حرب باردة على الأبواب.. واشنطن تستعد للرد بعد ”غارات المعلومات” على مؤسساتها.. وترامب: روسيا بريئة

حرب باردة جديدة على الأبواب قد تندلع رحاها في أي وقت بين واشنطن وموسكو بوابتها اكتشاف تجسس سيبراني على العديد من المؤسسات المحورية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأصابع الاتهام الأمريكية تدين فقط روسيا.
اختراق وكالات أمريكية
قالت شركة الأمن السيبراني اليوم الاثنين، إنها تمكنت من تحديد طبيعة الاختراق الواسع الذي تعرضت له العديد من الوكالات الحكومية الأمريكية، مشيرة إلى أنه تسبب في حدوث ضرر بالغ لقرابة الـ50 مؤسسة.
وأشار كيفن مانديا الرئيس التنفيذي لشركة "فاير آي" المتخصصة في الأمن السيبراني أنه اكتشف علامات ضارة في شبكات 1800 منظمة، سببت معاناة وأضرار لـ 50 شبكة منها، موضحا أن ذلك أثار حالة من علامات الاستفهام والحرص في نفس الوقت لمعرفة الأسباب والمتورطين في ذلك، خاصة وأن أبرز المؤسسات التي تعرضت لهذا الاختراق السيبراني هما : وزارتي "الأمن الداخلي والدفاع".
اتهام صريح
من جانبه اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو روسيا بشكل صريح، وأكد أنها هي المسؤولة عن الهجوم الإليكتروني الذي تعرضت له مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية، ووجه رؤساء لجان المخابرات في مجلسي الشيوخ والنواب نفس الاتهامات لنفس الجهة وهي روسيا.
اقرأ أيضا : روسيا تبطل 5 آلاف لغم بقرة باغ (فيديو)
وعلى الرغم من اتهام مايك بومبيو لروسيا بالتورط في عملية التجسس الإليكتروني الذي تعرضت له الولايات المتحدة، لكن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب كان له رؤية مختلفة، فقد أكد أنه من المستبعد أن تكون روسيا هي من خططت لتنفيذ هذا الاختراق، منوها أن الصين بالتأكيد هي من سعت ونفذت للإضرار بمؤسسات البلاد.
تنسيق أمريكي روسي
من جانبه اختلف الرئيس التنفيذي لشركة "فاير آي" للأمن السيراني مع رؤية مايك بومبيو، واعتبر أن روسيا وإن كانت حقا متورطة في عملية الاختراق التي تعرضت لها المؤسسات الأمريكية، فبالتأكيد سيكون بعلم من مسؤولين أمريكيين، تحديدا من هم على دراية بعمل وكالات الاستخبارات الروسية الخارجية "أس في آر" وفقا لما ورد على قناة "سي بي أس نيوز" الأمريكية.
وأوضح مانديا أن ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية من اختراق، هو عبارة عن لعبة تمارس منذ التسعينات، لكنها لم تنتهي لأنها مستمرة حتى الآن فيما وصفه بـ "الفضاء الإليكتروني".
هجوم في تكساس
وأضاف كيفن مانديا أن هناك هجوم تعرضت له شركة "سولار ويندز أوريون" في ولاية تكساس، موضحا أنه تم الاعتماد على أجهزة كمبيوتر متخصصة، وعرف أن الهجوم كان مخطط لتنفيذه جيدا منذ فترة طويلة.
وبحسب التفاصيل التي قدمها رئيس التنفيذي لشركة "فاير آي" للأمن السيبراني التي تعرضت لأكبر عملية اختراق إليكتروني، فإن الهجوم بدأ بعملية تجريبية في أكتوبر 2019، حينما تم تعديل التعليمات البرمجية غير الضارة، منوها أن منفذي الهجوم وضعوا شفرة خبيثة في سلسلة التوريد خلال شهر مارس الماضي، وكان هذا هو الباب الذي تسبب في حدوث أضرار بالغة لمختلف المؤسسات.
اقرأ أيضا : عاجل | الخارجية الأمريكية تستعد لغلق قنصلياتها في روسيا
روسيا تنفي وأمريكا تواجه
وعلى الرغم من تأكيد روسيا بأنها ليس لها أي يد في الأمر ولم تحاول التدخل بأي شكل من الأشكال في الاختراق الاستخباراتي الذي تعرضت له الولايات المتحدة، إلا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أكد مشاركتهم في هذا النشاط، وقال عنها أنها "تحاول تقويض القوة الأمريكية"، واصفا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه خطر حقيقي على أمريكا ومختلف دول العالم.
من جانبه أيد رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ ماركو روبيو، رؤية وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وأوضح أنه بالتأكيد نفذت المخابرات الروسية أخطر اختراق إلكتروني في التاريخ الأمريكي، مشددا على أن الرد على هذا الاختراق لابد أن يكون عنيفا.
أما الديمقراطي آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب اعتبر أن هناك شك كبير في روسيا في أنها هي من نفذت ورتبت لهذا الاختراق، منوها أن ما حدث يمس في المقام الأول الأمن القومي الأمريكي مما يستلزم سرعة الرد.
اقرأ أيضا : بومبيو يتهم روسيا بخرق الأمن السيبراني الأمريكي ومؤسسات نووية
موقف بايدن
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لم يتسلم السلطة رسميا حتى الآن، لكنه تعهد بأن يجعل الأمن السيبراني أولوية قصوى، مؤكدا أنه لن يتهاون مع آي جهة أيا كانت في ال ثبت تورطها فيما حدث من اختراق إليكتروني لمؤسسات أمريكا للمساس بأمنها القومي، موضحا أن ذلك سيكون من خلال التنسيق مع حلفاء أمريكا في المنطقة.