الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:27 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«رضعته وخنقته بإيدي».. حكاية أم قتلت رضيعها انتقامًا من زوجها ببولاق

ارشيفية
ارشيفية

زحام وضجيج عال أطبقا على قاعة محكمة جنايات الجيزة. الجميع ينتظر خروج القاضي لإصدار قرار في حق "إصلاح" قاتلة طفلها خنقًا في منطقة بولاق الدكرور؛ انتقامًا من زوجها الذي أذاقها شتى ألوان العذاب بعدما روت له ابنته من زوجته الأولى مقابلة زوجة أبيها طليقها خارج المنزل دون علمه.

بنظرات شاردة، جلست الأم داخل قفص الاتهام تنتظر مصيرها المجهول، صمت وسكون عم أرجاء قاعة المحكمة، بعد سماع صوت ينادي "محكمة"، خرج القاضي من غرفته وجلس على مقعده الوثير طالبًا من الحاجب بدء الجلسة.

بصوت جهوري "القضية الأولى إصلاح محمود محمد محمد" المتهمة بقتل طفلها، مر حينها شريط الذكريات أمام الأم كأنها تعيش اللحظات الأولى من جريمتها بعد سماعها تلك الكلمات التي نطق بها الحاجب، لتنهار داخل قفص الاتهام دموعها لم تتوقف حتى قطع شريط ذكرياتها القاضي قائلا "قتلتي ابنك ليه يا إصلاح؟".

"رضعته وخنقته بإيدي" نطقت الأم واصفت المشهد المأساوي الذي وقف العقل حائرا في وصفه، لتدافع عن نفسها: "قبل سنوات كنت متزوجة من شخص يدعى "أحمد" أنجبت منه طفلان، ولم تدم العلاقة بينهما طويلا حتى انفصلنا، وكان زوجي له صديق يدعى "رامي" يتدخل بيننا لحل مشاكلنا الأسرية لكن تلك المرة قررنا الانفصال دون رجعة".

بملابسها البيضاء وصوتها المبحوح، وقفت المتهمة خلف القضبان تروي جريمتها الشنعاء قائلة: "بعد انفصالي عن زوجي تقدم لخطبتي صديقه رامي"، حينها شعرت أن الدنيا تفتح زراعيها لي مرة أخرى.

بعد خطبة استمرت فترة قصيرة تمت مراسم الزواج، اصطحبت "إصلاح" أبناءها من زوجها الأول للعيش مع زوجها الثاني داخل شقة صغيرة بمدينة النجوم بمنطقة بولاق الدكرور غرب الجيزة لترزق بمولودها الثالث "رحيم" لكنه لم يقيها وصلاة الضرب التي كان يمنحها إياها بعلها.

بصوتها العالى ودموع تتساقط علي خديها تستمكل المتهمة حديثها للقاضي، قائلة: قبل الحادث بعدة شهور طلبت من زوجي أمولا لأبنائي من زوجي الأول ليرد عليها "هما ملزمين مني أكل وشرب بس لكن فلوس لأ" شعرت حينها بالانكسار والإهانه مجددا، فطلبت من والدهم أن يصطحبهم للعيش معه.

في ثالث أيام شهر رمضان الكريم، هاتفها طليقها أخبرها أن أبناءه سعداء بالعيش معه، وطلب منها مقابلته لرؤيتهم لتغمرها السعادة.

انتظرت "إصلاح" يوم الجمعة -يوم إجازة طليقها- حتى تستطيع رؤيتهم في منزل إحدى صديقاته.

بالفعل ذهبت الأم للقاء أطفالها واصطحبت معها ابنة زوجها تدعى "ملك".

طالبها طليقها بترك مبلغ مالي لشراء ملابس العيد للأطفال لتغادر بعدها دون أن تدري بما ينتظرها.

أخبرت "مالك" والدها بالمقابلة التي لم يعلم عنها شيء، ليخبرها "هطلقك بعد العيد والأيام اللي باقية من الشهر هوريكي فيها الويل.. ورحيم مش هتشوفيه تاني طول عمرك" ليبدأ الزوج رحلة تعذيبه زوجته، ومنعها من إرضاع ابنهما الذي كان يبلغ من العمر حينها شهرين فقط.

اقرأ أيضًا: 9 نصائح للقيادة الآمنة على الطرق خلال الطقس السيئ

مأساة ومعاناة الأم مع زوجها جعلاها تفكر في التخلص من فلذة كبدها وإنهاء حياته حتى تقطع الرابط بينها وبين زوجها "رامي" لتروي المتهمة تفاصيل المشهد الأكثر قسوة في تلك القصة.

في الصباح، أرضعت الأم رضيعها حتى دخل في نوم عميق قبل أن تدخل عليه غرفته في الساعة الثانية ظهرا "خنقته بإيدي لحد ما مات".

لم تكتف المتهمة بجريمتها وقررت تضليل الزوج وإيهامه أن الابن فارق الحياة بشكل طبيعي قائلة "دخلت الأوضة وشلت رحيم واعمل إنه مات وأصرخ عشان يصدقوا" لكن تلك التمثيلية لم يصدقها الزوج الذي اصطحب نجله إلى المستشفي للتأكد من وفاتة الطبيعية أم هناك شبهة جنائية ليخبره الأطباء بالصدمة.

أبلغ على الفور رجال الشرطة وتم القبض على الأم وعرضها على النيابة العامة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات وأحالتها إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها بالسجن المشدد ١٠ سنوات.