الطريق
الخميس 24 أبريل 2025 06:26 صـ 26 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
التربية الرياضية بجامعة طنطا تستضيف ندوة حول ”تطوير قطاعات الناشئين في كرة القدم” شاهد| قطاع غزة.. معاناة غير مسبوقة من تفاقم أزمة الجوع بسبب الحصار الإسرائيلى الاحتجاجات تحاصر نتنياهو لوقف العدوان على غزة زاهي حواس: العالم ينتظر بشغف افتتاح المتحف المصرى الكبير وأتمنى تكريم فاروق حسنى لأنه صاحب الفكرة البيت الأبيض بشأن غرامة الاتحاد الأوروبى على شركتي ميتا وأبل: لن نتسامح مع هذا الابتزاز الاقتصادي الجديد فيديو| قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم اتحاد اليد يقرر ترشيح خالد فتحى علي منصب النائب فى انتخابات الاتحاد العربى إعلام فلسطيني: إصابة 4 فلسطينيين برصاص مستوطنين في هجوم على قرية بالأغوار الشمالية بالضفة الغربية البيت الأبيض: الرئيس ترامب بدأ صبره ينفد إزاء السلام في أوكرانيا اتحاد العمال يهنئ الرئيس السيسي بذكري تحرير سيناء بعد سماع أقواله.. إخلاء سبيل مدير بيطري طنطا في واقعة قتل كلب هاسكى الشيخ محمد عبد العزيز.. رمز للتسامح والعمل المجتمعى بأسوان

الفلسفة السياسية عند « أبو القومية المصرية»

”أحمد لطفي السيد”...أول من عارض التبعية السياسية لخلافة الأتراك

أحمد لطفى السيد
أحمد لطفى السيد

تمثل السياسة لدي كثير من الساسة مناورة وأسلوبا حزبيا، يميل إلي أفكار ميكافيلي «لا علاقة للسياسة بالأخلاق، الغاية تبرر الوسيلة » لكنها تمثل فلسفة وعقيدة ومبدأ عند أحمد لطفي السيد، أستاذ الجيل وأبو اللبرالية المصرية، صاحب المقولة الخالدة «الإختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية » والذي نشر فلسفته السياسية من خلال تأسيس حزب الأمة وجريدة « الجريدة » فضلا كونه أول رئيس للجامعة المصرية منذ تأسيسها، ووزيرا قضى حياته ينتقل بين مقاعد السياسة والفكر والتعليم، وكان معلما في السياسة، لا يميل إلي المناورة والمراوغة، بقدر ما أسس منهجا فلسفيا وفكرا مستنيرا.

تأثر الفكر السياسي لدي لطفي السيد، بالحرية كأساس لديه، وفي ذلك يقول؛ إن الحرية المقوم الأول للحياة ولا حياة إلا بالحرية، وهي حق طبيعي، فالإنسان حر في الإرادة، حر في الإختيار بين الفعل والترك وفى كل شئ، والحرية المعطلة عن الاستعمال هي فى حكم المفقودة، والحرية الطبيعية الملازمة للإنسان لا يصح أن تسمي حرية إلا إذا كان ميسرا له استعمالها، فالمرء لا يرى بعينيه المعصوبتين، ولا يأكل ولا يشرب ويبطش بيديه المكتوفتين، لكن العين المعصوبة واليد الموثوقة، كلتاهما فى حكم المعدومة، وفي سبيل ذلك يطلب الحرية.

يؤكد الدكتور حسين فوزى النجار في كتابه عن لطفى السيد إن عقيدة هي القومية والديمقراطية والتمدين ومظهر القومية هو الإستقلال ومظهر الديمقراطية هو الحكم الدستورى، أما التمدين فهو الإرتقاء، وهي المبادئ التى قامت عليها عقيدته، فالدولة لا تدين برقيها وتقدمها إلا لتقدم حياتها السياسية والعلمية وارتقائها الفكرى، فإذا كان الدستور هو نبع الحرية القومية والشخصية ودعامة الإستقلال، فإن المدرسة هي دعامة التقدم فى الأمة، والتربية الصحيحة والتعليم الجيد هما أساس الارتقاء.

ولم ينكر لطفي السيد الأخذ بمبدأ الإشتراكية وإنما ينكر أن تقوم الإشتراكية مع حكم ليس للشعب فيه نصيب ويسمي هذا النوع من الإشتراكية بـ « الإشتراكية المعكوسة » التى مارستها مصر لأزمان طوال فى ظل حكومات فرضت وصايتها علي الشعب دون أن يكون للشعب فيها نصيب، ووضع حدا فاصلا لما يسمي بـ «رأسمالية الدولة» والإشتراكية بمعناها الحقيقى حيث يكون الشعب مصدر السلطات.

وكان لطفى السيد أول من عارض ربط مصر بالأتراك، رافضا التبعية السياسية للخلافة العثمانية، كأساس لفكرة القومية المصرية، وأراد من ذلك أن ينشر فكره بالشخصية القومية المصرية، ويقول؛ إننا أخطأنا في الماضى فى تقدير الواجب علينا وألقينا مسئولية العمل لاستقلال مصر علي عاتق غيرنا، وعلقنا آمالنا في أول الأمر بالآستانة، وحكومة جلالة السلطان صاحبة السيادة علينا، وبقينا ننتظر نتائج ما يعمله لنا الأتراك، ولم ننل من وراء ذلك شيئا.

وفى مقال لأستاذ الجيل في الجريدة بعنوان «الأمة والحكومة» يقول فيه كانت مصر ولا تزال مستقلة استقلالا إداريا، اعني أن أمراءها لهم الاستقلال الإدارى في داخل البلاد عن سلطة الباب العالي، ولكن هذا الإستقلال خاص بأشخاص الأمراء، فماذا كان للأمة معهم من الحق؟ لاشئ.. بل رغبة الأمير هى الكل فى الكل.

وكان يرى أن ابتعاد مصر عن الحرب التركية الإيطالية، وتدخل إيطاليا في ليبيا، ويدافع عن موقفه بعد ان تعرض لهجوم مكثف بسبب رأيه؛ ادعو لما ادعو إليه بأن تكون مصر للمصريين، وقد أخذت أنبه علي استحياء إلى واجب مصر في هذه الحرب وهو أن تكون علي الحياد، وأن سيادة تركيا لا تجلب لمصر منفعة، ولا تستطيع ان تنقذها من الإحتلال البريطاني، وقد أغضب هذا الموقف بعض الناس ولم ألتفت إلى غضبهم.

يقول الدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر إن أحمد لطفى السيد يستحق لقب أستاذ الجيل عن تقدير لكل المفكرين المصريين والعرب، لأنه أول من ادخل الأفكار اللبرالية على الفكر المصر فى بدايات القرن العشرين وبدأ ذلك من خلال الترجمة كمرحلة أولى واستطاع التأثير من خلال حزب الأمة وجريدته الجريدة، وكذلك أسس منهج الحريين أى أنصار الحرية وتتلمذ على يديه عميد الأدب العربى طه حسين، ومحمد حسين هيكل والجيل كله ونشر مذهبه من خلال الجامعة المصرية كأول مدير لها ولا تزال القاعة الكبرى بها إلى الآن يُطلق عليها قاعة أحمد لطفى السيد.

ويوضح الدكتور عفيفى إن السيد هو الرائد الاول لللبرالية المصرية من حيث التأثير فى إطار نظرى كما أنه استحق لقب «أبو القومية المصرية» لأنه انشغل بالقومية المصرية ولم يكن ضد الدين وإنما ينحاز فكره إلى أن الدين والتدين طبيعة خاصة للأفراد، وكذلك الحرية المطلقة للعقيدة والحريات السياسية، وأسس لمنهجة المرتكز على سياسة المصالح لا سياسة العواطف ولذلك رفض أن تكون مصر جزءً من الخلافة العثمانية ورفض مساندة لبيا ضد الاستعمار الإيطالى.