قادة إسرائيل في الحجر.. وتل أبيب تساوم سكان غزة على المساعدات

يوما تلو الآخر، تتجرد إسرائيل من إنسانيتها في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد الذي استهدف قادتها وأصبحوا قيد الحجر الصحي، لتضع عراقيل أمام دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، الذي يعاني من الوباء بعد تسجيل إصابات.
كما أعلن جيش الاحتلال إصابة 13 جنديا بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي المصابين إلى 97 عسكريا، فيما تم وضع 3023 عسكريا في الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بالفيروس، إضافة إلى رئيس الموساد ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الصحة.
شروط إسرائيلية
وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت قال: إن "تقديم أي مساعدات إنسانية لقطاع غزة، من أجل مواجهة خطر تفشي فيروس كورونا، مرتبط باستعادة جنديين فقدوا في الحرب الذي اندلعت في قطاع غزة عام 2014"، موضحا أن إسرائيل على يقين من أن هذين الجنديين تم قتلهما، وفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية.
وأضاف بينيت، "عندما يكون هناك نقاش حول المجال الإنساني في غزة، فإن إسرائيل لها أيضا احتياجات إنسانية تتمثل أساسا في استعادة من سقطوا في الحرب".
وتابع: "أعتقد أننا في حاجة للدخول في حوار موسع حول الحاجات الإنسانية لنا ولغزة، لا يصح فصل هذه الأمور عن بعضها، وبالتأكيد ستكون قلوبنا مفتوحة للكثير من الأمور".
اقرأ أيضا: عاجل| ارتفاع المصابين بكورونا في فلسطين إلى 134
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن رفات الجنود المحتجزة في قطاع غزة، هم ضابط مشاة ومجند قتلا في حرب 2014 التي كانت في قطاع غزة.
رد حماس
من جانبها ردت حركة حماس على هذه الشروط، مؤكدة أن عملية إعادة الجنديين يتطلب التفاوض على صفقة لتبادل الأسرى ولن يتم مقابل أي مساعدات إنسانية، ولم تحدد ما إذا كان هذين العسكريين الإسرائيليين قتلا فعلا كما يدعي وزير الدفاع الإسرائيلي أم لا، لكنها في نفس الوقت لم تقدم أي دليل على أنهما لا يزالا على قيد الحياة مثلما فعلت في حالة سابقة مماثلة.
اقرأ أيضا: إسرائيل تهدد ”سكان قطاع غزة”: ستشهدون ربيعا مؤلمًا
على جانب آخر، حمل فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس المسؤولية الكاملة لإسرائيل، مشيرا إلى أنها عليها التفكير في أي تداعيات من الممكن أن تترتب على تفشي هذا الوباء الخطير في غزة، خاصة وأنها تحاصر القطاع منذ 13 عاما، مؤكدا أن قضية تبادل الأسرى هي عبارة عن مسار منفصل عن هذه القضية، وفقا لصحيفة "القدس العربي".
وأطلقت إسرائيل في وقت سابق، سراح مئات المسجونين الفلسطينيين، مقابل استعادة بضعة إسرائيليين سواء كانوا أسرى أو حتى رفات منهم، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت أوضح أنه لن يوافق فيما بعد على أي عمليات إفراج جديد عن المسلحين الفلسطينيين، وفقا للصحيفة.
عودة جثث الاحتلال
الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، أكد أن الشروط التي يضعها نفتالي بينيت تتعلق بشكل أساسي بصفقة تبادل الأسرى التي دخلتها أطراف متعددة منذ عامين لعودة جثث الضباط الإسرائيليين الذين قتلوا في حرب 2014.
وأوضح فهمي في تصريحات لـ"الطريق"، أن شروط بينيت دليل على أن إسرائيل تريد أن "تُسيس" عملية تقديم المساعدات التي يستلزم دخولها سريعا لقطاع غزة لمواجهة أزمة فيروس كورونا، وأنها تقوم بذلك على الرغم من وجود تعاون بالفعل بين الجانبين السلطة الفلسطينية والإسرائيلية، لوضع سبل تساعد على مواجهة هذا الوباء.
أهداف إسرائيلية
وكشف أستاذ العلوم السياسية أن إسرائيل تهدف من خلال وضع مثل هذه الشروط بالضغط على حركة حماس لكي تجبر على تقديم هذه الجثث واستكمال صفقة تبادل الأسرى بصورة سريعة، خاصة وأن حماس خلال الفترة الأخيرة وضعت شروط جديدة فيما يتعلق بالتعامل مع هذه القضية.
وتابع: "تصريحات نفتالي بينيت والشروط التي وضعها تكشف بالفعل عدوانية إسرائيل، لأن العالم الآن يعيش أزمة حقيقية ولابد من أن يكون هناك تبادل لكافة البيانات والمعلومات التي تكشف عن مدى انتشاره لكي يكون هناك قدرة على مواجهته، لكنها وعلى الرغم من ذلك تضع شروط صعبة وتتشدد فيها والتي سيدفع ثمنها الأبرياء من أبناء القطاع وليس حركة حماس التي تشترط عليها".
اقرأ أيضا: ”الدفاع الإسرائيلية”: لا نريد حربا مع حماس