكل الفلسطيني اي خطر على المسلح الذي اطلق النار علية بدم بارد.
س: هل تتوقع الفترة القادمة أن يكون هناك مفاوضات؟
ج: هذا شأن سياسي، وبالتالي نحن نطالب بالتقاط مبادرة الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، والتي أعلنه في خطابة أمام الأمم المتحدة في 21 سبتمبر الماضي أمام الجمعية العمومية، والتي طالب فيها الأمين العام بسرعة عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.
وذلك على راس المرجعيات والقرارات ذات الصلة، لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة المتصلة جغرافيًا، والقابلة للحياة بخطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.