كيف نجحت دول آسيا في احتواء ”كورونا” وفشل الغرب؟

رغم نجاح الصين في احتواء تفشي فيروس كورونا من خلال إجراءات احترازية أكثر صرامة تجاه مواطنيها، إلا أن العالم رفض الاستعانة بتجربة التنين الصيني في مواجهة الجائحة التي غزت العالم، الأمر الذي جعلهم يعيشون الآن كابوسا يعصف باقتصادهم ويدفعهم للعزلة.
البحث عن علاج
صحيفة "الجارديان" البريطانية، أفادت بأن الخبراء تمكنوا من تحقيق إنجازا كبيرا في محاولات الصنع لقاح يساعد على حماية البشرية من فيروس كورونا "القاتل".
وأشارت الصحيفة إلى عملية حقن لعشرات المتطوعين باللقاح الجديد في مدينة سياتل الأمريكية، ليكون ذلك جزءا من المرحلة الأولى لاستكشاف مدى أمان اللقاح ومعرفة آثاره المحتملة على الجسم البشري.
اقرأ أيضا: عاجل| الصحة الإيرانية تكذب روحاني.. 1934 وفاة جديدة و24811 إصابة
إجراءات تحت المراقبة
كان من الصعب أن تجري مدينة سياتل الأمريكية، أي عمليات حقن لاختبار اللقاح الجديد دون مراقبة مشددة من قبل الحكومة الأمريكية، ما دفع الصحيفة البريطانية، إلى التساؤل حول سرعة إنتاج لقاح آمن يمكن حقنه في أجساد الرجال والنساء والأطفال لتوفير حماية ذاتية لهم في مواجهة "كوفيد 19"؟
أجسام مضادة
هانكه شوتمايكر رئيسة قسم اكتشاف اللقاحات المضادة للفيروسات والعلاجات الانتقالية في شركة جانسين الأمريكية، أكدت أن الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا قامت أجهزتهم المناعية بتخليق أجسام مضادة له، مما يدفع للاعتقاد بأنه سيوفر لهم حماية أمام الإصابة مستقبلا بفيروسي سارس، و"كوفيد 2"، وهما المسؤولين عن ظهور كوفيد 19، حسب الصحيفة.
عنصر جديد
وأوضحت شوتمايكر، أنه بناءًا على الدراسات العلمية التي أجرتها على مدار حياتها، فإن "كورونا" وافد جديد على المجال العلمي، ومن الصعب معرفة إلى أي مدى يمكن أن تستمر المناعة الطبيعية لدى الأشخاص الذين أصيبوا به في التصدي له.
وأشارت إلى أن شجرة التطور الجينية لهذا الفيروس تكشف عن تغيرات جينية حدثت، لكن من المبكر القول ما إذا كان ذلك كافيا لصنع طفرة على تركيب الفيروس بحيث تؤثر على عمل اللقاح.
اقرأ أيضا: نتنياهو: مليون مصاب بكورونا وآلاف الوفيات في إسرائيل
الغرب المرتجف
وتطرقت "الجارديان" إلى تقرير مراسلة الشؤون الدولية إيما جراهام هاريسون، والذي جاء بعنوان: "وباء كورونا: كيف تصرفت دول آسيا بينما يقف الغرب مرتجفا؟".
وقالت جراهام في تقريرها: إن "أول حالة في تايوان وإيطاليا لم يفصل بينهما سوى 10 أيام فقط، لكن لم تسجل تايوان التي ترتبط بعلاقات تاريخية وثقافية بالصين سوى 153 إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم اثنان فقط، لكن على الجانب الأخر سجلت إيطاليا أكثر من 47 ألف إصابة، كما ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 4 آلاف شخص".
وتعاني إيطاليا جراء هذا الوباء، أكثر من الدول المجاورة لها، حيث أن عدد الوفيات تخطى الصين بؤرة الفيروس، كما أن المسؤولين في إقليم لومبارديا شمال إيطاليا أكدوا أن عدد الوفيات في الإقليم قفز بصورة لم تكن متوقعة، فقد تم تسجيل 546 حالة وفاة خلال يوم واحد.
اقرأ أيضا: عالم هارفارد يتوقع أن يصيب كورونا نحو 70% من البشرية
استهتار حكومي
ولفتت الصحيفة البريطانية، إلى أن الانفجار الغير مسبوق في عدد الوفيات بإيطاليا جاء بعد أسابيع من التراخي الحكومي في مواجهة الزيادة الكبيرة في عدد حالات الإصابة والوفاة بشكل متكرر في دول الغرب بداية من إسبانيا وفرنسا وألمانيا حتى بريطانيا والولايات المتحدة.
وتابعت: "قادة دول الغرب مضطرون حاليا لاتخاذ قرارات لم يفكروا فيها من قبل، مثل إغلاق المدن وفرض حظر التجول)، إضافة إلى ضخ مليارات الدولارات لدعم جهود مكافحة هذا الوباء".
واختتمت جراهام هاريسون تقريرها بالقول: إن "الساسة لو تحركوا قبل أسابيع فقط، لكان باستطاعتهم تجنب الكثير من جوانب المأساة الحالية والكارثة الاقتصادية الخطيرة التي يواجهونها"، مشيرة إلى أن كل من "تايوان وسنغافورة وهونج كونج" سجلوا أولى حالات الإصابة قبل دول أوروبا، لكن الحكومات هناك اتخذت قرارات سريعة ومبكرة، لذلك أمر طبيعي أن يكون عدد الوفيات هناك قليلا.