الطريق
الخميس 9 مايو 2024 09:36 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مجدي سبلة يكتب: بعد تحمل المواطن.. الرئيس يرد الجميل.. ومصر تنتصر

مجدي سبلة
مجدي سبلة

10 سنوات تحملها المواطن المصرى منذ 2011 كانت مصر شبه دولة وكانت فى طريقها إلى إعلان إفلاسها بعد تدمير منشآتها، وخلوها السنوات الشهور الماضية من السلع الإستراتيجية، كانت أن توقف المصانع، وعدم وجود الوقود، وعادت طوابير شحن تمويل السيارات في أيام لا أعادها الله بسبب ما تسمى 25 يناير ، وخربت محطات الكهرباء، حتى سلع الأكل والشرب لم تكن موجودة فى ظل غياب الأمن بعد الضربات المتلاحقة لأقسام الشرطة والاعتداء عليها بمعرفة الجماعة الإرهابية.

تحمل المواطن هذه العيشة المرة فى لقمة العيش والبحث عن طعام اليوم الواحد..
إلى أن جاءت ثورة 30 يونيه 2013 التى حولت مسار الخراب إلى بداية التصحيح والبناء وخلع تلك الجماعة الإرهابية من حكم البلاد بلا رجعة.
ومنذ ذلك التاريخ راهن الرئيس على المواطن وكان رهانه ناجحاً..
فبادر المواطن بشد الحزام وإعلان رغبته فى بناء الدولة «قوية معاصرة» رغم فاتورة الإصلاح الصعبة وتحمل توحش التجار وغلاء الأسعار فى ظل ظروف اقتصادية طاحنة تعانى منها مصر ومعظم دول المنطقة التى تتعرض لمخططات تفتيت، رغم أن مواطنى هذه الدول لم يتحملوا ربع ما تحمله المواطن المصرى وكان ذكاء المواطن المصرى وإصراره على النجاح فى معادلة مواجهة الإرهاب وإعادة البناء فى توقيت واحد ضرب كل الأجهزة والمخططات التى تعادى الدولة المصرية فى مقتل.
إلى أن بدت ملامح الانتصار تتمثل فى مشروعات قومية تبنى الدولة من جديد وتعطى رسائل بمؤشرات اقتصادية يعترف بها العالم كان أولها مشروع قناة السويس الجديدة التى عبرت عن إرادة المصريين بتحملهم هذا المشروع العملاق بالاستجابة لنداء الرئيس للشعب حين طلب منهم إقامة هذا المشروع من أموال الشعب فوجد استجابة خلال أسبوع واحد، مما يدل على رغبة حقيقية من المواطن المصرى لبناء الوطن لهم وكذلك للأجيال القادمة.
ثم توالت نماذج تحمل المصريين لبناء دولتهم من تبرعات لصندوق تحيا مصر وأعطت نماذج مصرية خالصة تصر على نجاح الدولة، كما وضع المواطن وطنه نصب عينيه، فبادر الرئيس بوضع المواطن على قمة أولويات الدولة، فأطلق حزمة من المشروعات القومية الكبرى التى خلقت فرص عمل فى كافة أقاليم مصر، وجذبت العديد من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة بلغت 8 تريليونات جنيه لحوالى 1030 مشروعا، كفيلة أن تضع مصر فى مصاف الدول الصاعدة اقتصادياً بشهادة كبرى المؤسسات والمنظمات الاقتصادية الدولية.
فكان رد الجميل من الرئيس للمواطن بعد تحمله هذه الملحمة التى عبرت عن معدن الشعب المصرى تبحث عن سكان المناطق الأكثر خطورة، الذين كانوا يعيشون تحت أسقف وبين شقوق تنهار على رؤوسهم فى أى وقت وأخرجهم من هذه الشقوق والعشش والمساكن المهدمة إلى مساكن حضرية مخططة عمرانياً يتباهون بها أمام سكان المناطق الراقية، وانتشل مواطنى الدويقة وسكنوا فى عمارات الأسمرات وغيط العنب وتل العقارب وزرزارة فى بور سعيد وعشش المنيا وغيط العنب ليغيروا حياتهم وسلوكهم واقتصادهم وكأنهم بدأوا حياتهم من جديد ليصل رد الجميل لأكثر من مليون مواطن كانوا يعيشون فى حوالى 200 ألف عشة فى هذه المناطق المهمشة.
هذا بخلاف مليون شقة جديدة فى مشروع الإسكان الاجتماعى والإسكان الفاخر للشباب الباحثين عن سكن والزواج فى مناطق مخططة تخطيطاً يحاكى به المصريون أعتى المناطق فى العواصم العالمية.
وكانت عين الرئيس على فلاحى الدلتا والوادى عندما فتح لهم آفاقا جديدة لخروجهم من عالم تفتيت الحيازات الزراعية، بعد أن أصبح نصيب المواطن فى بلادهم قيراطا أو قيراطين على الأكثر إلى مشروع المليون ونصف المليون فدان ليصبح نصيبه 10 أفدنة للبدء فى حياة تنموية جديدة عمادها الفلاح المصرى الذى تجاهلته الحكومات السابقة سنوات وسنوات ليجد نفسه فى قرى زراعية منتجة يبنى من خلالها اقتصاد أسرته لينتظر مستقبلا أفضل.
ولأن عين الرئيس دائماً على المواطن فشق لهم طرقاً طويلة تبلغ 8 آلاف كيلو متر فتحت آفاقاً تنموية متنوعة تجلب فرص عمل بالملايين ليجد المصريون مجتمعات جديدة كانت أحلاما لم يتوقعوا أن تصبح حقائق على الأراضى المصرية إلى أن جاء للمصرين بمشروع رأس الحكمة في الساحل الشمالى .
رد الجميل شمل محاور جديدة أهمها بناء الإنسان المصرى أولها مبادرة الـ 100 مليون صحة بعد أن ضرب الفيروس اللعين المواطن المصرى فى كبده ليصبح مواطناً عفياً يمارس حياته من جديد دون أمراض وتصبح مصر خالية من فيروس سى بمشروع صحى فير مسبوق.
لم يتوقف الرئيس فى عطائه عند فيروس سى، فأطلق مبادرات صحية أخرى تصب فى الحالة الصحية للمواطن للعيون والتقزم والسمنة والأنيميا وكان آخرها مبادرة المسح الطبى لسرطان الثدى.
وكذلك محور تطوير التعليم للأجيال الجديدة لإعداد خريجين مصريين يواجهون الحياة العصرية بكل تطورها فى دولة مدنية حديثة.
عين الرئيس لم تتجاهل فقراء مصر والفئات الأولى بالرعاية فى مشروع تكافل وكرامة الذى بلغ عدد المستفدين منه ما يقرب من 2 مليون أسرة مصرية، حتى الأطفال المشردين بلا مأوى كانوا ضمن أولويات الرئيس لفئات لم ينظر إليها رئيس من قبل، مشروعات ومبادرات كثيرة كلها للمواطن الذى تحمل سنوات عشرة ليأتى عام 2019 ليجنى الحصاد الذى تحمل من أجله.
ليعلن الرئيس الأسبوع الماضى عن رأس الحكمه حزمة قرارات كانت بمثابة الهدية الكبرى للمواطن أولها رفع الحد الأدنى للأجور من 1200 إلى 6 آلاف جنيه لبداية التعيين ومنح علاوة دورية بنسبة 7 فى المائة من الأجر الوظيفى وبحد أدنى 75 جنيها للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، و10 فى المائة من الأجر الأساسى وبحد أدنى 75 جنيها لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، ومنح علاوات استثنائية لجميع العاملين بالدولة للعمل على معالجة آثار التضخم، وإطلاق أكبر حركة ترقيات لجميع العاملين بالدولة لكل من استوفى المدة البينية اللازمة للترقية حتى 30 يونيه 2019.
وكان للمعاشات يد حانية غير مسبوقة لفئة قد أفنت عمرها فى خدمة الوطن، فمنحهم زيادة 15 فى المائة ورفع الحد الأدنى للمعاش ، كان قد كلف الحكومة بسحب الاستشكال الذى كان يقضى بعدم حصولهم على ضم 5 علاوات لمعاشهم.
المرأة التى تحملت أكثر خلال السنوات الماضية يأتى دورها فى جنى الحصاد بعد هذه السنوات الصعبة، ويقرر الرئيس تكليفات محددة للحكومة بتحقيق إسهام أكبر فى سوق العمل ووضع التشريعات لحماية المرأة من كل أشكال العنف وتشريعات للحد من ظاهرة الغارمات وتنفيذ برنامج (مودة) ودراسة قانون جديد للأحوال الشخصية، والشمول المالى والتمكين التكنولوجى للمرأة والمزيد من المشاركة السياسية للمرأة والمزيد من المشاركة السياسية للمرأة المصرية فى كل القطاعات، ودراسة تعديل قانون الخدمة العامة لتدريب وتأهيل الفتاة المصرية وإنشاء صندوق للمرأة، وبعد هذه الحزمة التى أعلنها الرئيس شعر المصريون بأنهم تحملوا واعلن الرئيس أن مصر تنتصر وتحقق مزيداً من العدالة الاجتماعية.
صبر المواطن المصرى على فاتورة الإصلاح الاقتصادى، ووجد حقول الغاز تنتج، ورأى المصانع تعود للإنتاج، وشاهد المزارع يتم حصادها، ولاحظ أن موانئ مصر تبدأ فى ملء شاحنات التصدير إلى بلاد الدنيا، وبدأ الأمل يملأ قلوبهم فى الخروج إلى النور بثقة أكبر فى المستقبل ويراودهم شعور أن مصر ستصبح قبلة الاستثمار ومهبط السياحة العالمية، لتصبح مصر أكثر إشراقاً للأجيال القادمة بفضل تحمل المصريين معركة الإصلاح. ليبدأ فترة رئاسية جديده كلها مملوءة بالعمل والخطط والإنتاج للعيش في كرامه