الطريق
الأحد 20 أبريل 2025 07:40 صـ 22 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
السيسي يهنيء المصريين في الخارج بعيد القيامة المجيد الشباب والرياضة تتابع إجراءات الترشح ببرلمان طلائع مصر إستعداداً لإنطلاق الإنتخابات الإلكترونية وزير العمل يناقش مع نظيره السوداني تفعيل التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجالات التدريب المهني وزارة الشباب والرياضة تنفذ معرضا للمنتجات اليدوية والتراثية على هامش معرض الزهور بالمتحف الزراعي بالدقي رئيسة المجلس القومي للمرأة تشهد احتفالية عيد القيامة المجيد بكنيسة مصر الجديدة الإنجيلية الشباب والرياضة: إنطلاق القوافل التوعوية التأهيلية الشاملة بمحافظة البحيرة اليوم الأحد.. انعقاد مجلس الحديث الرابع والأربعين لقراءة “صحيح البخاري” من مسجد الإمام الحسين نائب رئيس جامعة الأزهر: مؤتمر الهندسة الزراعية والذكاء الاصطناعي منصة مهمة لعرض وتبادل الخبرات ومواكبة مستجدات العصر وفد من حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يقدم التهنئة للأخوة المسيحيين بكنيستي سيدة السلام والكنيسة الإنجيلية بشرم الشيخ ياسر أيوب يكتب: فنجان القهوة المسروق فى أسطنبول وزير التربية والتعليم يشارك في قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية نائب رئيس الوزراء وزير الصحة يجتمع مع رئيس هيئة سلامة الغذاء لمناقشة الاشتراطات الخاصة بسلامة المنتجات الغذائية

”أم الصغير” لاتنجب.. كيف حاربت القرية الشهيرة الزيادة السكانية؟

قارة أم الصغير
قارة أم الصغير

مر بها الإسكندر الأكبر والرئيس السادات آخر من أرسل لهم صندوقا انتخابيا

لغز العيون المالحة وأحواض التبريد بالقرية

أسطورة الشيخ "الطرابلسي" الذي دعا على سكان القرية بعدم الإنجاب

 

في طريق تحقيق التنمية، تقف الزيادة السكانية عائقا، وتحظى المشكلة باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية، ففي كل مناسبة يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الضوء على خطورة هذه الأزمة، على مسار التقدم التي تسعى الدولة المصرية إلى تحقيقه، قائلاً: "موضوع النمو السكاني موضوع مهم جدا، ومن فضلكم ساعدونا فيه، ونفهمه كويس أوي، وأهلنا في الريف والحضر، وأهلنا في كل مكان، صدقنى أكثر من طفلين مشكلة كبيرة جدا".

 

وعلى خطى الاستجابة لطلب الرئيس السيسي في الحد من الزيادة السكانية، تعيش قارة "أم الصغير".

ففي قلب صحراء محافظة مطروح، وفي جزء من الطرف الغربي من منخفض القطارة، تقع "قارة أم الصغير"، وهي التي تعد أصغر واحة منعزلة في مصر، والتي تضم عدد من عيون المياه شديدة الملوحة، والتي عرفها الإنسان منذ عصر الرومان.

 

تاريخ أم الصغير مع الإسكندر الأكبر

كانت قارة أم الصغير قديما نقطة اتصال مهمة ومركز قوي بالنسبة مهمة للقوافل بين منف وواحة سيوة، والتي كان يمر بها الإسكندر الأكبر، ولذلك تحتوي على مقابر من عصر الرومان.

 

عيون مالحة وأحواض تبريد

في قارة أم الصغير، يوجد عيون مياه عالية الملوحة، كما توجد عين مياه ساخنة تسمى "كيفارة"، والتي تصل درجة حرارتها إلى 70 درجة مئوية، ويتم تحويلها إلى أحواض تبريد لتستخدم في الزراعة واستهلاك الأهالي.

تم بناء المنازل في "أم الصغير" باستخدام مادة "الكرشيف"، هي الطين المخلوط بالملح، وتوجد بها آثار قديمة تقع أعلى الجبل المتاخم، وسوق تباع به بعض الخضراوات ومشغولات يدوية.

تمكنت السيول من تدمير الحصن الذي أسسه أهالي قارة أم الصغير في أعلى جبل صخري، والذي كان بالنسبة لهم موقعًا دفاعيًا ويحميهم من الأضرار، وذلك في عام 1982، فانتقل السكان إلى منازل جديدة يقيمون فيها اليوم في الأرض المنخفضة.

اقرأ أيضًا: وزارة المالية: إعفاء المنازل بالقرى من الضريبة العقارية (فيديو)

 

الكرم في مواجهة الفقر

بالرغم من الحياة البسيطة في قارة أم الصغير، والتي تكاد تصل إلى حد الفقر على بعضهم، إلا أنهم يتمتعون بالكرم والترحيب الكبير بأي ضيف أو زائر، فعندما يشاهدون أي غريب يقصد منازلهم، يؤذن المؤذن ويخرج الرجال فرحا وتزغرد النساء.

 

سر عدم زيادة السكان في قارة أم الصغير

يقول أحمد بكري، أحد سكان قارة أم الصغير، إن أهالي قرية أم الصغير، ما زالوا يحافظون على العديد من عاداتهم وتقاليدهم، والتي من بينها الحفاظ على عدم زيادة السكان في الواحة، بسبب زواج الأقارب وقسوة الطبيعة وارتفاع نسبة الوفيات لضعف الرعاية الصحية، والتي تدفعهم إلى الذهاب إلى مطروح من أجل تلقي العلاج.

وتتوالى الروايات حول عدم زيادة سكان أهالي القرية، والتي كانت واحدة منهم، الأسطورة أن شيخا مباركا يسمى "الطرابلسي"، كان عابر سبيل بالقرية، وحينما طلب طعاما لم يستجب له أحدهم، فدعا عليهم بألا يزيد نسلهم وأنه إذا ولد طفل في الصباح يموت شيخ قبل المساء.

 

إلا أن التفسير الواقعي لعدم زيادة سكان أهالي قارة أم الصغير، هو عدم توافر مستشفى في القارة، ولكن توجد سيارة إسعاف، لنقل المرضى إلى المستشفيات في مطروح.

 

حكاية المقام المجهول

وروى "بكري" أنه يوجد في الواحة مقام يعرف بمقام الشيخ "ياجا"، مبينًا ان هذا المقام لا يعرف عنه سكان الواحة سوى أنه كان رجلا صالحا، وتزايدت الروايات حوله أنه كان يجتمع بجواره طيور النعام كانت تأتي لتضع بيضها في مكان أمان، كون أن الواحة القديمة كانت على مرتفع حيث لا يوجد رطوبة أو حشرات، إلا أن التوسعات التي حاول أهالي القرية إحداثها جعلهم، يتوجهون ينزلون إلى أماكن منخفض من أجل توفير أماكن أكثر لكل أسرة.

 

"التمر والزيتون والرمان" سر الحياة في "أم الصغير"

ومن جانبه، قال محمد سعد، أحد سكان واحة أم الصغير أن أهالي القرية ما زالوا يعيشون عل زراعة "التمر والزيتون والرمان"، ونفى ما تردد على أن السكان يتحدثون اللغة الأمازيغية، ولكنهم يتحدثون اللغة العربية كغيرهم من المصريين.

وكشف "سعد" واحدة من المعاناة التي يعيشها سكان قارة أم الصغير، كونها تبعد عن محافظة القاهرة نحو 105 كم، وعن واحدة سيوة 150 كم وعن مطروح 280 كم، بالإضافة إلى عدم توافر طرق ممهدة، ولا يوجد بها سيارات أو وسائل نقل، ولكن محافظة مطروح خصصت لهم باصا من المحافظة وعين اثنين منهم سائقين بالمحافظة.

وتأتي المعاناة الأخرى في قارة الصغير، في عدم توافر مستشفى أو وحدة طبية، إلا أن القوافل الطبية تتردد عليها من حين لآخر لتوفير الخدمات الطبية الأساسية، ويضطر أهلها للسفر إلى مطروح لتلقي العلاج.

 

الكهرباء بالطاقة الشمسية

في قارة أم الصغير، تعتمد الكهرباء على خلايا الطاقة الشمسية، التي حصلت عليها بمنحة ألمانية، لإضاءة الطرقات والاستخدام المنزلي.

 

لا أمية في أم الصغير

رفعت قارة أم الصغير، شعار لا للأمية، فهي التي سجلت صفر حالات أمية كأول قرية في محافظة مطروح، بالرغم من احتواء الواحة على مدرسة واحدة للتعليم للأساسي، وتقع المدرسة الثانوية في واحة سيوة.

 

هاتفان وحيدان في القرية

تتركز وسيلة الإتصال الخارجي الوحيدة في قارة أم الصغير، على هاتفين فقط، أحدهما يعمل عن طريق القمر الصناعي والآخر تليفون أرضي يعمل على الطاقة الشمسية.

 

قصة المعونة الرئاسية

يعيش سكان قارة أم الصغير على المعونة الرئاسية التي تصل إليهم في كل سنة، وهو تقليد ملكي منذ عهد الملك فاروق، والتي تحتوي على المواد التموينية من سكر وزيت وأرز وقمح وأغطية.

 

الرئيس السادات وقارة أم الصغير

يعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، آخر من أرسل لهم صندوقا انتخابيا، حسبما قال أحمد على بركة، إمام مسجد الواحة في فترة السبعينيات، مبينًا أن عدد الأشخاص حينها كان 16 صوتا، وأرسل الرئيس الراحل صندوق للانتخابات حينها، وشاركوا جميعهم في الانتخابات.

 

أحلام أهالي قارة أم الصغير

ويتمنى أهالي قارة أم الصغير عن ضم القرية كمتحف كبير ضمن محمية طبيعية، وتوفير الاستثمارات لإنشاء مصنع مياه قائم على عيونها العذبة، واستصلاح 500 ألف فدان من الأراضي الصالحة للزراعة.