سوريا تلغي اعتماد «بي بي سي» بعد تقرير عن تجارة «الكابتجون»

ألغت وزارة الإعلام الـسورية اعتماد (بي بي سي)، متهمة الإذاعة البريطانية بالأخبار المنحازة والمزيفـة في تغطيتها للدولة التي مزقتـها الحرب.
جاء هذا الإعلان بعد أيام من نشر بي بي سي عربي فيلمًا وثائقيًا استقصـائيًا حول تجارة المخدرات غير المشروعة في سوريا، حيث سلط الضوء على الروابط بين الصناعة التي تقدر بمليارات الدولارات والجيش السوري وكذلك أفـراد من عائلة الرئيس بشار الأسد.
وقالت وزارة الإعلام السورية في بيان، في وقت متأخر من يوم السبت، إن القرار جاء بعد "تحذير القناة أكثر من مرة من أنها بثت تقـاريرها المضللة بالاعتماد على تصريحات وشهادات من جهـات إرهابية ومعادية لسوريا".
ألغت دمشق تراخـيص المراسلين الإذاعيين والتلفزيونيين التابعين للمذيع البريطاني في سوريا، وكذلك مصور الفيديو الخاص بهم.
وقالت بي بي سي في بيان أرسل عبر البريـد الإلكتروني إلى وكالة أسوشيتيد برس: "نتحدث إلى الناس من مختـلف الأطياف السياسية لإثبات الحقائق"، مضيفة أن المذيع يوفر "صحافة مستقلة محايدة. "سنواصل تقديم أخبار ومعلومات محايدة لجماهيرنا في جميع أنحاء العالم الناطق باللغة العربية".
ازدهرت صناعة المخدرات غير المشروعة، ولا سـيما حبوب الكابتاجون الأمفيتامينية المسببـة للإدمان، في سوريا التي مزقتها الحرب في السنوات الأخيرة. في حين يقول الخبراء إنها كانت وسيلة لتوليد إيرادات لاقتصاد البلاد المعطل والقيادة المعاقبة، فقد عانت الأردن والسعودية المجاورتين، وكذلك دول الخليج الأخرى.
تم استخدام الكبتاغون بشكل ترفيهي ومن قبل الأشخاص الذين لديهم وظائف تتطلب جهدًا بدنيًا لإبقائهم في حالة تأهب وكذلك المقاتلين في ساحة المعركة.
فرضت المملكة المتحدة والولايات المـتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على حفنة من تجار المخدرات والمقربين من الأسد لتورطهم في التـجارة.
الحكومة السورية تنفي أي تـورط لها في إنتاج الكبتاجون. قال عضو في البرلمان السوري لوكالة أسوشييتد برس الشهر الماضي إن سوريا تُستخدم كدولة عبور للكبتاغون ومخدرات أخرى، واتهم جماعات المعارضة بإدارة الصناعة.
بعد أن أعاـدت سوريا العلاقات مع العديد من الدول المجاورة لها وعادت إلى الحظيرة العربية، كان قمع تهريب المخدرات قضية رئيسية في المحادثات الإقليمية.
سورياانتفاضة تحولت إلى حرب أهلية شاملة، الآن في عامها الثالث عشر، قتل ما يقرب من نصف مليون شـخص وشرد نصف سكانها قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليونًا. يعاني السوريون في كل من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة وجيب تسيطر عـليه المعارضة في شمال غرب البلاد من الفقر المتفشي والبنية التحتية المعطلة.
اقرأ أيضا: 500 يوم على الحرب.. أمريكا: مستمرون في دعم أوكرانيا حتى تنتصر