عرب وعالم عرب وعالم

بايدن في البيت الأبيض.. بداية المواجهة الحاسمة بين الديمقراطيين وروسيا (خاص)

الإثنين، 9 نوفمبر 2020 03:08 مـ بتوقيت القاهرة

لا تزال إيدولوجية جو بايدن وسياسته الخارجية محورا رئيسيا مُحاط بالعديد من التساؤلات، وتعد موسكو واحدة من أهم الركائز التي تحتاج للكشف عن طبيعة العلاقات التي ستجمعها مع واشنطن خلال الحقبة الديمقراطية المقبلة.

بوتين يلتزم الصمت

التزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الصمت حول التعقيب على نتائج الانتخابات الأمريكية، فلم يحاول توجيه التهنئة لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن كونه تمكن من الفوز على منافسه الجمهوري دونالد ترامب، وحتى أنه لم يوضح ما إذا كان الخبر كان بمثابة المفاجأة.

ورفض بايدن أن يكشف عن توقعاته عن طبيعة العلاقات الثنائية بين روسيا وأمريكا، خلال المرحلة المقبلة في ظل حكم بايدن الذي يعد واحدا من أهم رموز الحزب الديمقراطي وكان نائبا للرئيس باراك أوباما.

الكرملين يرد

حاول الكرملين أن يبرر موقف بوتين، مؤكدا أنه سيعقب على النتيجة، ويوجه التهاني الرسمية للفائز سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، لكنه ينتظر صدور نتيجة للانتخابات الأمريكية بصورة رسمية.

أزمات سابقة

وتهيمن التخوفات على طبيعة العلاقات الثنائية بين روسيا وأمريكا، نظرا للتصريحات التي سبق أن أدلى بها جوزيف بايدن في سبتمبر الماضي، حيث أكد أن موسكو تشكل خطورة على الأمن القومي الأمريكي، مشيرا إلى أنها تحاول دائما خرق الجهات الاستخباراتية الأمريكية للكشف عن أسرارها.

ورد الكرملين على هذه الاتهامات، مؤكدا أن بايدن لا يفعل شيئا سوى ترويج مزاعم وشائعات لا أساس لها من الصحة، منوها أن بايدن يلوح بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وبذلت جهودا لكي يتمكن دونالد ترامب من الفوز أمام هيلاري كلينتون، مؤكدا أن مثل هذه التصريحات سوف تثير الكراهية والخوف من روسيا، متهما بايدن بأنه يحاول الإضرار بتحالفات روسيا في المنطقة.

مفاجأة غير متوقعة

الدكتورة سارة كيرة المحللة السياسية والمتخصصة في العلاقات الدولية قالت: إنه "قبل التفكير في طبيعة العلاقات التي ستربط بين أمريكا وروسيا أو أيا من الدول الأخرى في المنطقة خلال المرحلة المقبلة، لابد من التأكيد أولا بأن فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن كان بمثابة المفاجأة غير المتوقعة"، مشيرة إلى أن جميع القراءات والتوقعات كانت ترجح فوز دونالد ترامب.

وأشارت كيرة في تصريحات لـ "الطريق" إلى أن الأمر لا يتعلق بجو بايدن بعينه، فالحزب الديقراطي بالكامل يكن عداوة قوية تجاه روسيا، فالديمقراطيون يرفضون أن يكون لروسيا ثقل في المنطقة أقوى منها أو أن تكون قطب يلفت النظر لها ومؤثر أكثر من أمريكا، موضحة أن هذه القناعات الأمريكية الديمقراطية معروفة منذ حقبة الحرب الباردة، مؤكدة أن هذه الخلافات والأزمات ستشتعل أكثر من أي وقت مضى الآن خاصة بعد فوز جو بايدن، فهو يمثل حزب ظل يروج مزاعم طيلة 4 سنوات بأن روسيا تدخلت في انتخابات 2016 لكي ينل ترامب الفوز.

المواجهة الحاسمة

وأضافت الباحثة السياسية، أنه بعد فوز جو بايدن ستبدأ المواجهة الحاسمة بين الديمقراطيين وروسيا وتصفية الحسابات على كافة الأصعدة، موضحة أن الديمقراطيون سيركزون أكثر الآن على ضرورة عدم تدخل روسيا في أيا من شؤون دول أوروبا، متوقعة أن جو بايدن سيحاول تحريض دول أوروبا ضد روسيا لضرب مصالحها، مما سيؤدي لتأجيج أزمة القرم وأوكرانيا وغيرها من العديد من الأزمات الأخرى.

ملفات الصراع بين الديمقراطيين وروسيا

أكدت المحللة السياسية الدكتورة سارة كيرة، أن أكثر ملف سيزيد فيه حدة الصراع بين الديمقراطيين وروسيا هي سوريا، مشيرة إلى أن جو بايدن سوف يجدد تقديم المساعدات المالية للميليشيات المسلحة المتمركزة في الأراضي السورية، ومن الممكن جدا أن يوطد علاقاته مع تركيا من خلال تقديم تنازلات لها لجذبها من روسيا، منوهة أنه على الرغم من صعوبة تحديد إيدلوجية جو بايدن مع الملف التركي في الوقت الراهن، لكن إذا بالفعل نفذ تعهداته وفرض عقوبات مشددة على رجب طيب أردوغان، فسيكون ذلك أمر جيد وسيصب في مصلحة مصر.