الطريق
الخميس 24 أبريل 2025 04:08 صـ 26 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
التربية الرياضية بجامعة طنطا تستضيف ندوة حول ”تطوير قطاعات الناشئين في كرة القدم” شاهد| قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلى الاحتجاجات تحاصر نتنياهو لوقف العدوان على غزة زاهي حواس: العالم ينتظر بشغف افتتاح المتحف المصرى الكبير وأتمنى تكريم فاروق حسنى لأنه صاحب الفكرة البيت الأبيض بشأن غرامة الاتحاد الأوروبى على شركتي ميتا وأبل: لن نتسامح مع هذا الابتزاز الاقتصادي الجديد فيديو| قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم اتحاد اليد يقرر ترشيح خالد فتحى علي منصب النائب فى انتخابات الاتحاد العربى إعلام فلسطيني: إصابة 4 فلسطينيين برصاص مستوطنين في هجوم على قرية بالأغوار الشمالية بالضفة الغربية البيت الأبيض: الرئيس ترامب بدأ صبره ينفد إزاء السلام في أوكرانيا اتحاد العمال يهنئ الرئيس السيسي بذكري تحرير سيناء بعد سماع أقواله.. إخلاء سبيل مدير بيطري طنطا في واقعة قتل كلب هاسكى الشيخ محمد عبد العزيز.. رمز للتسامح والعمل المجتمعى بأسوان

اشترته سيدة وتبناه الرسول.. من هو زيد بن حارثة؟

زيد بن حارثه
زيد بن حارثه

دعاه النبي للإسلام؛ فلم يتردد بُرهًة واحدة؛ فلقد عاشر الرسول أعوامًا طويلة قبل بدء رحلة سيد المرسلين الشاقة في سبيل نشر الدعوة لعبادة الواحد القهار، إنه زيد بن حارثة وهو الابن بالتبني لمحمد والذي خير بين أبويه الأصليين وبين الصادق الأمين في قصة سيتم سردها بالسطور التالية؛ فأختار البقاء لينعم بالمجلس النبوي، ورؤية النور "المحمدي" لينعم بما هو مستحيلًا لأي بشري آخر.

زيد بن حارثة

هو الصحابي الجليل، زيد بن حارثة بن شرحبيل من قبيلة "بني قضاعة" قبل أن تتبدل أحواله ويصبح إبنًا بالتبني لسيد ولد آدم.

كيف وصل زيد إلى منزل سيد الخلق؟

أُسرَ "زيد" وهو في عمر الثامنة، ثمّ تم عرضه للبيع في سوق حباشة، وهو سوق قريب من مكّة، وكان العرب يتسوّقون منه في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها.

وأهدت السيدة الأولى للإسلام؛ زيدًا للنبي، فتبنّاه قبل الإسلام، ثمّ طاف به على حلق قريش يشهدهم بأنّه أصبح ابنه يرثه من بعده.

نُقل هذا الخبر لوالده حارثة بن شرحبيل، فسأل عن أوصافه، فلما سمع من حملة الخبر الأوصاف؛ قال: "ابني ورب الكعبة"، وأخبرَ عن مكانه في مكة، فانطلق مسرعا، برفقة أخوه كعب بن شرحبيل، نحو بيت الرسول الكريم، ثم امتدح في قوم وحسب ونسب الصادق الأمين بطريقة مهذبة ثم قال:" يا بن عبد المطلب يا بن هاشم يا بن أسياد القوم أنتم أهل حرم الله، وجيرانه تفكون العاني، وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندكم فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه".

رد النبي صل الله عليه وسلم عن هذا بحكمة وبيان ثم قال سأخير زيداً في الأمر، فإن اختارهم فسأتركه لهم، وأمّا إن اختارني فسيبقى عندي، ولمّا جاء زيد سأله رسول الله عنهم، فقال: هذا أبي، وهذا عمي، ثم خيره بين البقاء معه، أو العودة مع والده وعمّه، فقال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم.

غضب "حارثة وكعب"؛ من رد زيد؛ فقالا: "ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمّك وعلى أهل بيتك، ليعود برد مثالي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، "نعم قد رأيت من هذا الرجل شيء ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً".

الله يأمر بعودة زيدًا اسمًا وليس جسمًا

خرج الرسول الكريم بعدما رأى ما كان من زيد إلى الحجر، وأشهد النّاس على أنّ زيدا أصبح ابنه، ومن بعدها أصبح يُنادى بزيدٍ بن محمدٍ، حيث كان أوّل من أسلم من الموالي، وبقي يُنسب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، حتى أنزل الله تعالى في القرآن قوله: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فرجع اسمه زيد بن حارثة".

زيد والإسلام

كان "زيد" في الثلاثين من عمره، عندما بعث الرسول الكريم؛ فدعاه النبي عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام، فأعلن إسلامه، واعتنق دين الله من غير تردّدٍ.

أسباب إسلامه

تيقن "بن حارثة" من خلال صحبة الرسول صلّ الله عليه وسلّم، سنواتٍ طويلةٍ، أنه صادق لا يعرف طريقاً للكذب، فكيف له أن يترك الكذب على الناس، ويكذب على الله، وعلم أنّه رجلٌ عظيمٌ عفيفٌ بعيدٌ عن كلّ الموبقات، والآثام، ومن المستحيل أن يتلاعب بعقيدة الناس، ولو كان هدفه الجاه، والسلطان لما سلك تلك الطريق، ولاختار أسهل الطرق وهي طريق اللّات والعزّى.

زواج زيد

بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة، كانت زينب بنت جحش -رضي الله عنها- ممّن هاجرو برفقته، وكانت ذات جمال عالِ؛ فخطبها النبي؛ لزيد بن حارثة رضي الله عنه، فقالت: "لا أرضاه"، ولكنّ الرسول أخبرها بأنّه قد رضيه زوجاً لها، فتزوّجها زيد بن حارثة.

زيارة الرسول لزيد في منزله

افتقد الرسول الكريم زيداً، فذهب إلى بيته يطلبه، فلم يجده، فقامت إليه زينب رضي الله عنها، وهي تقول:" هنا يا رسول الله، فتولّى الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو يهمهم بكلامٍ لا يكاد يُفهم منه إلّا سبحان الله العظيم، سبحان الله مصرّف القلوب.

رجع "زيد" بعدها إلى البيت ثم أخبرته زينب بقدوم النبي يسأل عنه، فخرج حتى جاء النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: يا رسول الله بلغني أنّك جئت منزلي فهلا دخلت، بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعلّ زينب أعجبتك فأفارقها، فأمره "النبي" بأن يُمسك عليه زوجه، ولكن زيداً لم يستطع إليها سبيلاً، فعاد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخبره بالأمر، فأخبره بأن يمسك عليه زوجه.

فراق زيد من زينب رضى الله عنها

فارق زيد زوجته، ونزل قول الله تعالى: "وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"؛ ثم تزوجها الرسول بأمر من الله تعالى.

كيف مات زيدا؟

جهّز رسول الله؛ جيشًا كبيرا مكون من ثلاثة آلاف مقاتل، واتجه لقتال الروم، ثم أمّر عليه ثلاثة أمراء على التوالي أولهم زيد بن حارثة، فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جميعاً، ثمّ انطلق جيش المسلمين، ولمّا وصلوا منطقة معان تفاجئوا بالأعداد الهائلة للروم، حيث بلغ عددهم مئتي ألف مقاتلٍ.


اقرأ أيضاً: بعد الإعلان عن إنتاج ”عصير البرسيم”.. خبير تغذية: النبات الأخضر يعلاج 14 مرضا

تشاور قادة الجيش فيما بينهم، ثمّ قرّروا أن يواجهوا الكفار مهما كانت النتيجة، فسار الجيش، فانطلق زيد بن حارثة، وهو حامل لواء المسلمين وانقضّ على جيش العدو، فتكالب عليه العدو بالرماح، فسقط شهيدا.