رمضان زمان| حكاية ميزو.. الأب الروحي للمسلسلات الكوميدية وأسطورة سمير غانم

تنتعش الدراما في شهر رمضان وتتمتع بنسبة مشاهدة عالية من أي وقت آخر طوال العام، وينتظر عرضها الجمهور والحرص على متابعتها، وللمسلسلات التلفزيونية تاريخ ممتد من رمضان زمان، وحققت بعض المسلسلات نجاح كبير حتى بعد عرضها بسنوات يضاهي نجاحها عندما عرضت لأول مرة منها مسلسل "حكاية ميزو".
كان مسلسل "حكاية ميزو" من أنجح المسلسلات الكوميدية التي عرضها التليفزيون في رمضان 1977، ولاقت نجاح وصدى كبير لدى جمهور الشاشة الصغيرة الذي يلتف حولها يوميا لمتابعة مغامرات "معتز" أو "ميزو" الشاب المستهتر الذي بدد ثروة والده ويقضي يومه بين النوم والسهر ومطاردة الفتيات، وحتى يعوض خسارة ثروته يبحث عن فتاة ثرية يتزوجها لكي تنقذه من السجن بعد تراكم ديونه.
كانت "حكاية ميزو" هي أولى بطولات سمير غانم الدرامية واعتمد على خقة ظله ومارس الارتجال الذي كان يميزه على المسرح دون التقيد بالنص الذي كتبه لينين الرملي، واعتمد في أدواته على الملابس منها النظارة الشهيرة التي كان يرتديها طوال أحداث المسلسل.
كانت البطولة النسائية أمامه هي إسعاد يونس التي قدمت دور "صافي" والتي كانت تجاري سمير غانم في الارتجال وقدمت واحد من أهم أدوارها، بينما لم تنجرف خلفهم فردوس عبد الحميد "نفيسة" والتزمت بالنص المكتوب معتدة على كوميديا الموقف إذ كانت تمثل الدور الجاد في عمل يضج بعمالقة الكوميديا منهم حسين الشربيني، حتى الفنانة نعيمة وصفي قدمت هي الأخرى الكوميديا بالرغم من تقديمها للأدوار الجادة في معظم أعمالها.
كانت مفاجأة المسلسل هي الفنان سامي فهمي شقيق الفنانة عايدة فهمي والذي قدم دور "سلطان" مدير أعمال "ميزو" وصديقه وتعلق به الجمهور وحل بديلا للدور الذي كان مرشح له الفنان نبيل الحلفاوي، وكان يتقاضى "فهمي" 50 جنيه في كل حلقة، وبعد المسلسل ترك الفن وهاجر إلى أمريكا حتى توفي العام الماضي.
كانت الموسيقى التصويرية المميزة واحدة من أهم عوامل نجاح المسلسل وارتباط الجمهور به، والتي صنعها الفنان عزت أبو عوف الذي قدم موسيقى غير تقليدية كان تميز العمل وتضفي عليه روح الحداثة في السبعينات.
13 حلقة خطفت قلب وعقل الجمهور المصري والعربي في "حكاية ميزو" التي يعتبر الأب الروحي للمسلسلات الكوميدية في رمضان وحتى الآن لا يخلو موسم رمضاني من تواجد الأعمال الكوميدية التي تدخل الضحك والسعادة في نفوس المشاهدين، وبعد 45 عاما على عرض "ميزو" مازال يعيش في وجدان وذاكرة المشاهدين ويلاقي نفس الضحك في كل مرة يعرض فيها.