إصابة ترامب بكورونا تربك الانتخابات الأمريكية… بايدن يتأهب للهجوم والتأجيل ممنوع

أربكت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته بفيروس كورونا المستجد المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية التي ينافس فيها جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي، وبعد يومين فقط من المناظرة بينهما، التي جاءت ساخنة وشهدت "تلاسنًا" قويًا بينهما.

وألغى ترامب مهرجانا انتخابيا في فلوريدا من برنامجه، الجمعة، كان من المقرر إقامته ضمن حملته الانتخابية في مطار سانفورد في فلوريدا مساء الجمعة، إلا أن جدوله المحدث يقتصر على مكالمة هاتفية خلال منتصف النهار حول دعم المسنين في مواجهة كوفيد 19، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وعلى الرغم من أن البيت الأبيض أكد أن الرئيس الأمريكي سيواصل أداء مهامه خلال الحجر الصحي من مكتبه، إلا أن إصابته ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية وأثارت العديد من التساؤلات حول مستقبلها والسيناريوهات المتوقعة لها.

مسؤول سابق: خصوم أمريكا سيستغلون الإصابة لأغراض انتخابية

مسؤول سابق في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، يدعى مايلز تايلور قال وفقا لما نشرته شبكة "CNN": "أكبر مصدر قلق للأمن القومي هو أنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن نصل إلى موقف قد يُهمش فيه الرئيس بسبب هذا المرض، ولكن إذا حدث ذلك قد نواجه معضلة دستورية".

اقرأ أيضًا: عاجل/ إصابة ترامب وزوجته بكورونا

وأضاف أن نائب الرئيس مايك بنس يستعد الآن على الأرجح لاحتمال تولي المنصب إذا جرى تهميش ترامب، متابعا: "هذا له تداعيات هائلة في جميع أنحاء حكومتنا الفيدرالية، وأعتقد أن هذا هو الشاغل الأكبر".

تايلور أكد ان هناك أيضًا "قلق ثانوي" من أن الأمر قد يضعف الولايات المتحدة أمام التدخل الأجنبي أو الهجمات، متابعا: "يمكن لخصومنا الذين يحاولون زرع الفتنة في ديمقراطيتنا الاستفادة من ذلك، لأغراض انتخابية، لنشر المعلومات المضللة والقلق، ولتقويض ثقة الشعب الأمريكي في هذه الدورة الانتخابية".

إيهاب عباس: الديمقراطيون يهاجمون ترامب

الكاتب والباحث السياسي إيهاب عباس، قال إن ترامب سيتعرض للعديد من الانتقادات اللاذعة من عن الديمقراطيين، لافتًا إلى أن تعامل ترامب مع ملف كورونا وحضوره لمناسبات وتجمعات دون كمامة أحيانًا، سيكون محورا لهجوم محتمل من الديمقراطييين عليه، بحسب تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية".

وأشار إلى أنه قد يكون هناك تعاطف مع ترامب، قبل المناظرة الثانية مع بايدن، إلا أن الديمقراطيين قد يستغلون إصابة ترامب بكورونا كمادة دسمة لشنّ هجوم عليه وطريقة تعامله مع وباء كورونا، على اعتبار أنه غير مؤهل لقيادة البلاد لولاية ثانية.

وأضاف أن رد الجمهوريين سيكون إطلاق حملات تعاطف مع ترامب، لافتا إلى أن المعسكر الديمقراطي سيكون قلقا على صحة بايدن الذي كان على مقربة منه خلال المناظرة.

وتوقع أن يزيد ترامب من تغريداته مذكرا الناخبين الأمريكيين بإنجازاته لكسب الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد فيما يتعلق بالتصويت للمرشح الرئاسي، في الوقت الذي ستزيد فيه حملة بايدن من تسليط الضوء على المواقف التي يرى الديمقراطيون أن ترامب فشل فيها، مع التشديد على رسالة مفادها أن أداء الرئيس أثّر على صحة الأمريكيين.

حافظ ميرازي: موت ترامب أو عجزه أو تأجيل الانتخابات يعني خلو المنصب

من جانبه، قال الكاتب والمحلل حافظ الميرازي، إنه في حالة عجز أو موت الرئيس الأمريكي، يتولى نائبه مايك بنس محله حتى نهاية فترتهما الرئاسية في يناير المقبل، وهو ما حدث حين اُغتيل كينيدي في الستينيات وخلفه نائبه جونسون، وحين استقال نيكسون في السبعينيات وخلفه نائبه فورد.

وتابع أنه في حالة تعافيه، ولكن بحلول المناظرة الثانية بعد أسبوعين، قرب فترة العزل، يمكن إلغاء المناظرة، مؤكدًا أن أحدًا لن يندم عليها بعد تدني لغة الحوار في المناظرة الأولى، أو تتم بالفيديو عن بعد، تماشيا مع أجواء الوباء.

وأشار إلى أن ترامب، باعتباره تاجرا او مقاولا ذكيا، يمكن أن يستخدم الموقف لصالحه ويطالب تأجيل انتخابات الرئاسة بدلًا من الاعتماد على التصويت بالبريد، وإعطاء الناخبين فرصة للتصويت بأنفسهم "وبشكل مضمون وآمن" دون ازدحام خوفا من انتشار العدوى، كما طالب من قبل ورفض الحزبان اقتراحه، حينها.

اقرأ أيضًا: الرئيس السيسي: أتمنى الشفاء العاجل لترامب وزوجته

وأكد انه لم يسبق تأجيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وإن كان موعدها تحرك من يناير في أول انتخابات لجورج واشنطن إلى ديسمبر، ثم استقرت منذ أكثر من قرن ونصف، بتعديل دستوري ليوم الثلاثاء الأول من نوفمبر كل 4 سنوات، ولم تتأجل بسبب الحرب الأهلية أو الإنفلونزا الإسبانية ولا الكساد الكبير أو 11 سبتمبر، إلا أنه يمكن لبعض الولايات أن تؤجل موعد الانتخابات لديها، لكنها ملزمة بأن تقدم نتائج أصواتها "الكلية" بموعد أقصاه رابع أربعاء من شهر ديسمبر، أي 23 ديسمبر.

ولفت إلى أنه لو صوت الكونجرس بأغلبية مجلسيه، كحقه الدستوري، أن يؤجل موعد انتخابات الرئاسة، فإنه وفق التعديل العشرين من الدستور الأمريكي، تنتهي مدة الرئاسة للرئيس ونائبه، بغض النظر عن أي سبب، عند إكمال 4 سنوات، وبالتحديد ظهر يوم 20 يناير التالي على السنة الانتخابية، أي أن فترة ترامب الرئاسية تنتهي فورًا.

وأردف أنه في حالة انتهاء فترة السنوات الأربعة للرئيس ونائبه قبل تحديد الفائز بالانتخابات أو حتى لو تأجلت، يتولى رئيس مجلس النواب مهام السلطة التنفيذية بوصفه القائم بأعمال الرئيس، وستكون في هذه الحالة النائبة الديمقراطية نانسي بيلوسي.