صلاة التراويح.. النبي أداها في البيت وعمر في المسجد.. فهل خالف الفاروق رسول الله بعد وفاته؟

بعد إعلان وزارة الأوقاف، أمس، تعليق جميع الأنشطة الدينية المتعلقة بشهر رمضان الكريم، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، تسائل البعض عن مصير صلاة التراويح، وفي هذا الإطار يرصد "الطريق" تاريخ صلاة التراويح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الخلفاء الراشدين:
النبي صلاها في البيت
"تركتها مخافة أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها".. هكذا تجلت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه والمسلمين من بعده، استند بعض العلماء في صلاة التراويح، إى أن رسول الله أداها جماعة بأصحابه ثلاث ليال، ثم تركها مخافة أن تُفرض عليهم.
فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي الكريم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم، فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ﷺ فصلى فصلوا بصلاته.
فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضي الفجر أقبل فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يَخْفَ علي مكانكم، ولكني خشيت أن تُفترض عليكم فتعجزوا عنها، وانتقل رسول الله إلى جوار ربه والأمر على ذلك.
وذكرت بعض الروايات أن العلة التي من أجلها ترك رسول رسول الله صلاة التراويح انت تفرض وذهبت العلة بوفاته صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي.
عمر يجمع المسلمين للتراويح
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، كان الناس يؤدون صلاة التراويح منفردين، حتى أحيا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سُنًة النبي، وجمع المسلمين على قارئ واحد.
وأمر أُبي بن كعب رضي الله عنه يصلي بالمسلمين، وقال حينما رآهم صفا واحدا وأمة واحدة غير متفرقة: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد صلاة آخر الليل أو التهجد، وكان الناس يقومون أوله، وكان ذلك سنة 14هـ في بداية خلافته رضي الله عنه ووافقه على ذلك المهاجرون والأنصار فصار إجماعًا.
التروايح سنة مؤكدة
سأل الإمام أبي حنيفة رضى الله عنه، عن جمع الناس في صلاة التراويح وما فعله عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي، قال: التراويح سنة مؤكدة، ولم يتخرص عمر من تلقاء نفسه، أي: لم يفعله عمر بظن غير صحيح أو كذب، ولم يكن فيه مبتدعا، ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه بعد ذلك الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب رضى الله عنهما، وعمل بها إلى يومنا هذا.