توقيع اتفاق البريكست.. دلالات سرعة التنفيذ ودور فيروس كورونا غير المباشر (تحليل)

خطوة مفاجئة ساعدت على إنهاء حقبة صعبة من الخلافات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بسبب البريكست، فقد جاء توقيع الاتفاق الجديد بين الطرفين ليطرح مزيدا من علامات الاستفهام، وما إذا كان فيروس كورونا شارك لتنفيذ هذه الخطوة.
توقيع اتفاق البريكست
كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية على اتفاق البريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن بنود الاتفاق التجاري بين الطرفين تناول العديد من النقاط التي تتعلق بالصيد البحري، الذي من المقرر أن تساعد هذه الخطوة على إعادة بناءه في فترة انتقالية ربما تستمر لـ 5 سنوات ونصف.
وساعدت خطوة الاتفاق الجديد على ارتفاع أسهم الشركات البريطانية، لأول مرة منذ 9 أشهر، أي منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، وهو ما بات واضحا أيضا في مؤشرات البورصة، حيث ارتفع مؤشر FTSE 100 الذي يقيس أداء أكبر مئة شركة في بريطانيا بنسبة 2.5%.
فيروس كورونا والسلالة الجديدة
وتأتي هذه الخطوة المختلفة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا في بريطانيا ومختلف دول أوروبا، والأهم أنها تتم مع انتشار ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا، التي تبين أنها أخطر من الموجة الأولى خاصة على الأطفال، كما أنها سريعة الانتشار.
اقرأ أيضا : اتفاق قادة الاتحاد الأوروبي حول قضية البريكست
خطوة فنية
وللرد على علامات الاستفهام التي تطرحها خطوة اتفاق البريكست الجديد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، قال الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمعهد البحوث والدراسات العربية إن ما حدث يمكن أن يوصف بأنه خطوة فنية وذكية، مشيرا إلى أنها تمت في ظل تعقيدات تتعلق ببنود الصيد البحري والتعريفات الجمركية.
وأشار يوسف في تصريحات خاصة لـ "الطريق" إلى أن المفاوضات كانت شاقة جدا لدرجة أن المؤشرات كافة خلال المرحلة الماضية كانت تؤكد انتهاء العام الجاري دون التوصل لأي اتفاق بين الطرفين "بريطانيا والاتحاد الأوروبي"، موضحا أنه كان هناك مقترحات بتمديد فترة المفاوضات، مما يدل على أن التشاؤم وصل مداه من كافة الزوايا.
قطع بحرية بريطانية
وأوضح الدكتور أحمد يوسف أن بريطانيا كانت قد وضعت قطع بحرية في المياه التي تقع ضمن نفوذها لحماية حقوق الصيد، وذلك مؤشر خطير أخر كان أكد صعوبة التوصل لنقطة تلاق تجمع بين الأطراف، لكن وعلى الرغم من ذلك الاتفاق تم بالفعل وهذا دليل على أن كل طرف اتفق على تقديم بعض التنازلات أمام الأخر، ومن المؤكد أن هذه التنازلات متوازنة جدا بين الطرفين.
اقرأ أيضا : خاص | مستشار ”جنيف للدراسات”: الصيد البحري أكثر قضايا البريكست تعقيدا
وأشار يوسف إلى أن بريطانيا تمتلك اقتصاد من الصعب الاستهانة به كما أن الاتحاد الأوروبي يمثل بالنسبة للمملكة المتحدة قوة لا يستهان بها، إذا التنازلات التي تقدمت متوازنة، ومن المؤكد أن كلا الطرفين كانا يريدان الوصول لاتفاق جذري، فاستمرار الخلافات كان سيؤدي لحدوث خسائر كبيرة سواء لبريطانيا أو للاتحاد الأوروبي.
دور فيروس كورونا
وحول سؤاله عن ما إذا كان فيروس كورونا له دور في إتمام خطوة الاتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد يوسف أن بالتأكيد للوباء دور كبير، لكنه غير مباشر، فقد تسبب هذا الفيروس في حدوث أزمات اقتصادية كبيرة سواء لبريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، والآن ظهرت سلالة جديدة تبين أنها أخطر بكثير من الموجة الأولى وربما يكون لها تبعات أقتصادية أسوأ، فتقرر إذا الوصول لاتفاق سريع فيما يتعلق بالبريكست، ففشل المفاوضات سوف يزيد من الأزمات والتعقيدات ومن المعروف أن عدم التنظيم الاقتصادي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي كان سيضر بكليهما ضررا بالغا.