الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 02:36 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

تمنى الموت في سيناء.. كواليس معركة ما قبل الشهادة لـ”خالد دبابة” في مربع الدم

خالد مغربي
خالد مغربي

"دبابة"، هو اللقب الأشهر الذي انتشر بسرعة البرق عبر صفحات السوشيال ميديا؛ خلال الساعات الماضية؛ لكونه يصف أحد أبطال القوات المسلحة بالشخص القوي، الذي لا يخترق الرصاص جسده بسهولة؛ وهو لقب تم منحه مجازيًا من رفقاء النقيب خالد محمد كمال المغربي، والذي استشهد بكمين البرث في محافظة شمال سيناء.

 

من هو خالد دبابة؟

ولد خالد محمد كمال مغربي؛ في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، في الخامس من شهر ديسمبر لعام 1992.


وقدمَ خالد محمد كمال مغربي؛ في كليتين بآن واحد وهما الحربية والأكاديمية البحرية، عقب تخرجه من الثانوية العامة، إلا إنه فضل الاستمرار بأروقة المؤسسة العسكرية؛ وذلك في عام ألفين وإحدى عشر؛ وتخرج منها في الثاني و العشرون من شهر يونيو لعام ألفين وأربعة عشر.

وكانت الدفعة التي تخرج منها النقيب خالد مغربي؛ هي الدفعة 108 حربية كتيبة 83 صاعقة، والتي انتقل بعدها إلى قوة الدعم في محافظة شمال سيناء.

 

كواليس معركة مربع البرث

أما عن كواليس معركة مربع البرث؛ ففي السابع من شهر يوليو؛ لعام ألفين وسبعة شهدت منطقة البرث والمعروفة بمربع الموت، فقد شهدت أحداثا دموية وبربرية من الجماعات الإرهابية، والتي راح ضحيتها عدد من الرجال البواسل وعلى رأسهم النقيب خالد محمد مغربي؛ والذي تلقى اتصالًا يفيد بتعرض أحد الأكمنة في المنطقة المذكورة أعلاه، لهجوم إرهابي عنيف.

وبعد انتهاء الاتصال؛ صاح "خالد دبابة"؛ عقب صلاة الفجر مباشرة؛ في الجنود مرددًا حي على الصلاة حي على الشهادة مرتين أو ثلاثة، مرتديًا زيه المموه، وزرع مناطق بدلته بالأسلحة والمهات القتالية، استعدادًا لحصد رؤس الإرهابيين، أو نيل الشهادة، وقام بتجميع قوة الدعم في مشهد عظيم.

 

الجنة تطلبه.. لحظات ما قبل الاتصال الهاتفي

قبل أن ينطلق "دبابة" إلى نجدة زملائه بالمربع الدموي؛ كان البطل الشجاع قد حزمَ حقائب الرحيل عن أرض سيناء ورمالها الشاسعة؛ عقب أدائه لصلاة الفجر مباشرة وذلك إعمالًا بنشرة التنقلات التي وصلته عقب ترقيته لرتبة نقيب؛ حيث كان من المقرر أن يذهب إلى القاهرة ثم يتوجه مباشرة إلى عروس البحر الأحمر محافظة الإسكندرية، والإنضمام لقوات الصاعقة هناك.


وصل خالد مغربي، برفقة قوات الدعم ليفاجئ ، قبل وصوله للمربع بـ400 متر بإطلاق النار على قوة الدعم التي يقودها من قبل قناصة، بجانب قذاف "RBG" على المدرعة، ثم بدأ عقب ذلك في الاشتباك والتعامل معهم من داخل المدرعة.

 ولكن كل شئ مقدر ومخطط أن يستشهد ذاك البطل؛ حيث دفع الطاقم الإرهابي، بسيارة دفع رباعي يقودها انتحاري كانت تنتظر لحظة وصول قوات الدعم، وكانت تحمل متفجرات بجانب الطريق، حتى تصطدم بالمدرعة ثم تتسبب في انفجارها.

 

لماذا استشهد خالد دبابة في مربع البرث؟

كان مربع البرث الخطير؛ في جنوب رفح لمحافظة شمال سيناء يمثل معقلا  لتنظيم بيت المقدس الإرهابي، وممرًا أمنا، فبعد أن انقض أسود القوات المسلحة عليه، وغلقه بنقاط أمنية ارتكازية عن طريق كمائن ثابتة، باعتباره منطقة استراتيجية وهامة، وهي النقطة الصحراوية التي تشكل أهم محور لمرور الدعم اللوجستي القادم للإرهابيين من وسط سيناء باتجاه رفح والشيخ زويد.

بداية الأحداث

وترجع أحداث مسلسل هذا المربع؛ إلى العام ألفين وسبعة عشر؛ بعدما أعلنت قبيلة الترابين الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، والتي بدأت بمقتل الشيخ سالم لافي أحد قيادات القبيلة العتقاء؛ بعد نشوب معارك طاحنة بينهم ومحاولة فرض السيطرة على القرية التي تمثل معقلًا للقبيلة البدوية.

اقرأ أيضا: طريقة معرفة نتيجة البحث لطلاب الابتدائي والإعدادي عبر أدمودو

بعد أن فرضت القوات المسلحة سطوتها على هذه النقطة الهامة؛ بُددت أحلام وأوهام التكفيريين حيث مُنع تمامًا أي تحركات أو تواجد لهم في هذه المنطقة، لأن من خلاله كان يتم إمداد باقي عناصر التكفريين، بالطعام والشراب والسلاح.