الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 07:08 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السودان.. بوابة إسرائيل لترسيخ تجارة السلاح في إفريقيا (خاص)

السودان وإسرائيل
السودان وإسرائيل

أعربت إسرائيل عن سعادتها باتمام خطوة التطبيع مع السودان، واعتبرت أن ما حدث يمثل نقطة محورية بالنسبة لها، ما يطرح تساؤلات حول الأهمية التي يشكلها السودان حتى يحرص الكيان الإسرائيلي لتعزيز العلاقات الثنائية معه.

خطوة التطبيع

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن موافقة كلا من "السودان وإسرائيل" على تطبيع العلاقات الثنائية بينهما، وأجريت بالفعل عدة اتصالات هاتفية بين رموز قادة البلاد الثلاث لتحديد أشكال التعاون خلال المرحلة المقبلة.

وتم الاتفاق بين كل من: "السودان وإسرائيل والولايات المتحدة" على بدء علاقات اقتصادية وتجارية، ومن المقرر أن تجرى عدة لقاءات خلال الأسابيع المقبلة بشأن التفاوض على الزراعة والطيران والهجرة.

اقرأ أيضا: نتنياهو : لاءات الجامعة العربية فى الخرطوم عام 1967 أصبحت نعم لإسرائيل

فرحة إسرائيلية

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن فرحته بخطوة التطبيع مع السودان، مؤكدًا أن ذلك يشكل نقطة محورية بالنسبة لإسرائيل، خاصة وأن ذلك سيساعد على تعزيز أشكال التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والزراعة وغيرها، منوها أن سماء السودان بات مفتوحا الآن أمام الكيان الإسرائيلي مما سيساعد على تسيير رحلات جوية مباشرة واقصر بين إسرائيل وأقريقيا وأمريكا الجنوبية.

الدبلوماسية الصهيوأمريكية

أكد الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي ورئيس موقع الترجمة الإلكترونية بقناة النيل الدولية منير محمود، أن نجاح إسرائيل في إتمام خطوة التطبيع مع أي دولة عربية في المنطقة يشكل انتصار للدبلوماسية الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء، مشيرا إلى أن كلا من أمريكا وإسرائيل يريدان ترسيخ مبدأ وسياسة الأمر الواقع.

اقرأ أيضا: عاجل | بعد التطبيع مع السودان.. المتحدث باسم حكومة إسرائيل: دول عديدة ستتخذ نفس الخطوة قريبا

وأضاف محمود في تصريحات لـ "الطريق"، أن إسرائيل كلما تمكنت من الدخول لمكان أو بلد بعينها في قارة إفريقيا فهي بهذا الشكل تكون قد كسبت أرضا جديدة، موضحا أن خطوة التطبيع مع السودان سوف تمكن إسرائيل من إتمام العديد من المشروعات الاستثمارية التي تساعدها تدريجيا على أن يكون لها دورا محوريا في المنطقة، وهذه المشروعات ذات علاقة بالسدود والمياه على سبيل المثال، وهو نفس ما قامت به مع عدة دول في إفريقيا مثل: "إثيوبيا وكينيا وأوغندا".

السوق الإفريقي

أشار منير محمود إلى القارة السمراء تعد سوق اقتصادي ذات قيمة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، فمن خلالها ستكون قادرة على بيع السلاح بنسبة كبيرة جدا، موضحا أن من أبرز هذه الأسلحة: "الطيارات بدون طيار والبنادق" وغيرها من الأسلحة التي كانت بالفعل تبيعها في فترت الحروب الأهلية في رواندا ونيروبي، مؤكدا أن هذا الأسلوب الإسرائيلي كان سببا رئيسيا في أن تزيد حدة الصراعات في هذه البلاد.

وتوقع  الباحث أن تتجه جنوب السودان بشكل تدريجي للتطبيع أيضا مع إسرائيل وحينها سيكون للكيان الإسرائيلي ثقل وصدى قوي جدا إقليميا، مما يؤكد أنه مهما كانت حاجة السودان للتطبيع من أجل رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فإسرائيل ترغب في إتمام الخطوة أكثر منها.


موقف الكونجرس

أكد المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أنه من الصعب أن يرفض الكونجرس قرار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، منوها أن أمريكا دولة مؤسسات والأمر يتعلق بالسياسة الأمريكية التي تكمل اللوبي اليهودي للوصول إلى الأهداف والمطامع التي تطمح لها، حيث السيطرة الاقتصادية والإجتماعية والثقافية على المنطقة.

اقرأ أيضا: ”تجاوز دستوري”.. الإجماع الوطني السوداني يرفض قرار التطبيع مع إسرائيل

بُعد نظر الرئيس السادات

علق الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، على رد فلسطين ورفضها للاتفاقية، مشيرًا إلى أن رموز السلطة الفلسطينية يكررون نفس التصريحات التي أدلو بها بعد الاتفاقيات التي أبرمتها البحرين والإمارات مع إسرائيل، موضحا أن فلسطين كان من الممكن أن تنل حقها وتحقق حلم الدولة الفلسطينية لو كان تمت الإصغاء للرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال اتفاقية كامب ديفيد، موضحا أن عدم الإلتفات لما قاله السادات أعطى الفرصة للعديد من الرموز الفاسدة مثل "حماس وقطر" للاتجار بالقضية الفلسطينية وترديد شعارات رنانة دون أي خطوة إيجابية على أرض الواقع.