تاريخ أسود.. أردوغان يدعم إسرائيل ويهاجم الإمارات لتضامنها مع فلسطين

ظن الرئيس التركي أنه بات في يده عصا موسى التي سيتلاعب بها للإساءة إلى العرب، حيث أمسك باتفاق الإمارات مع إسرائيل وتغنى بالوطنية، متسائلا عن الولاء للقضية الفلسطينية، وبدأ في اتخاذ خطوات يوحي بها بأنه البطل المنتظر دون النظر إلى تاريخه وتطبيعه مع الكيان الإسرائيلي.
تنديد تركي
بداية، نددت تركيا بالاتفاق الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل، معتبرة أنه يعد خيانة للقضية الفلسطينية، ووصف الرئيس التركي الصفقة الثنائية بـ"السلوك المنافق"، الذي لن يغفره التاريخ للإمارات.
اقرأ أيضا: مصر في المقدمة.. تضامن عربي وتأييد دولي لاتفاق الإمارات التاريخي بحق فلسطين
وأعلن أردوغان أنه يفكر في غلق السفارة التركية في أبو ظبي وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب اتفاقها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
يتظاهر بالبطولة ولكن
حاول أردوغان بالتظاهر بالبطولة، وأنه مع القضية الفلسطينية ضد انتهاكات إسرائيل بكل أشكالها، لكن في حقيقة الأمر لم تتأثر العلاقات التركية الإسرائيلية التي بدأت منذ 1949، بتولي حكومة العدالة والتنمية الإخوانية مقاليد الحكم عام 2002، ليعمل الحزب على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل.
تعاون عسكري
وحرصت تركيا على تعزيز التعاون العسكري مع الاحتلال، خاصة أنها الدولة الثانية بعد أمريكا وتضم أكبر مصانع أسلحة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وزاد هذا التعاون منذ الاحتلال التركي لشمال جزيرة قبرص عام 1978، والذي أدى إلى فرض عقوبات أمريكية أوروبية على قطاعها العسكري واعتمدت أنقرة وقتها على الجانب الإسرائيلي في تحديث الجيش التركي.
اقرأ أيضا: سلطنة عمان تعلق على مبادرة الإمارات حول فلسطين
ومن الفضائح التي كشفتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن أردوغان تواصل أكثر من مرة مع وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس وكان يصفه بـ "الصديق العدو" الصديق العدو، وتمنى له مرارا أن يتمكن من فرض سيطرته على المنطقة العربية على أجنحة تنظيمات الإسلام السياسي.
تبادل تجاري
التطبيع التركي الإسرائيلي لم يقف عند العلاقات السياسية، بل وصل إلى التعاون التجاري بين الطرفين، حيث قامت شركات الطيران التركية بتسيير رحلات من وإلى إسرائيل، إضافة إلى تبادل البضائع عبر حيفا، وهو ما زاد بشكل ملحوظ حتى قبل عودة العلاقات بعد أزمة السفينة مرمرة.
وتعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين عام 2016 أكثر من 4.2 مليار دولار لترتفع بنسبة 14% في 2017.
تأييد تركيا لقرارات إسرائيل
ودائما ما تغنى الديكتاتور العثماني بأنه مع القضية الفلسطينية، وضد الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب العربي جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي، لكنه لم يتردد في إعلان تأييده بأن القدس عاصمة لإسرائيل مثلما تقرر في صفقة القرن، بل التزم "الصمت"، لينتفض اليوم ضد الإمارات التي لم تجري هذا الاتفاق إلا بعد التأكد من مخطط الضم ضد حقوق الشعب الفلسطيني المنكوب.
اقرأ أيضا: بعد الإمارات.. هل توقع دول عربية أخرى اتفاقية سلام مع إسرائيل؟
هجوم التواصل الاجتماعي ضد أردوغان
لم يسلم أردوغان من تصريحاته ضد الإمارات، بل قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي من جنسيات متعددة بشن هجوم حاد على العثماني وكشف فضائحه السابقة مع إسرائيل حتى يتوقف عن التظاهر بالبطولة والعروبة.
وقال المغردون: إن "تركيا كانت من أوائل الدول التي تعترف بإسرائيل أواخر أربعينيات القرن الماضي، كما واصلت أنقرة تحت قيادته تعزيز علاقتها مع تل أبيب على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية".
في حين سخر منذر آل الشيخ مبارك من حديث الرئيس التركي بقوله: "ليست نكتة!!.. أردوغان يقول إنه يبحث سحب سفير تركيا من الإمارات ردًا على العلاقة مع إسرائيل.. أعذروه فليس هناك سفير لتركيا في إسرائيل وليس لها بعثة دبلوماسية في القدس.. إن لم تستح فاصنع ما شئت".
بينما أفاد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: إنه "من المهم أن تفهم الدول العربية التي يحتمل أن تحذو حذو الإمارات أن وقف الضم قد عولج في الاتفاق مع أبوظبي، وأن عليهم إذا أقدموا على معاهدة سلام مماثلة أن يكون المقابل مختلفاً لصالح الفلسطينين ويحقق لهم مكاسب مضافة".