خاص| مع استئناف محادثات الأردن.. مليشيا الحوثي تلتف على ممرات هدنة اليمن

لاتزال مليشيا الحوثي تصر على إفشال الجهود الرامية لتحقيق السلام في اليمن عبر محاولة فرض رؤيتها على الأمم المتحدة بتنفيذ إجراءات أحادية الجانب تحمل أهدافا عسكرية، وتخل بجوهر المشاورات الجارية، وتنسف الجهود الأممية في حلحلة هذا الملف الإنساني، وتكشف بجلاء نوايا مسبقة للتهرب من الالتزامات التي تنص عليها بنود الهدنة.
ودخلت الهدنة المدعومة أمميا في اليمن حيز التنفيذ في 2 أبريل الماضي، وتم تمديدها مجددا شهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها في 2 يونيو الجاري، إذ استوفت الحكومة اليمنية تنفيذ بنودها فيما لم ينفذ الحوثي أي بند بما فيه رفع حصار تعز.
تعنت الحوثي
واستأنفت حكومة اليمن ومليشيا الحوثي، أمس الأحد، الجولة الثانية من محادثات الأردن لرفع حصار تعز وفتح الطرق الرئيسية بموجب الهدنة الأممية، فيما طوت الأطراف الجولة الأولى من المباحثات المباشرة في 28 مايو الماضي دون تحقيق أي اختراق للأزمة بسبب تعنت الحوثي ورفضه تقديم أي تنازل.
وكشف رئيس الفريق الحكومي اليمني عبد الكريم شيبان، الموجود حالياً في العاصمة الأردنية عمّان، أن مليشيا الحوثي تشق طريقاً وعرة وبعيدة تبدأ من وسط شارع الستين مروراً بشارع الخمسين، عبر قرى ومناطق عسكرية تصل إلى جوار معسكر الدفاع الجوي وصولاً إلى شارع الأربعين، وصولاً إلى مدينة النور وبير باشا داخل مدينة تعز.
استغلال الهدنة
وأضاف شيبان، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن الميليشيا صادرت عدداً من أراضي المدنيين وممتلكاتهم بهدف شق هذا الطريق، الذي يصل إلى المواقع الاستراتجية في معسكر الدفاع الجوي والمطار القديم، فيما ترافق الميليشيا آليات عسكرية في إجراء استفزازي.
وحذر المسؤول اليمني، من أن مليشيا الحوثي تسعى لاستغلال الهدنة الإنسانية لتحقيق أهداف عسكرية فشلت في تحقيقها طوال الفترة الماضية.
وأكد شيبان أن لجوء جماعة الحوثي إلى إجراءات أحادي وهو فتح طريق ترابي مجهول، محاولة مكشوفة لإحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية حاليا في الأردن.
ومنذ تجديد الهدنة أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية عن التمسك بموقفها الثابت إزاء شروط ومتطلبات الهدنة الجديدة، وفي مقدمتها فتح الطرقات والمعابر في تعز من قبل ميليشيات الحوثي بشكل عاجل ودون أي شروط أو مماطلة أو تسويف.
وقال شيبان، إن مليشيا الحوثي عبر ممثليها في المحادثات وضعت عراقيل جديدة بثوب «مبادرة أحادية الجانب» تقدمت بها وتستهدف فتح طرق فرعية خارجة عن سياق بنود الهدنة.
كما اعترضت العناصر الحوثية على مقترح قدمه المبعوث الأممي إلى اليمن يشمل فتح عدة طرق بما فيه شريان حيوي رئيسي إلى مدينة تعز الخاضعة لحصار قاس من قِبل المليشيات.
إجراءات أحادية
ومن جانبه، اعتبر وزير الأعلام اليمني معمر الإرياني، إعلان مليشيا الحوثي التابعة لإيران عن نيتها السير بإجراءات أحادية محاولة لنسف المشاورات التي تجري في الأردن لرفع الحصار عن تعز وفتح طرق رئيسية.
وقال الإرياني، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن حديث الحوثيين عن فتح طرق فرعية بدلا عن المنافذ الرئيسية يؤكد إمعان المليشيات في انتهاج سياسة العقاب الجماعي بحق أبناء محافظة تعز، ويضاعف معاناة ملايين السكان.
وأضاف المسؤول اليمني، أن محافظة تعز هي الأكثر كثافة بشرية وتتعرض لأبشع أنواع الحصار والقتل الممنهج خلال سنوات الحرب التي فجرها الحوثيون أواخر 2014.
كسب الوقت
وحذر الإرياني من استمرار المراوغة والتلاعب الحوثي بملف رفع الحصار عن محافظة تعز، بهدف كسب المزيد من الوقت في ظل تقارير تؤكد استمراره في الدفع بتعزيزات عسكرية للمنطقة واستحداث المتارس والسواتر الترابية والخنادق، وقصف الأحياء السكنية بمختلف الاسلحة، واستهداف المدنيين بنيران القناصة
وطالب الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن للقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لممارسة ضغط حقيقي على مليشيات الحوثي لتنفيذ بنود الهدنة، وفتح المنافذ الرئيسية لمحافظة تعز فورا وبما يضمن إنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين وتنقلهم بصورة طبيعية.
ومن المتوقع أن يقود المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرونبرج جولات مكوكية إلى عدن وصنعاء حال عدم حدوث أي تقدم في المباحثات الجارية في الأردن واستمر تمسك الحوثيين باشتراطاتهم.
اقرأ أيضا: فرص من المفاوضات المبعثرة في اليمن