”رئيس مش فاهم”.. كيف كشفت ”خطبة أردوغان العصماء” لإيران هوس ووهم الخليفة؟

أزمة غير متوقعة اندلعت بين تركيا وإيران، والسبب بيت شعر عن نهر آراس النابع من تركيا، والذي يمر عبر أرمينيا وأذربيجان، مما يطرح تساؤلات عما إذا كانت ملامح العلاقة تغيرت في ظل التغيرات التي تحدث على الساحة الدولية.
بيت شعر من باكو
حرص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على توجيه بيت شعر من قلب العاصمة الأذربيجانية باكو، كان محوره الرئيسي "نهر آراس" النابع من تركيا ويمر عبر أرمينيا وأذربيجان وإيران، وأثار ذلك حفيظتها، واعتبرت أن أردوغان يريد التدخل في الشأن الداخلي الإيراني.
اقرأ أيضا : البرلمان التركي يدين إيران بعد الهجوم على أردوغان
وكان لاتهام إيران أردوغان ببذل جهود للتدخل في شؤونها الداخلية رد فعل لدى الخارجية التركية، التي اعتبرت هذا الاتهام إهانة للرئيس التركي، ويتوجب الاعتذار عنها سريعا، معربة عن تعجبها الشديد كونها لم تثر مثل هذا الهجوم على دول فرضت عليها حصارا اقتصاديا قويا مثل أمريكا وغيرها.
اعتذار تركي
وعلى الرغم من أن اتهامات إيران ضد أردوغان أثارت حفيظة الخارجية التركية، لكنها هي من سارعت بالاعتذار لإيران، وأكدت أن الرئيس رجب طيب أردوغان حينما وجه بيت الشعر ذلك لم يكن يعي مدى حساسيته أو أنه قد يؤثر في العلاقات الثنائية بين إيران وتركيا.
مسار جديد للعلاقات
وللإجابة عن علامات الاستفهام التي أثارتها تركيا باعتذارها لإيران رغم رفضها للاتهامات السابقة التي وجهتها ضد رجب طيب أردوغان، قال دكتور إياد المجالي، الباحث المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة مؤتة بالأردن ومدير المركز الديمقراطي العربي إن الأزمة الأخيرة التي حدثت بين تركيا وإيران بسبب بيت الشعر الذي وجهه الرئيس التركي شكلت مسارًا آخر لطبيعة العلاقات بين البلدين، موضحا أن ذلك يحدث في ظل العديد من الأجواء السياسية على الساحة والتطورات التي تشهدها المنطقة.
اقرأ أيضا : تركيا تعتذر لإيران عن تصريحات أردوغان بشأن أذربيجان
وأشار المجالي في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن ما حدث يشكل أهمية أكثر من أي وقت مضى، كونه يتم بالتزامن مع التغير الذي من المقرر أن تشهده الإدارة الأمريكية حيث اقتراب الحزب الديمقراطي من الحكم.
التحول الأمريكي
وأضاف المجالي أن التحالفات والتكتلات السياسية في المنطقة تأثرت بسبب شيئين أولا التحول الأمريكي المرتقب، والأخر انتصار أذربيجان على أرمينيا في الصراع الذي شهدته قرة باغ التي تمس المصالح التركية والإيرانية على حد سواء.
واعتبر الدكتور إياد المجالي أن العلاقات التركية الإيرانية تتميز بالتناقض والتقاطع من ناحية، والانسحاب والتوافق من ناحية أخرى، موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان ومهما كان حرصه على تعزيز علاقاته الثنائية مع إيران أو أي بلد أخرى في المنطقة، فهو فقط يريد ترسيخ صورة محددة وهي أنه صاحب سياسات ناعمة وفاعلة ومؤثرة، لكنه هذه المرة خانه التوفيق والدليل بيت الشعر الذي ألقاه من باكو في أذربيجان.
خطبة فاشلة
وأكد المجالي أن خطبة أردوغان العصماء التي وجهها خلال تواجده في احتفالية النصر بأذربيجان كانت سببا في نشوب أزمة سياسية ودبلوماسية مع إيران، مما يؤكد أن أردوغان أحد أبرز السياسيين في العالم الذي تبرز أخطائهم، وأن التناقض هو ما يميز سياستهم في القضايا الداخلية والخارجية.
اقرأ أيضا: سياسي لبناني يكشف لـ”الطريق” : مصر أمل البلاد للنجاة من شباك تركيا
واختتم أستاذ العلاقات الدولية بأن خطاب رجب طيب أردوغان كشف مخططاته الاستعمارية لفرض سيطرته على مختلف دول المنطقة، مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا كبيرا، خاصة أنه لا يزال يعمل على إعادة مشروع الخلافة ودعم مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يتلخص في تقسيم المنطقة على أساس عرقي وديني ومذهبي.