الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:38 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

من الجريدة الورقية.. جريمة ريهام سعيد لـ«ركوب التريند»

حاولت ركوب الترند وشهرت بأسرة طفل البلكونة وأهانت طفولته

بلا شك واقعة "طفل البلكونة" كانت هي الحدث الأبرز على كل المواقع الإخبارية وأيضا مواقع السوشيال ميديا وكذلك البرامج الحوارية على الفضائيات المصرية نظرا لبشاعة المظهر التي ظهرت فيه أم تجبر طفلها على الوقوف في نافذة شقتها للتسلل إلي بلكونة مجاورة معرضة حياته للخطر بشكل تجردت فيه من كل معاني الأمومة والحنان.

 

وبعد انتشار هذا الفيديو ومطالبة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالتحقيق مع الأم وهو ما حدث بالفعل، وأسفرت التحقيقات مع "هند.ر" إخلاء سبيلها بعد أن أكدت النيابة أن القرار راجع إلى ظروف المتهمة- عاملة نظافة- الإنسانية، وحرصا على عدم تفكك الأسرة المكونة من الطفل المجني عليه و3 أشقائه آخرين، أصغرهم عمره 5 سنوات، خاصة وأن الطفل قال في بكاء اثناء التحقيقات «ماما مش بتضربني خالص، ساعات بس لما بعمل حاجة غلط بتزعق لي، سيبوا ماما».

 

الأزمة الحقيقة لم تكن في الإفراج عن المتهمة فهذا أمر يخص النيابة ولا نتدخل فيه، ولكن ما يمكن أن نتدخل فيه هو التعامل الإعلامي مع هذه الظاهرة واستضافة هذه السيدة وزوجها على عدد لا بأس به على معظم القنوات الفضائية ومحاولة تجميل موقفها "بدون قصد ربما" ولكن الحقيقة أن هذه الأفعال قد تبدو واننا نحاول أن نصنع من هذه الأم رمزا للبطولة بتحميل فعلها البشع في حق ابنها لأسباب اجتماعية ومادية وهذا أمر في غاية الخطورة، فضلا عن أن كان من الممكن أيضا عقاب الأم مع مراعاة الحالة المادية لأسرتها بتوفير فرصة عمل أفضل لزوجها، لكي نرسي قاعدة ان المخطئ يجب أن يحاسب على أفعاله.

 

وبمناسبة الحديث عن المحاسبة، فهناك أيضا جريمة إعلامية لا تقل بشاعة عن جريمة الأم بتعريض حياة ابنها للموت، ونحن نتحدث هنا قناة "الحياة" وبالتحديد برنامج ريهام سعيد التي حاولت الركوب على "ترند الواقعة" مثل باقي القنوات، والتي ذهبت الى منزل الأسرة وبحثت في ملابسهم ونظرت في "طفايات" السجائر وقامت بتحديد نوعها في محاولة منها لاثبات أن حال هذه الأسرة ليس بالفقر الشديد كما يتصور البعض، وبأسلوبها المعهود قامت ريهام بالتسجيل مع الطفل واستجوابه والتأثير عليه أمام والدته حتى انتزعت منه تصريح بأنه يكره أمه ولا يحبها، ولم تكتفي عند هذا الحد، بل انطلقت بعدها للأم مباشرة لتبلغها بكراهية ابنها لها.

 

وبعدها تنتقل ريهام إلى الاستديو لتعطي الحكم والمواعظ في طرق التربية الصحيحة وتترك المنزل مشتعلا بين أم صرح أمام العالم كله بأنه يكره أمه ليظل هذا التصريح ملازما له طيلة حياته، ومن يدري فمن الممكن أن يستغل اصدقائه هذا التصريح للتقليل منه كحال أغلب الأطفال وهزارهم معايرة الاخرين وهو ما سيترك قطعا أثرا سلبيا على نفسية الطفل الذي قد يتحول لمجرم بفضل تناولنا الاعلامي السئ معه، والثمن زيادة المشاهدات!.