كورونا ليبيا في رمضان| أزمة إنسانية وانقسامات عالمية

حُرم الشعب الليبي خلال رمضان هذا العام من القيام بالعادات التي تمثل تراثه وموروثه، نتيجة الانقسامات والحروب التي تعصف بالبلاد منذ 9 سنوات، لكن ما زاد الأمر سوءًا هو تفشي فيروس كورونا وإلغاء الموروثات المتعارف عليها.
بداية استقبال رمضان
عُرف عن الشعب الليبي استقبال شهر رمضان المبارك بالتكبير والتهليل في مختلف الشوارع، والاعتكاف بالمساجد، من أهم صور الإعلان عن حلول الشهر الفضيل، وفي بيوت الله يقرأ القرآن الكريم، وتمتلئ بالرجال والنساء والأطفال وفيها تقام صلاة التراويح.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تدعو إلى وقف النار بليبيا في رمضان
من أهم الطقوس الاجتماعية التي تنشط في ليبيا خلال شهر رمضان، وتمثل لمحة من أجمل الطقوس الاجتماعية، هي "موائد الرحمن" بمبادرات من جمعيات أهلية وبعض النوادي، هذا بالإضافة إلى الشركات من أجل إطعام المحتاجين وعابري السبيل .
لكن قبل أن تٌفرض على ليبيا الانقسامات والاشتباكات والإجراءات الاحترازية، كان معظم سكان الأحياء يؤدون صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، بالإضافة إلى إقامة حلقات المديح يومياً في المساجد.
حظر التجوال في شوارع ليبيا
اعتبرت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا والتابعة للحكومة الليبية أنه من الخطأ التهاون فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية لاحتواء الفيروس، بسبب شهر رمضان، فقرر استمرار حظر التجوال خلال شهر الصوم من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السابعة صباحا.
غلق المساجد
وتضمنت الإجراءات أيضا غلق المساجد، وهو ما لم تعترض عليه دار الإفتاء الليبية، التي أكدت أنه لا ضرار في ذلك، طالما أن الهدف هو الحماية من وباء قاتل.
اقرأ أيضا: ليبيا تقترح تشكيل مجلس رئاسي لإنهاء الانقسام السياسي
رمضان تحت النار
لم يتسبب كورونا فقط في إفساد الأجواء الرمضانية في ليبيا فقط، فالانقسامات أيضا بين الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق المدعومة من الإرهاببين بقيادة فايز السراج، خلفت عشرات الضحايا من الأبرياء، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي نتج عنها "انقطاع الكهرباء بعد إصابة محول المهداني"
مناشدة أوروبية
في نفس السياق توجه وزراء خارجية كل من: "ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي" بدعوة لإعلان هدنة إنسانية في ليبيا، خلال شهر رمضان على خلفية جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ومناشدة أطراف النزاع استئناف مفاوضات السلام.