الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 12:22 مـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مدبولي يهنئ القوات المسلحة بـ ”تحرير سيناء”: كل التقدير لجهودكم في حماية الوطن «غزة».. الدفاع المدني يتهم الاحتلال بالكذب المتعمد وتضليل الحقائق وزير الداخلية مهنئا الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء: تبقى العزائم صلبة ”إسرائيل الكبرى”.. مخطط تهويد واحتلال بدعم أمريكي وصمت دولي (فيديو) تهجير قسري.. ”فتح” تحذر من إعادة تشكيل الضفة الغربية (فيديو) ”وحدة وطنية على أرض الكويت”.. عيد القيامة يوحد القلوب برسائل رئاسية ومشاركة رسمية وجماهيرية ”حماة وطن” واتحاد المصريين بالخارج يقدمان التهنئة بعيد القيامة اليوم.. ”الحدث اليوم” تنقل افتتاح أمانة ”أبناء مصر” بالإسكندرية.. وكلمة مهمة لرئيس الحزب الأرصاد: طقس حار نهارًا ومعتدل ليلًا.. ورياح مثيرة للرمال ببعض المناطق عضو الديمقراطي الأمريكي: نتنياهو بدأ في مخطط التهويد الكامل للضفة واحتلال غزة بمساعدة ترامب ”فتح”: إسرائيل تعيد هندسة الضفة الغربية بطريقة جغرافية وديموغرافية جديدة ترامب: العملات المشفرة بحاجة إلى تنظيم

الناجون من ”برمودا العجمي”.. حكايات بعيون رأت الموت في ”دوامات” شاطئ النخيل

شاطئ النخيل
شاطئ النخيل

سنوات طويلة تمر ولا شيء يتغير هناك في الشاطئ المحفوف برائحة الموت، ذلك الشاطئ الذي أصبح اسمه المتداول شاطئ الموت، أو شاطئ "برمودا"، نسبةً إلى مثلث برمودا الشهير بابتلاع الطائرات وعدم عودة من يدخله، حيث تحول شاطئ النخيل في منطقة العجمي إلى وسيلة سريعة للموت، واختلفت التفسيرات حول سبب كونه واحد من أكثر الشواطئ الذي تحدث به حوادث غرق، والتي كان آخرها غرق 11 شخصًا الأسبوع الماضي تسللوا إليه رغم قرار إغلاق الشواطئ.

وعلى النقيض من مثلث برمودا الذي التصق اسمه به، فشاطئ النخيل نجا من الغرق به البعض واستطاعوا العودة من بين أنياب الموت وبراثنه، وعادوا محملين بذكرى مؤلمة وصعبة رأوا خلالها الموت وعايشوه وكادوا أن يستسلموا له، عادوا حاملين معهم شهادات عن السر الكبير الذي يجعل مياه ذلك الشاطئ خطيرة، وجاذبة للضحايا وعاشقة لابتلاع الموتى الغارقين بها، حتى وإن كانوا سباحين ماهرين.

صافي: قوة غامضة سحبتني أنا وبابا لجوة الميه.. وكل ما نحاول نتحرك لبرة نلاقي نفسنا واقفين مكاننا

أولى الحكايات ترويها لـ"الطريق" صافي صلاح، والتي تجيد السباحة جيدًا هي ووالدها، وعلى الرغم من ذلك تعرضا لتجربة غرق في الشاطئ كادا أن يفقدا حياتهما فيها، حيث تقول: "كنت في الجامعة لما نزلت مع بابا نعوم في شاطئ النخيل، وإحنا بنعوم كويس جدا، وقررنا ندخل جوه شوية لأن الموج كان عالي عند الشط وفعلا دخلنا وتمام جدا وفضلنا نتكلم ونستمتع بالبحر".

المعاناة بدأت مع رحلة العودة التي بدت طبيعية مثل رحلة السباحة والاستمتاع بالمياه، إلا أنها طالت كثيرًا، وكلما عامت مع والدها للخارج وجدا نفسيهما في نفس المكان بعيدًا عن الشاطئ وكأنهما يتحركان في مكانهما أو تجذبهما قوة سحرية إلى الداخل مرة أخرى "إحنا مابنوصلش ونعوم كتير وبرضو مابنوصلش لمدة نص ساعة تقريبًا، وبدأ الشط كله يقف يتفرج علي آلاتنين إللي بيغرقوا دول".

اقرأ أيضُا: مجلس النواب يفتح ملف غرق عشرات المواطنين في شاطئ النخيل اليوم

مع المجهود الكبير الذي بذلاه للخروج من المياه دون جدوى بدأ إحساس الموت يسيطر على الفتاة، ونطقت الشهادتين واستسلمت للغرق والموت "إحنا بنموت خلاص" إلا أن قوة الأب غلبت قوة الموت، حين أمسك بيدها وأخبرها أن تستريح قليلًا وتستند عليه "وفعلا بدأت أهدى، وبدأ يقولي قوة السحب أكبر مننا عندنا حلين نستسلم ونموت أو نعوم ونوصل وأنا هقدر أطلع بس لو كان اختيارك تستلمي مش هسيبك أبدا".

الاختيار الذي وضعه الأب أمام ابنته أجبرها على المقاومة، وأعطاها طاقة كبيرة للنجاة من الموت "إخترت إننا نعوم عشان كنت هغرق وهو كمان بسبب اختياري هيغرق معايا" وبفضل مهارة الأب في السباحة وقوة غير طبيعية لم تعرف الفتاة من أين حصلت عليها، وبطريقة معينة في السباحة على الظهر والدفع في الإتجاه المعاكس، استطاعا الخروج من الدوامة المسحورة التي كانت تجذبهما للداخل ووصلا للشاطئ بعد معاناة كبيرة اختبرا فيها الموت.

نورهان: المية كانت لحد ركبتي وفجأة لقيتني مسحوبة لجوة.. وسوزي: لقيت نفسي جوة بير

تجربة نورهان عاطف مع الغرق في شاطئ النخيل كانت في عام 2014 مع شقيقها، حيث بدا كل شيء طبيعيا كالعادة "كنا قريبين من الشاطئ خالص و الميه كانت يادوب واصلة لركبنا"، إلا أن تلك القوة السحرية المجهولة بدأت تسحبها للداخل دون قدرة منها على المقاومة، وعدم قدرتها على الخروج من المياه، وكلما حاولت السير في إتجاه الشاطئ تجد نفسها تتحرك في الإتجاه المعاكس.

تواصل "نورهان" حديثها لـ"الطريق" قائلةً إن "نداهة" الشاطئ جذبت شقيقها كذلك، الذي حاول أن ينقذها، إلا أن المياه سحبته كذلك للداخل ليحاولا الاستنجاد بالصراخ والإشارة للموجودين خارج الشاطئ، وتختار الفتاة في لحظة أن تبعد أخيها نحو الشاطئ حتى يحصل أحدهما على الحياة ولا يغرقا معًا بعد أن فقدت الأمل في النجاة تمامًا، إلا أنه كما تعقدت الأمور فجأة وبدون سبب، وصل الحل فجأة وبدون سبب "معرفش حصل إيه، بس لقيتني عارفة أمشي وتحتي أرض وصلتنا للشاطئ تاني بأعجوبة و الحمد لله خرجت ومكنتش مصدقة و فضلت متنحة حوالي ساعة علي ما فوقت من الصدمة".

تجربة أخرى مرت بها سوزي المصري في عام 2009 حين نزلت إلى شاطئ النخيل، إلا أنه كالعادة فوجئت بالمياه والدوامات تسحبها للداخل "السحب أخدني فجأة ولقيت نفسي واقعة في بير.. شاطئ النخيل كله أبيار، دوامات بتسحب لجوة والواحد ميبقاش عارف هيعمل إيه".

لم تستطع في تلك اللحظات إلا أن تسمع أصوات صرخات كثيرة قادمة من الشاطئ تستغيث لإنقاذها من الغرق، بعد أن استسلمت للموت وأصبحت تدور في دوامات المياه ودوامات أخرى داخل عقلها، حتى تحرك أخيرًا أحد رواد الشاطئ بشجاعة منقطعة النظير حتى وصل إليها وظل يجاهد معها حتى أخرجها من البئر، وهل اللحظة التي تحرك فيها رجال الإنقاذ وأخرجوها من المياه باستخدام عوامة.