الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 09:08 مـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة منصات الصين الرقمية تعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالمياً شاهد| برلمانية أردنية: أي جهة غير حكومية تمارس أي نشاط في المملكة الأردنية وجب إيقافها الكرملين: روسيا ليس لديها أي مطالب إقليمية ضد دول البلطيق ولا تنوي مهاجمة أحد وكيل الأزهر يستقبل رئيس الهيئة العليا للإفتاء بجيبوتي لبحث سبل التعاون في المجالات الدعوية والتعليميَّة أول مايو.. بدء التقديم لمسابقة “توفيق الحكيم للتأليف المسرحي” بـ”القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية” ︎وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي رئيس دولة سنغافورة وتبحث جهود دفع التنمية الاقتصادية بين البلدين تَطوّر غير مسبوق في تقديم خدمات وزارة العمل للمواطنين من خلال سيارات المراكز التكنولوجية المتنقلة رئيس الوزراء يستقبل وفدًا من أعضاء مجلس التعاون المصري الكويتي لبحث فرص التعاون الممكنة بين الشركات المصرية والكويتية رئيس الوزراء يستعرض مؤشرات تنفيذ المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال رصف عدد من شوارع المحافظة ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالى 2024-2025 وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي السفير الصيني بالقاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين

مقال| الفخيم بلا ادّعاء ”علاء الديب”

الكاتب الصحفي إيهاب الملاح
الكاتب الصحفي إيهاب الملاح

في ذكرى رحيله.. كلمات أستعيدها في محبة وعلى شرف الكبير والفخيم بلا ادعاء علاء الديب عليه رحمة الله..

"لم ألتق به مرة واحدة. كنت أحبه وأهابه، رغم أنه كان حريصا على كسر أي مسافات يمكن أن تفصله عن الناس، عن جمهور عاشق للقراءة، عن كاتب خجول يتعثر في كلماته، لم ألتق به أبدا، أحبه من بعيد لبعيد، أخبرني صديقي سيف سلماوي ذات صباح بأن الأستاذ علاء الديب قرأ ما كتبتُه عن المرحوم جمال الغيطاني وأشاد به وسأل عني. فرحت، جدا، وابتسمت قلت في نفسي "اليوم صرت كاتبا"..

بعد انتظار طويل، صدر أخيرًا عن الهيئة العامة للكتاب الجزء الثاني من كتاب أستاذنا الراحل الجليل علاء الديب «عصير الكتب» بغلاف بديع ورائق وأنيق للفنان أحمد اللباد. وكان الجزء الأول صدر عن (دار الشروق) قبل سنوات، ولاقى الكتاب نجاحًا رائعًا وحقق رواجًا كبيرًا.

«عصير الكتب» هو عنوان الباب الأشهر والأهم والأوسع تأثيرا وانتشارا في صحافتنا الثقافية المعاصرة على مدى نصف القرن أو يزيد؛ إنها المدرسة الأصيلة المحترمة التي دشنها علاء الديب في "الكتابة عن الكتابة"؛ هي بحق "عصير" وخلاصة مقطرة، مركزة، تقوم على القراءة الواعية المستوعبة، والكتابة السهلة اللماحة الذكية.

الكاتب علاء الديب

كتب الديب كثيرًا جدًا عن عشرات وعشرات، بل مئات ومئات، من المؤلفين والفنانين والمفكرين والكتب والموسوعات والروايات والقصص، وكل أصيل وجميل وممتع أنتجته قريحة مبدع حقيقي خلال المائة سنة الماضية.

بوضوح ودون لف ودوران يقول علاء الديب "أسأل نفسي ما معنى هذا الباب الذي أحاول أن أكتبه كل أسبوع «عصير الكتب»؛ تلك النكتة القديمة المكررة هو ليس نقدًا بالتأكيد وليس إعلانًا عن كتاب، طموحه الأساسي أن يكون مشاركة في التفكير العام. الاختيار سؤال، والكتابة محاولة للبحث عن إجابة. وفي الصفحات التالية سأحاول أن أتذكر بعض الأسئلة، ومشروعات الإجابة..".

وكان الرجل مخلصا تمامًا لهدفه وغايته!

في هذه المجموعة التي تم انتقاؤها بعناية وذكاء مقالاتٍ تغطي كمًا هائلًا من إنتاجنا الثقافي؛ فكريًا وإبداعيًا، على مدار ما يزيد على الأربعة عقود؛ لن تجد اسما معتبرا ولا كتابا جادا ولا عملا جديرا بالقراءة والمتابعة إلا وستعثر عليه في عصير الكتب!

دون مبالغة أنت أمام كنز ثقافي ولغوي وإنساني؛ علاء الديب من القلّة التي أوتيت حسًا رهيفًا وشفافا تجاه اللغة..

أمتع ما في الكتاب على الحقيقة هي هذه السياحة الحرة المذهلة في رشاقتها وعمق معرفتها وسلاسة لغتها وجمال عرضها! من صلاح عبد الصبور إلى صلاح جاهين ومن يوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوي وفتحي غانم إلى كتاب الستينيات وأدباء من الأقاليم بزغوا كالبرق ولم يلتفت إليهم أحد سوى علاء الديب!

ستتنقل بين واحات الأدب والفكر والفن التشكيلي والنقد الأدبي وقراءة التراث والترجمة، وأنت في غاية الاستمتاع والبهجة والفضول! ستستثار حواسك المعرفية والجمالية للتعرف على هذه الروائع والإقبال عليها بشغف ورغبة في زمن عز فيه الإقبال على المعرفة بشغف ورغبة!

كان علاء الديب أستاذًا ومعلمًا مثاليًا، متواضعًا، حياته رحلة كفاح وعمل وإخلاص لقيم ومعايير جمالية وإنسانية وأخلاقية صاغها لنفسه، لم يخضع ولم يلن رغم كل الضغوط والإغراءات والمضايقات، انعزل في محرابه وبين كتبه وقرر المواجهة بالجمال والمقاومة بالفن، كتبه وأعماله ترسي قواعد فن وجمال ينفعان الناس..

رحم الله أستاذنا الجليل وجزاءه خير الجزاء عما قدم وأفاد ونفع..

للتواصل مع الكاتب